تعكس المقاربة الشمولية والمندمجة ٬ التي تعتمدها مؤسسة محمد الخامس للتضامن والتي تضع الشباب والنساء والأطفال والأشخاص المسنين في صدارة أولوياتها٬ الوعي العميق بالصعوبات الجمة التي عادة ما تحول دون اندماج هذه الفئات وانخراطها الكامل في عجلة التنمية.
وتتجلى المجهودات المبذولة من طرف المؤسسة ٬ في هذا المجال ٬ في عدد من المشاريع ذات الطابع الاجتماعي تروم٬ على الخصوص٬ تأهيل وتكوين النساء في وضعية صعبة ودعم الأنشطة المدرة للدخل وتوفير الحماية الاجتماعية للمرأة وتنفيذ برامج لحماية الأطفال ودعم تمدرسهم وتيسير اندماج الشباب عبر مراكز التكوين المهني ومختلف البنيات الاجتماعية والتربوية٬ إلى جانب التكفل بالأشخاص المسنين وتمكينهم من مختلف الخدمات الأساسية.
ومن المشاريع والبرامج المنجزة من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن منذ إحداثها إلى غاية متم سنة 2011 ٬ هناك أزيد من 622 مركزا اجتماعيا لفائدة الأطفال والمعاقين والنساء والفتيات والشباب٬ وبلورة 42 برنامجا تكوينيا و34 مشروعا في الهندسة الاجتماعية لفائدة الجمعيات٬ إلى جانب دعمها ماليا وبهبات عينية٬ مع قبول 5150 من الشبان من أجل متابعة برامج مراكز التكوين والتأهيل المهني ومواكبة 51 ألفا من الأطفال والشباب في الميادين التربوية والثقافية والرياضية.
وهكذا تحظى النساء٬ لاسيما نساء القرى والمجالات الشبه حضرية٬ بالأولوية ضمن المشاريع الاجتماعية المنجزة من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن٬ التي تعمل من خلال مراكز دعم القدرات النسوية المنجزة بمختلف جهات المملكة٬ على تكوين المستفيدات في مهن وأنشطة مختلفة إلى جانب تمكينهن من محاربة الأمية والاستفادة من التأطير القانوني والمواكبة النفسية٬ وذلك في إطار المقاربة المعتمدة من طرف المؤسسة والتي تقوم على تشجيع خيار التكوين والتأهيل باعتبارهما آليتين للإدماج الاجتماعي والمهني.
وتحقيقا لنفس الغايات المتمثلة٬ أساسا٬ في التخفيف من مظاهر الهشاشة الاجتماعية والتصدي لمختلف أوجه العوز والحرمان لدى النساء وتمكينهن من مداخيل قارة ومحترمة تتيح لهن الحصول على مستوى عيش أفضل٬ تولي المؤسسة اهتماما خاصا للأنشطة المدرة للدخل المرصودة للنساء٬ والتي شهدت زخما قويا خلال السنوات الأخيرة يعكسه إحداث العديد من البنيات الإنتاجية والمقاولات الصغرى والصغرى جدا في الحواضر كما في القرى٬ لاسيما في قطاعات الفلاحة والتجارة والصناعة التقليدية.
وسعيا إلى تأهيل الشباب للاندماج بشكل أفضل في النسيج السوسيو- مهني٬ تعرف البنيات الرامية إلى تكوين وتأهيل وتطوير قدرات الشباب التي تشرف على إنجازها مؤسسة محمد الخامس للتضامن٬ وتيرة إنجاز سريعة بمختلف جهات المملكة تشهد عليها المراكز العديدة التي رأت النور خلال السنوات الأخيرة والتي تفسح المجال أمام الشباب لتطوير مهاراتهم وصقل مواهبهم في شتى المجالات.
وبفضل هذه البنيات ٬ المنجزة من طرف المؤسسة بشراكة مع عدد من المؤسسات أهمها مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل٬أضحى بإمكان الشباب الحصول على تكوينات مهنية متنوعة تهم ٬على الخصوص٬ الصناعة الميكانيكية ونجارة الألمنيوم والحدادة الفنية ونجارة الخشب وكهرباء البناء والترصيص وإصلاح التجهيزات الكهربائية المنزلية والصباغة على الزجاج وإصلاح الأحذية٬ إضافة إلى حصولهم على حصص للدعم في الإعلاميات والمكتبيات والرسم الموجه بالحاسوب والأنفوغرافيا التطبيقية واللغات الحية ٬ وهي كلها شعب لها ارتباط مباشر بسوق الشغل.
منقول