نقض نظريةالتطور -8- والكثير من أساليب الوقاية من الحرارة حتى في بيئة يسود فيها الحرمان بكل أنواعه وكل أشكال الظروف القاسية· فهذه النباتات دليل على علم الله وإبداعه غير المتناهيين وذلك بما فيها من تصميم فائق في مناخ يراه الناس مقفراً· أوراق النباتات الطريفة الموجودة في البيئة المائيةإن النباتات التي تعيش في البحيرات وشواطئ البحر والمياه المالحة وفي المستنقعات التي يزيد فيها معدل الملح تواجه أيضا ظروفاً صعبة تشبه الظروف التي تواجهها في الصحراء· ولكن النباتات التي تعيش في هذه المناطق خلقت بخصائص مناسبة للظروف التي تعيش فيها كما هو الحال مع جميع الأحياء· فشكل الورقة والساق في هذه النباتات التي يكون معظمها في الماء صممت على هيئة تتيح لهذه النباتات أن تعيش في هذه الظروف· فمثلاً النباتات التي تعيش في المياه المالحة لها أوراق سميكة تشبه الجلد مثل نباتات الصحراء· وبذلك تمتلك هذه النباتات القدرة على تخزين الماء بمقادير كبيرة· ولا تتضرر من الماء الزائد· أما النباتات الأخرى مثل السنفير والسبليت فتتعرض لانقضاضات الماء بكثرة في المناطق التي توجد فيها· وهذا يؤدي إلى دخول الملح في ساق النبات وهو ما يلحق الضرر بالنبات·بيد أنّ هذه النباتات لا تتضرر من الماء الزائد لأنها تمتلك الغدد التي تقوم بإخراج الملح الزائد من براعمها· ويطلق على هذه النباتات التي تعيش تحت هذه الظروف اسم ''الهالوفيد'' (16.(ونباتات المستنقعات المالحة مثل الـ''كلاسوورت'' تحاط بماء البحر بانتظام· وهذا النوع من النبات يواصل حياته بفضل أوراقه التي توجد فوق الماء· أما الذي يمكّن من بقاء الأوراق فوق الماء فهو وجود الكيانات الخاصة ممتلئة بالهواء تحت الأوراق· ونلوفر أمازون الضخمة أيضا من النباتات التي تمتلك مثل هذه الأوراق، وكل جذور النبات التي توجد حول الماء أو في التربة المائية محاطة بالماء· وفي هذه الحالة يرد إلى العقل سؤال عن كيفية قدرة هذا النبات على الحصول على الهواء· والنباتات التي تعيش جذورها في الماء تمتلك أيضا الخصائص الأكثر صلاحية للظروف التي توجد فيها مثل غيرها· وعلى سبيل المثال فالذي يمكّن من الحصول على الأوكسجين في النباتات التي تعيش في المستنقعات نسيج يسمى ''أرنكيما''، وهذا النسيج يوجد في أجزاء هذه النباتات التي تغوص داخل الماء، وأقسام الهواء الموجودة في هذه الأنسجة تمتلك خاصية التوسع · أما نباتات الماء مثل نلوفر وإلوديا فتنقل الأوكسجين من جزء النبات الذي يوجد خارج الماء إلى الأجزاء الموجودة داخل الماء أي من جذعها وأوراقها(17)· ولو لم تكن أقسام الهواء الموجودة في جذور نباتات الماء والنظم التي تحمل الأوكسجين إلى هذه الأقسام من الخارج لما أمكن لهذه النباتات الحياة على الإطلاق· ومع ذلك لا يمكن لأي نبات يعيش في المستنقع أن يكون بنفسه نسيجاً تتسع أقسام هوائه من تلقاء نفسها· وحدوث مثل هذا الكيان على سبيل المصادفة مع مرور الزمن أمر مستحيل·وعلى كل حال فالنبات الذي يعيش في المستنقع أو في الماء ليس له وقت للانتظار حتي يتكون النظام على مر ملايين السنين رويداً رويداً ليحمل الأوكسجين إلى جذور النبات