تحب الأميرة لالة سلمى أجواء البيت الهادئة، وتفضل من حين لآخر أن تقضي فترات خلوة في جو الطبيعة كلما سنحت لها الظروف.
بعد ولادة ولي العهد لم تتغير حياتها اليومية، تقضي أغلب أوقاتها بإقامتها بدار السلام وتقوم بدور "لالة أم سيدي"، الأميرة أم ولي العهد، حسب تسمية العرف المخزني، ترعى ابنها وتشرف على إطعامه بنفسها واختيار ملابسه، ومن المعروف أنه لا يرافقها في زياراتها الرسمية، سواء داخل الوطن (إلا لماما) أو خارجه. إذ يتلقى سموه التربية الأميرية محاطا بمربيه بالإقامة الملكية.
تقضي الأميرة لالة سلمى يومها بين الإقامة الملكية وإشرافها على الجمعية التي تديرها، وتتوصل بتقارير يومية عن أنشطتها وبرامجها. وبعد الغذاء تخلد إلى قسط من الراحة في القيلولة، وهي عادة دأبت على احترامها.
عملت الأميرة على إعادة الهيكلة التنظيمية للعاملين بإقامتها بدار السلام. ففي البداية قلصت عدد الخدم إلى النصف، قبل التخلي عنهم وتعويضهم بخريجي المؤسسات الفندقية المغربية العالية، كما كان لها الفضل في تحديث العلاقات بينهم، والتصدي لبعض العادات المشينة التي كانت مستشرية داخل وسط العاملين بدار المخزن، فواجهت بقوة كل مظاهر التبدير وسوء التدبير، وبذلك سعت إلى اعتماد التسيير العقلاني لشؤون الإقامة الملكية.
وبالرغم من أنها أضحت السيدة الأولى بالمملكة، ظلت الأميرة لالة سلمى مرتبطة بأصولها وبعض العادات القائمة وسط العائلات المغربية، كتسليم ملابسها وبعض الحاجيات للأقارب فيما بينهم، لاسيما بين الشقيقات وبنات العم أو الخال والقريبات، وهي عادة ظلت تواظب عليها، ويبدو أن الملك محمد السادس استحسن كثيرا التغييرات التي قامت بها الأميرة التي ملكت قلبه، بل دعمها كثيرا للاستمرار على هذا الدرب.
الأميرة لالة سلمى تظل الأم الحنون التي لها مزاج خاص في تربية ابنها، ولي العهد. وتبقى الأولوية عندها في المحافظة على جو البيت العائلي الملكي، هادئا وشاعريا ومنسجما، في مختلف فضاءاته. فهي تهتم ببيتها كثيرا، والعمل خارجه لا يغريها. لذلك، كما سبق الذكر، تتوصل من المتعاونين معها بتقارير يومية، بخصوص المهام المكلفة بها، وقد تصدر تعليماتها من البيت، كما أنه يمكن أن تتجه إلى مكتبها بمقر جمعيتها أحيانا، قبل إنهاء الإطلاع عن التقرير اليومي إن دعا الأمر ذلك.
تعشق الأميرة المأكولات المغربية الأصيلة ولا تستحسن المعلبات والأطباق سهلة التحضير، وإذا دعت ضيوفها إلى مائدتها قدمت لهم أطيب الأصناف وأكثرها ابتكارا. وفي هذا الإطار قالت زوجة سيناتور أمريكي، حضرت في حفل أقامته الأميرة لضيافة بعض الشخصيات النسائية، عندما زارت الولايات المتحدة الأمريكية، قالت مازحة في صدر حديثها عن الأميرة لالة سلمى: "إن مهارة وذوق الأميرة الملكية يثبتان بصدق وبوضوح المثل القائل "(معدة الرجل أقصر سبيل إلى قلبه)" – وهذا ما نشرته إحدى المواقع الإلكترونية النسائية الأمريكية.
من آثار استمرار ارتباط الأميرة سلمى بأصولها، اهتمامها بأمور المطبخ والحرص على تقديم ما لذ وطاب من الوصفات المغربية الأصيلة التي يفضلها زوجها الملك، لاسيما من المطبخ الفاسي الأصيل الذي ورثته عن جدتها. فالأميرة تفضل الأطباق المغربية الأصيلة، ولا تستحسن تناول الساندويش والأكلات الخفيفة المعتمدة على المصبرات والتي لا تتناولها إلا نادرا جدا، كما تفضل شرب الشاي المنعنع الخفيف.
تستحسن السيدة الأولى الزيارات العائلية، وبهذا الخصوص قال أحد المقربين "بيت الأميرة" فسيح كقلبها، فيه مكان للعائلة والأقارب والأصدقاء والضيوف".
إن لاحظت الأميرة تصرفا غير لائق تنفجر غضبا، ولحظة غضبها يصعب مواجهتها.
تستهويها الأماكن الطبيعية الجميلة، وخصوصا التي تدل على عظمة الخالق. لا تستطيع العيش في فضاء خال من الزهور والنباتات حولها، إقامتها الملكية في جميع الفصول حديقة خضراء. ومما يدل على عشق الأميرة للطبيعة، كونها تحرص على أقصى درجة من النظافة في كل مكان، فإنها تحب رائحة الأسماك الطرية وحيوانات الإسطبل ونكهة الأرض العبقة في الصباح، وكل ما يذكرها بالطبيعة وبالتربة كما ان الاميرة.من حين لآخر تحب السماع للموسيقى وترتاح للألحان المبتكرة
منقول