نقض نظريةالتطور -6- تشبه الحشرات بمصايد معقدة· ولذلك إذا بحثنا في النباتات أيّ كان نوعها فسنرى أن لكل منها خصائص عديدة خارقة· وبذلك نلاحظ العلم والإبداع غير المتناهيين الموجودين في خلق النباتات· وبلا شك فإنّ الله تعالى هو صاحب هذا العلم والإبداع، فهو الذي خلق كل الموجودات، الأحياء منها والجمادات بحكمة فائقة، يقول تعالى: وَهُوَ الْذِي أَنْزَلَ مِنَ الْسَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إلى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ . الأنعام:99الأوراق التي لا تتأثر بحرارة الصحراءعندما نسمع كلمة الصحراء نتخيل مناخاً لا يستطيع أحد من الأحياء العيش فيه بسهولة· والحقيقة فإنّ عدد الأحياء التي تعيش في الصحراء قليل جداً، ولكن رغم هذه الظروف الصّعبة تقابلنا معجزات لا تخطر بعقولنا· وعندما ننظر إلى هذا المناخ الجاف تلفت أنظارنا نباتات ذات خصائص مختلفة· وهذه النباتات تستطيع أن تعيش في ظروف صعبة جداً بفضل ما تتمتع به من تصميم متميز· وهذه المعجزات خلقت خصيصا لهذا الظروف المناخية، فنباتات الصحراء تلجأ إلى وسيلتين للتغلب على الحرارة والجفاف· الأولى: هي استخدام البنية الملائمة التي تمتلكها، والثانية : المكوث في سبات· إن الورقة في هذه النباتات لا تتضرر من هذا المناخ الجاف بفضل تكوينها الطريف وتصميمها الخاص، وهي تمثل جهاز التمثيل الضوئي وخزان الغذاء والماء وفي الوقت نفسه جهاز الدفاع بتكوينها السميك (10)· أما بعص الأوراق التي تقوم بوظيفة التخزين فهي خبيرة بالتمويه بطبيعتها المقلدة للصخور والتي توجد قريبة منها· والتمويه أسلوب تستخدمه الحيوانات المختلفة، وهو من المعجزات التي نراها بكثرة (11)، أما التمويه لدى النباتات فهو أمر لم نتعود عليه كثيراً· فإذا تأملنا الخصائص التي يجب أن يمتلكها نبات يستطيع تقليد الصخور الموجودة من حوله نستطيع أن نفهم مدى طرافة الحادث الذي يمثل بين أيدينا، وقبل كل شيء يجب أن يتعرف هذا النبات على محيط الصحراء جيداً وظروف البيئة· وبناء على ذلك يجب على النبات أن يقوم بتخطيط شكل معين ونظام دفاع للتخلص من بعض الحيوانات، وفي الوقت نفسه يستطيع مقاومة الحرارة المرتفعة ونتيجة لذلك عليه أن يقرر بأن الصخور هي أفضل نموذج له · وعليه أيضا أن يفكر أنه إذا شبه نفسه بالصخور فلن يلفت النظر إليه· وإن بنياناً كبيراً في حجم الحجر المجاور له يمكنه القيام بوظيفة التخزين بسهولة· وبالتالي عليه أن يغير تكوينه الكيماوي كلّه حسب هذا القرار·وبديهي جداً أن النباتات التي ليس لها عقل ولا وعي ولا عين لا تستطيع أخذ قرارات بالغة الأهمية ولا يمكنها كذلك تنفيذها·إذاً، ما الذي يوصل النباتات إلى الطبيعة والشكل الأنسب للبيئة التي توجد فيها؟ التطوريون الذين يدعون بأن جميع الأحياء تكونت نتيجة للمصادفات، يدعون أيضا بأن النباتات المقلدة للصخور امتلكت هذه الخاصية مصادفة، وهذه الادعاءات الصادرة عنهم أكثر سخافة من السيناريو المذكور آنفاً· أي حادث يحدث مصادفة يستطيع يا ترى أن يجعل النبات يكتسب مهارة تقليد تامة خالية من أي عيب وإنشاء خزان الماء وهو أشد ما يحتاج إليه النبات في حرارة الصحراء ؟ وبديهي للغاية أن الذي خلق هذه النباتات بخصائصها هذه هو الله العليم ذو القوة المتين·خزان الماء في الأوراقإنّ أوراق التخزين التي صممت مناسبة لتخزين مواد الماء والغذاء في نباتات الصحراء قد تكون على شكل أسطوانة مثل نبات السّدوم أو على شكل منشور مثل نبات المِقص·وبسبب خاصية تخزين الماء فإن هذه النباتات التي تعيش في مناطق جافة لها مظهر نضر· وأما الماء فيُخزن في خلايا ذات جدران واسعة ورقيقة في الساق أو في الأوراق، فالطبقة السميكة التي تغطي هذه الأوراق تقلل من عملية فقدان الماء· أما الخاصية الفائقة الأخرى لتصميم نباتات الصحراء فهي أن تكون هذه النباتات على شكل كروي لأن الكرة أكثر الأشكال صلاحية لتخزين الماء لصغر مساحة سطحها· فجذوع نباتات الصحراء السميكة وأشكالها الكروية ومساماتها المغلقة بالنهار والمفتوحة بالليل تكوّن بناءً يقلل من فقدان الماء في التبخر(12) · وكل نبات يخزن الماء في أجزائه المختلفة· وعلى سبيل المثال فنباتات القرن تقوم بتخزين الماء في أوراقها ونبات السريوس الذي يتفتح ليلاً يخزن الماء في جذوره الممتدة تحت الأرض، أما الصبار فيخزنها في ساقه السميك·أما النباتات الأخرى مثل أعشاب الصبّار فهي تجعل أوراقها التي هي على شكل المزراب مفتوحة لتلتقط الأمطار نادرة السقوط · وعلى عكس ذلك تماماً، فأوراق النباتات التي توجد في المناطق الممطرة تكون كالمظلة للوقاية من الأمطار الغزيرة· إنّ كل نبات يكون على أكمل صورة مناسبة للظروف التي توجد فيها، وهذا دليل على خلق الله الفائق· والصبارات ليست على شكل أسطوانة ولا على شكل كروي وسطوحها مستقيمة، وهي تمتلك الخطوط بشكل طولي وكذلك نتوءات شوكية عديدة فوق سطوحها· فهذه النباتات لها خاصية الانكماش والاسترخاء حسب مقادير الماء التي يتم تخزينها داخل سطوحها المخططة · يمتلك الإبر التي تستطيع نشر الحرارة وتحفظ ساقه المليء بالماء من الحيوانات وتستطيع الانتصاب، وتعمل الطبقة الشمعية التي تغطي كامل النبات على حفظه من نفاذ الحرارة الزائدة، هذا بالإضافة إلى أن ألوان هذه النباتات باهتة لامعة، وبذلك تعكس معظم الأشعة التي تقع عليها· والبعض منها مغطى بزغب أبيض يعكس ضوء الشمس· إن الصبار نبات معروف لدى أغلب الناس، ولكن من الأمور الإعجازية في هذا النبات أن خصائصه ليست كلها جمالية، فهو يحتوي على أجزاء خلقت لأهداف عديدة أخرى، فهناك تخطيط وتصميم وهدف في كل جزء من أجزاء الصبار من أشواكه إلى الأرياش البيضاء التي تغطيه· وكل هذه أدلة مهمة تدل على أن الصبار ليس بنبات يمكن أن يوجد مصادفة، بل خلق بتصميم عظيم من ذي القوة المتين· وبعض أجناس هذه النباتات ( خصوصاً نبات ورقة النافذة )، تدفن كامل جسمها تحت التراب وتظهر أطراف ورقتها فقط بإخراجها إلى سطح التراب الخارجي· وأطراف ورقتها شفافة، ولكن توجد في الناحية الداخلية من هذه الأطراف خلايا خضراء وهي التي تقوم بالتمثيل