لأن حياة النبات لا يمكن أن تستمر بدون هذا النظام· وهذا يعني أن النظام الذي يوجد في هذا النبات ويقوم بحمل الأوكسجين وتخزينه يجب أن يكون موجوداً بدون أي نقص أو خلل منذ اللحظة الأولى التي خلق فيها النبات· وهذا لا يتحقق إلا نتيجة نظام فذ وجد منذ البداية خالياً من العيوب، ولا يمكن أن يكون أبدا نتيجة للمصادفة·المعجزة الأخرى في الورقة : نظام التهويةبعض النباتات تعيش ومعظم سيقانها في الماء وليست جذورها فقط· وجذور هذه النباتات التي لا تتصل بالهواء تصل في بعض الأحيان إلى أربعة أمتار من العمق·ومن المستحيل وصول الأوكسجين إلى هذه المسافة بطريقة سهلة· ولكن الله تعالى خلق لهذه النباتات أيضا النظام الأمثل الخالي من العيوب· ويمكننا أن نقارن نظام التهوية لهذه النباتات التي توجد جذورها وسيقانها تحت الماء على أعماق كبيرة بنظام ناطحة سحاب من مائة طابق وارتفاعها مسافة ثلاثمائة متر· ومن أهم المشاكل التي يجب علي المهندسين حلها في مثل هذه الأبنية المرتفعة تهوية البناء· وتستخدم تقنيات عالية جداً لحل مشكلة التهوية في مثل هذه الأبنية· وتحسب أماكن التهوية وقطرها ومناطق وضع مواتير التهوية وكيفية توصيل الهواء النقي إلى كل طابق، وكيفية امتصاص الهواء الملوث من الطوابق وما إلى ذلك من المسائل الأخرى· ويتم تخطيط المشروع على الأساس المذكور والبناء لا يزال في مرحلة التخطيط· فالمناطق المشار إليها في المشروع عند إنشاء البناء تترك شاغرة حتى يتم تحديد مسار القنوات الهوائية ثم يتم وضع قنوات التهوية في هذه المناطق· وأخيراً يتم تركيب أجهزة التهوية المركزية ونظم التهوية الخاصة في الطوابق· وعندما نبحث في تكوين النباتات عن قرب نلاحظ أن نظم التهوية التي تستخدم داخل النباتات أفضل بكثير من نظم التهوية التي يستخدمها الإنسان في ناطحات السحاب المتطورة·وهذه من المعجزات المحيرة· وإقامة نظام للتهوية كهذا يمكن اعتباره معجزة من الناحية المعمارية والهندسية عندما يكون داخل كيان نبات لا يوجد فيه أي عقل مما يدل على أن هذا النبات صنعته يد قدرة فائقة عظيمة·إنّ الأوراق هي محرك نظام هذه التهوية· وبالطبع وفي نظام التهوية هذه أيضا يجب أن تعمل بعض المحركات لجذب الهواء النقي والبعض الآخر لدفع الهواء الملوث حتى يتم التمكين من التهوية التامة في البناء (النبات) · والأوراق القديمة تعمل مثل المحركات التي تدفع الهواء الملوث إلى الخارج في حين تعمل الأوراق الشابة الناشئة مثل المحركات التي تجذب الهواء النقي داخل النبات· ولكن وجود المحركات وحده لا يكفي، ففضلاً عن ذلك هناك حاجة إلى نظام القنوات الهوائية الذي أقيم حسب تخطيط دقيق لأن الهواء النقي لابد أن يتم توصيله أخذاً من الأوراق التي تُدخل الهواء النقي بعملها كمحرك إلى المناطق التي تحتاج إلى هذا الهواء في النبات·وقد كان هذا التفصيل أيضا في الحسبان ووضعت قنوات تهوية بصورة مصغّرة داخل النبات· كما أن تخطيط هذه القنوات قد صمم على شكل مناسب لتوصيل الهواء إلى أعمق المناطق في النبات·والآن لنبحث عن قرب عمل الأوراق كمحرك وكذلك نظام التهوية الموجود داخل النبات لنشاهد التصميم الفائق الذي