Marocain-XF عضو فريق العمل
عدد الرسائل : 1913 العمر : 68 Localisation : الرباط . : اوسمة العضو (ة) : النقاط المكتسبة من طرف العضو : 8778 خاصية الشكر : 12 تاريخ التسجيل : 30/05/2009
بطاقة الشخصية royal: 1
| موضوع: كتاب المدهش لابن الجوزي -9- الأربعاء 17 يونيو 2009, 13:16 | |
| كتاب المدهش لابن الجوزي -9- وفي سنة ست وخمسين وأربعمائة وقع الوباء، وبلغ الرطل من التمر الهندي أربعة دنانير. وفي سنة اثنتين وستين وأربعمائة اشتد الجوع والوباء بمصر، حتى أكل الناس بعضهم بعضاً، وبيع اللوز والسكر بوزن الدراهم، والبيضة بعشرة قراريط، وخرج وزير صاحب مصر إليه فنزل عن بغلته، فأخذها ثلاثة فأكلوها، فصلبوا، فأصبح الناس لا يرون إلا عظامهم تحت خشبهم وقد أكلوا. وفي سنة أربع وستين وأربعمائة وقع الموت في الدواب حتى إن راعياً قام إلى الغنم وقت الصباح ليسوقها فوجدها كلها موتى.فصل في الزلازل والآياتزلزلت الأرض على عهد عمر في سنة عشرين، ودامت الزلازل في سنة أربع وتسعين: أربعين يوماً، وقعت الأبنية الشاهقة، وتهدمت أنطاكية.وفي سنة أربع وعشرين ومائتين زلزلت فرغانة فمات فيها خمسة عشر ألفاً. وفي السنة التي تليها رجفت الأهواز، وتصدعت الجبال، وهرب أهل البلد إلى البحر والسفن ودامت ستة عشر يوماً. وفي السنة التي تليها مطر أهل تيما مطراً وبرداً كالبيض، فقتل بها ثلاثمائة وسبعين إنساناً، وسمع في ذلك صوت يقول: ارحم عبادك، اعف عن عبادك، ونظروا إلى أثر قدم طولها ذراع بلا أصابع، وعرضها شبر، ومن الخطوة إلى الخطوة خمسة أذرع أو ست، فاتبعوا الصوت فجعلوا يسمعون صوتاً ولا يرون شخصاً. وفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين رجفت دمشق رجفة حتى انقضت منها البيوت وسقطت على من فيها، فمات خلق كثير، وانكفأت قرية في الغوطة على أهلها، فلم ينج منهم إلا رجل واحد، وزلزلت أنطاكية فمات منها عشرون ألفاً. وفي السنة التي تليها هبت ريح شديدة لم يعهد مثلها فاتصلت نيفاً وخمسين يوماً، وشملت بغداد والبصرة والكوفة وواسط وعبادان والأهواز، ثم ذهبت إلى همدان، فأحرقت الزرع، ثم ذهبت إلى الموصل، فمنعت الناس من السعي، فتعطلت الأسواق، وزلزلت هراة فوقعت الدور. وفي سنة ثمان وثلاثين وجه طاهر بن عبد الله إلى المتوكل حجراً سقط بناحية طبرستان، وزنه ثمانمائة وأربعون درهماً، أبيض، فيه صدع، وذكروا أنه سمع لسقوطه هدة أربع فراسخ في مثلها، وأنه ساخ في الأرض خمسة أذرع. وفي سنة أربعين ومائتين خرجت ريح من بلاد الترك، فمرت بمرو فقتلت خلقاً كثيراً بالزكام، ثم صارت إلى نيسابور، وإلى الري، ثم إلى همذان وحلوان، ثم إلى العراق، فأصاب أهل بغداد وسر من رأى حمى وسعال وزكام، وجاءت كتب من المغرب أن ثلاث عشرة قرية من قرى القيروان خسف بها، فلم ينج من أهلها إلا اثنان وأربعون رجلاً سود الوجوه فأتوا القيروان فأخرجهم