رفود (و م ع) ـ تكريسا لدورها الريادي في مجال العمل التضامني المؤسس ذي الوقع الإيجابي المستدام، تواصل مؤسسة محمد الخامس للتضامن برنامجها الرامي إلى النهوض بأوضاع الشباب والنساء، ولاسيما من خلال إحداث مراكز لتعزيز قدرات وكفاءات هذه الفئة في العديد من المجالات، بما يمكن من ضمان اندماج سوسيو-مهني سلس.
وتشكل هذه المراكز، التي تعززت، أمس الاثنين، بمركز لتكوين النساء في مهن الخدمات الفندقية، أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، على وضع الحجر الأساس لبنائه بأرفود، تجليا بارزا للمكانة التي توليها مؤسسة محمد الخامس للتضامن، من خلال برامج عملها، لتكوين العنصر البشري تكوينا مؤهلا باعتباره المدخل الأساسي لولوج سوق الشغل.
وبالفعل، طورت مؤسسة محمد الخامس، منذ سنة 2005، مقاربة جديدة تمت بلورتها على شكل برامج مندمجة تتمحور حول تعزيز القدرات الذاتية للفئات المستهدفة، لتسهيل اندماجها السوسيو- مهني، وهي المقاربة التي أثبتت نجاعتها مع تعاقب المشاريع، وأكدت الدور الحاسم للتكوين في تمكين المستفيدين من اكتساب كفاءات خاصة لمزاولة مهنة معينة، وتعزيز باقي المجهودات التربوية الضرورية للإدماج الاجتماعي.
ويعكس إشراف جلالة الملك على وضع الحجر الأساس لبناء هذا المركز، الحرص الموصول لجلالته على التتبع الميداني لمختلف المشاريع الرامية إلى تطوير كفاءات الشباب والنساء وتمكينهم من تكوينات ملائمة بما يتيح انخراطهم الفاعل في الدينامية الاقتصادية والاجتماعية.
كما يعكس إطلاق جلالة الملك لهذا المشروع، العناية التي يوليها جلالته للعنصر البشري وجعله في صلب أي مسلسل تنموي، إذ سيمكن هذا المركز من تمكين المستفيدات من الولوج للأنشطة المدرة للدخل سعيا إلى تحقيق استقرار اجتماعي أكبر واندماج اقتصادي ناجح.
ويندرج إحداث مركز تكوين النساء في مهن الخدمات الفندقية بأرفود في إطار برامج تكوين وتأهيل النساء التي تشرف عليها المؤسسة، والتي يستجيب تصميمها للحاجيات الخاصة بالسكان المستفيدين، أخذا بعين الاعتبار العوامل ذات الصلة بالبيئة، والبعد الثقافي، والإمكانيات الاقتصادية للمناطق المعنية.
ويأتي وضع الحجر الأساس لهذا المركز يوما واحدا فقط بعد إعطاء جلالة الملك انطلاقة إنجاز مركز اجتماعي للقرب بمدينة الرشيدية، الذي ينسجم بدوره مع البرنامج المسطر من طرف المؤسسة لفائدة الشباب والنساء، والرامي إلى تمكينهم من جميع الآليات التي تتيح لهم اندماجا اجتماعيا ومهنيا أفضل، لاسيما عبر مقاربة قوامها التأطير وتقوية القدرات، والتربية، والدعم المدرسي والتكوين.
وينضاف هذا المركز إلى مراكز أخرى أنجزتها مؤسسة محمد الخامس للتضامن، سواء تلك المتعلقة بالتكوين المهني لفائدة الشباب والشابات، أو بمراكز تأهيل قدرات النساء في وضعية هشاشة، واللواتي يستفدن من التأطير والدعم من أجل إحداث تعاونيات تمكنهن من ولوج أنشطة مدرة للدخل بهدف تحسين ظروفهن الاقتصادية والاجتماعية وتشجيع استقلاليتهن المالية، بما ينعكس إيجابا على ظروف عيش أسرهن.
وبالفعل، فإن هذه المراكز توفر تكوينات ملائمة في العديد من المجالات من قبيل ورشات الخدمات الفندقية، وفنون الطبخ، والفصالة، والخياطة التقليدية، والتطريز، وصناعة حلي الزينة، وإعداد وصيانة وتغليف المنتوجات المحلية، وغيرها، علاوة على الدورات التي تقدمها في مجال محو الأمية وتعليم اللغات الأجنبية والمعلوميات.
وتجسد هذه المراكز الأولوية التي تحظى بها النساء ضمن المشاريع الاجتماعية المنجزة من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن، التي تعمل من خلال مراكز دعم القدرات النسوية المنجزة بمختلف جهات المملكة، على تكوين المستفيدات في مهن وأنشطة مختلفة إلى جانب تمكينهن من حصص محاربة الأمية والاستفادة من التأطير القانوني والمواكبة النفسية، وذلك في إطار المقاربة المعتمدة من طرف المؤسسة، والتي تقوم على تشجيع خيار التكوين المؤهل باعتباره آلية ناجعة للإدماج الاجتماعي والمهني.
وفي الواقع، تشكل مراكز تقوية قدرات النساء حلقة في سلسلة أكبر من المشاريع والبرامج التي تقوم عليها مقاربة المؤسسة في ما يخص الإدماج في الحياة المهنية للفئات المستهدفة، وخاصة الشباب، والتي تهدف إلى توفير تكوين مؤهل للشباب، وتمكينهم من التدابير المواكبة، بغية إيقاظ روح المبادرة لديهم، وتشجيعهم على خلق وحدات إنتاجية شخصية، وذلك من خلال المساعدة على تخطي مراحل إرساء هذه الوحدات، وتوفير أدوات التدبير والتسويق، وكذا الدعم التقني والمالي بمساعدة المهنيين.
ولعل النتائج الإيجابية التي حققتها مؤسسة محمد الخامس للتضامن في مجال التكوين المؤهل، تؤكد بالملموس نجاعة المقاربة التي تعتمدها، والتي تجعل من التكوين رهانها الأساسي في أفق تكوين شباب ونساء مؤهلين لولوج سوق الشغل والمساهمة بفعالية في الدفع بعجلة التنمية عبر العديد من البرامج والمشاريع المنتجة.
منقول