أهلها، وقالوا أنتم مسخوط عليكم فبنى لهم العامل حظيرة خارج المدينة فنزلوها. وفي سنة إحدى وأربعين ماجت النجوم في السماء، وجعلت تتطاير شرقاً وغرباً كالجراد، من قبل غروب الشمس إلى الفجر، ولم يكن مثل هذا إلا عند ظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي السنة التي تليها رجمت قرية يقال لها السويدا ناحية مصر بخمسة أحجار، فوقع حجر منها على خيمة أعرابي فاحترقت، ووزن منها حجر فكان فيه عشرة أرطال، وزلزلت الري وجرجان وطبرستان ونيسابور وأصبهان وقم وقاشان كلها في وقت واحد، وزلزلت الدامغان فهلك من أهلها خمسة وعشرون ألفاً، وتقطعت جبال، ودنا بعضها من بعض، وسمع للسماء والأرض أصوات عالية، فهلك من أهلها، وسار جبل باليمن، عليه مزارع، حتى أتى مزارع قوم آخرين، ووقع طائر أبيض دون الرخمة وفوق الغراب على دلبة بحلب، لسبع مضين من رمضان فصاح: يا معشر الناس، اتقوا الله، الله، الله، حتى صاح أربعين صوتاً ثم طار، وجاء من الغد فصاح أربعين صوتاً ثم طار، فكتب صاحب البريد بذلك، وأشهد خمسمائة إنسان سمعوه، ومات رجل في بعض كور الأهواز فسقط طائر أبيض على جنازته، فصاح بالفارسية والخورية: إن الله قد غفر لهذا الميت ولمن شهده. وفي سنة خمس وأربعين ومائتين زلزلت أنطاكية، فسقط منها ألف وخمسمائة دار، ووقع من سورها نيف وتسعون برجاً، وسمع أهلها أصواتاً هائلة، من كوى المنازل، وسمع أهل تنيس صيحة هائلة، دامت فمات منها خلق كثير، وذهبت جيلة بأهلها. وفي سنة خمسين وثلاثين ومائتين مطرت قرية حجارة بيضاء وسوداء. وفي سنة ثمان وثمانين زلزلت دنبل في الليل، فأصبحوا، ولم يبق من المدينة إلا اليسير، فأخرج من تحت الهدم خمسون ومائة ألف ميت. وفي سنة تسع عشرة وثلاثمائة عدل الحاج عن الجادة خوفاً من العرب، فرأوا في البرية، صور الناس من حجارة، ورأوا امرأة قائمة على تنور وهي من حجارة، والخبز الذي في التنور من حجارة. وفي سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة هبت ريح بفم الصلح، شبت بالتنين، خرقت دجلة، حتى ذكر أنها باتت أرضها، وهلكت خلقاً كثيراً، واحتملت زورقاً منحدراً، وفيه دواب، فطرحته في أرض جوخى. وفي سنة عشرين وأربعمائة جاء برد هائل، ووقعت بردة، حزرت بمائة وخمسين رطلاً، فكانت كالثور النائم. وفي سنة أربع وثلاثين زلزلت تبريز، فهدم سورها وقلعتها، وهلك تحت الهدم خمسون ألفاً.وفي سنة أربع وأربعين وأربعمائة كانت بأذربيجان زلازل، انقطعت منها الحيطان، فحكى من يعتمد على قوله، إنه كان قاعداً في إيوان، فانفرج حتى رأى السماء من وسطه ثم عاد. وفي سنة ستين وأربعمائة كانت زلزلة بفلسطين هلك فيها خمسة عشر ألفاً، وانشقت صخرة بيت المقدس، ثم عادت فالتأمت، وغاب الحر مسيرة يوم، فساخ في الأرض، فدخل الناس يلتقطون، فرجع عليهم فأهلك خلقاً كثيراً منهم. وفي سنة اثنتين وستين خسف بأيلة. وفي سنة ست وخمسمائة سمع ببغداد صوت هدة عظيمة في أقطار بغداد في الجانبين، قال شيخنا أبو بكر ابن عبد الباقي أنا سمعتها، فظننت حائطاً قد وقع، ولم يعلم ما ذاك، ولم يكن في السماء غيم فيقال رعد. وفي سنة سبع وقعت زلزلة بناحية الشام، فوقع من سور الرها ثلاثة عشر برجاً، وخسف بسميساط وقلب بنصف القلعة. وفي سنة إحدى عشرة زلزلت الأرض ببغداد يوم عرفة، فكانت الحيطان تمر وتجيء. وفي سنة خمس عشرة وقع الثلج ببغداد، فامتلأت منه الشوارع والدروب، ولم يسمع قبله بمثله. وفي سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة كانت زلزلة بجنزة أتت على مائتي ألف وثلاثين ألفاً فأهلكتهم، وكانت في مقدار عشرة فراسخ في مثلها. وفي السنة التي تليها خسف بجنزة وصار مكان البلد ماء أسود، وقدم التجار من أهلها فلزموا المقابر يبكون على أهليهم، وزلزلت حلوان فتقطع الجبل، وهلك خلق كثير. وفي سنة اثنين وخمسين وخمسمائة كانت زلازل بالشام في ثلاثة عشر بلداً من بلاد الإسلام، فمنها ما هلك كله، ومنها ما هلك بعضه.الباب الخامس في ذكر المواعظوهذا الباب ينقسم إلى قسمين: القسم الأول يختص بذكر القصص، والقسم الثاني فيه المواعظ والإشارات مطلقاً.القسم الأول في القصصوهو المختص بذكر القصص، وفيه ست وعشرون قصة الفصل الأول في قصة آدم عليه السلاماعلموا أن الله تعالى خلق آدم عليه السلام آخر الخلق، لأنه مهد الدار قبل الساكن، وأقام عذره قبل الزلل، بقوله في "الأرض" فظنت الملائكة أن تفضيله بنفسه، فضنت بالفضل عليه، فقالوا "أتجعل فيها" فقوبلوا بلفظ "إني أعلم" فلما صوره، ألفاه كاللقا، فلما عاين إبليس تلك الصورة، بات من الهم في سورة، فلما نفخ فيه الروح، بات الحاسد ينوح، ثم نودي في نادي الملائكة "اسجدوا لآدم" فتطهروا من غدير "لا علم لنا" وغودر الغادر بخساً بكبرياء "أنا خير" ثم حام العدو حول حمى المحمي، فلولا سابق القدر، ما قدر عليه، فلما نزل إلى الأرض، خدخد الفرح، بدمع الترح، حتى أقلق الوجود فجاء جبريل، فقال: ما هذا الجهد? فصاح لسان الوجد: للخفاجي: ما رحلت العيش عن أرضكم | | فرأت عيناي شيئاً حسـنـا | هل لنا نحوكم مـن عـودة | | ومن التعليل قولي هل لنـا |
يا آدم لا تجزع من كأس خطإ كان سبب كيسك، فلقد استخرج منك داء العجب، وألبسك رداء النسك، لو لم تذنبوا: للمتنبي: لعل عتبك محمود عواقـبـه | | فربما صحت الأجسام بالعلل |
لا تحزن لقولي لك "اهبط منها" فلك خاتمتها، ولكن اخرج منها إلى مزرعة المجاهدة، وسق من دمعك، ساقية لشجرة ندمك، فإذا عاد العود أخضر، فعد: للبحتري: إن جرى بيننا وبينك عتـب | | أو تنأت منا ومنك الـديارُ | فالغليل الذي عهدت مقـيم | | والدموعُ التي شهدت غزارُ |
ما زالت زلة الآكلة تعاده، حتى استولى داؤه على أولاده، فنمت هينمة الملائكة، بعبارة نظر العاقبة، فنشروا مطوى "أتجعل" قرعوا بعصي الدعاوي، ظهور العصاة، فقيل لهم: لو كنتم بين أفاعي الهوى وعقارب اللذات لبات سليمكم سليماً، فأبوا للجرآة إلا جرجرير الدعاوي، وحدثوا أنفسهم بالتقى بالتقاوي، فقيل: نقبوا عن خيار نقبائكم، وانتقوا ملك الملكوت، فما رأوا فيما رأوه لمثلها مثل هاروت وماروت، فأبى لسفر البلاء بالبلية، فما نزلا حتى نزلا من مقام العصمة، فنزلا منزل الدعوى، فركبا مركب البشرية، فمرت على المرئيين امرأة يقال لها الزهرة، بيدها مزهر زهرة الشهوة، فغنت الغانية بغنة اغن، فرأت قيان الهوى، فهوى الصوت في صوت قلب قلبيهما، فقلبهما عن تقوى التقويم، فانهار بناء عزم هاروت، وما رهم حزم ماروت، فأراداها على الردى فراوداها، وما قتل الهوى نفساً فوداها، فبسطت نطع التنطع على تحت التخيير، إما أن تشركا وإما أن تقتلا، وإما أن تشربا، فظنا سهولة الأمر في الخمر، وما فطنا، فلما امتد ساعد الخلاف فسقى فسقاً، فدخلا سكك السكر، فزلا في مزالق الزنا، فرآهما مع الشخصية شخص، فشخصا إليه فقتلا، فكشت فتنتهما في فئة الملائكة، فاتخذوا لتلك الواردة، ورداً من تضرع "ويستغفرون لمن في الأرض".الفصل الثاني في بناء الكعبةلما علا كعب الكعبة على سائر البقاع بقاع العلم، أبرزتها كف الإيجاد كالكاعب، قبل وجود الأرض، وكان آدم أول من ساس الأساس، ثم بيّت للبيت البيات، طواف الطوفان، فحل ما حل أزرار حلل الحلل، فلما هاجر الخليل بهاجر وابنها، أوضع بهما فوضعهما هنالك، وتولى راضياً بمن تولاه، يوم حرقوه، فقالت هاجر: الله أمرك بهذا? قال: نعم، فرجعت متوكئة على منسأة التوكل على من لا ينسى، فجعلت تشرب ما معها من ماء، وترضع لبنها ابنها، فلما نفدا جعل إسماعيل يتلوى على رمض رمضان الصوم، فانطلقت لتبذل الجهود في مأمور "فامشوا في مناكبها" فصعدت بأقدام الصفا على الصفا، فلما أطلت الطلة على الطلل، توكفت طل روح ينقع الغلة، ثم جدت فجدت الجدد بالجد هابطة، فلما طرف طرف سيرها طرف طرف الوادي، رفعت طرف ذراعها، ثم وسعت خطاها وسعت للجهد بجهد ذراعها، ثم أتت المرأة المروة، وعادت إلى الصفا سبعا، فلذلك أمر المكلف أن يسعى، لأنه أثر قدم مقدام، لتصيب الأقدام، نصيباً من مواطي "فبهداهم اقتده" فسمعت صوتاً من صوب، فنزل الملك ليزيل النازلة، فهيا نزل النزيه، فزمزم ماء زمزم، ونزا نزواً لانز نزاً، فحصحص الماء في صحصح الحصى، فامتدت كف الحرص، فلفقت كالحوض، فقيل لها ليس هذا الماء من كيس كسبك فما هذا المذاق من حرص فعلك، ولو تركت زمزم لكانت عيناً معيناً، فمرت رفقة من جُرهم، جرَّهم سؤال "فاجعل أفئدة من الناس" فأقاموا. واشتاق الخليل إلى ابنه، فاستاق راحلة الرحيل، فاشترط لسان غيرة سارة، أن لا تزال عن مكانة "وإبراهيم الذي وفَّى" فقدمت زوجة إسماعيل إليه المقام فقدت فيه قدمه وغابت رجل الرجل فحولته إلى يساره، فسرت إليه اليسرى، فهيت دليل الإرشاد بالقاصدين "واتخِذوا من مقام | |
|