حدث القرن21 بامتياز/46/:رد على موضوع "هل ندعو لحكامنا أم ندعو عليهم"

إلى أهل القرآن
حدث القرن21 بامتياز
*****هام جدا وجاد جدا *****
رد على موضوع "هل ندعو لحكامنا أم ندعو عليهم"

هو موضوع عرضته أخت فاضلة في موقع "إسلام أون لاين"

نص الموضوع :

يبدو لي أن احداث ستكون نقطة فاصلة في تاريخ الأمة العربية مثل 11 سبتمبر وما شابه ذلك من تواريخ وأعتقد أن قمة العرب سواء كانت في الكويت أو الدوحة أو في أي مكان ستكون الفرصة الأخيرة للحكام العرب لإتخاذ موقف محترم أمام شعوبهم أو موقف يحترم رغبة شعوبهم إذا جاز التعبير.
وعلى اعتبار أن دعوة المظلوم مستجابة فهل نرفع أكفنا بالدعاء على حكامنا أن يأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر أم ندعو لهم ان يهديهم الله سبيل الخير لما فيه عزة الإسلام والمسلمين.
بالنسبة لي أنا وصلت لمرحلة اليأس من هؤلاء الحكام بل وحتى في الشعوب ان تتخذ موقفا إيجابيا ولكن من السهل أن ادعو على الحكام فهل أدعو على الشعوب أيضا وانا منهم من العاصين المقصرين، ولكني لا أجد رغبة في الدعاء للحكام فالفرص كانت كثيرة ومتاحة لعمل تاريخ محترم لهم ولكنهم لم يستغلوا أيا منها ولكن يبقى سؤالي هل ندعو لحكامنا أم ندعو عليهم؟
وهل تعتبر القمة العربية الفرصة الأخيرة أم أنه لا فرص الآن لهم أمام شعوبهم؟
.................................................. .................

نص الرد :


السلام عليكم ،
والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم المرسلين المخلصين الكرام البررة .

ليس كل الدعاء يستجاب . والإستجابة لها شروط . ولما تتوفر هذه الشروط تبقى حكمة الله قائمة في الإستجابة أو عدمها وحيث من حكمة الله ما هو من علم الغيب . وأما عن مسألة العقاب التي هي طرف من الموضوع المفتوح ، فقد قضى الله ضمن إمتحان الحياة الدنيا بنوع أول يقع ويحصل عفويا بقضاء سننه التي تفعلها المعصية بقدر جودتها فيكون حجمه مقدرا تباعا بقدر حجمها. وكذلك الجزاء منه نوع أول يقع ويحصل عفويا بقضاء سننه التي تفعلها الطاعة بقدر جودتها فيكون حجمه مقدرا بقدر حجمها. وقد قضى سبحانه بنوع ثان من العقاب هبة يقع مباشرة بتدخل من لدنه سبحانه ، ويقع بعدما يكون المرء قد تلقى عقابه الأول النذير، ولا يقع إلا بعد إصراره على الإتيان بمسبباته. وكذلك الجزاء منه نوع ثان يوقعه سبحانه الله هبة لما يثابر في الطاعة ويثبت عليها صابرا .

فما المسألة التي فتحنا ملفها طوعا بالإختيبار والإكتساب نحن أهل القرآن ومنذ قرون ؟

هي مسألة العقاب بطبيعة الحال . وقد تلقينا من نوعه الأول وفرة تكاد لا تحصى أنواعا وأشكالا ومن كل جانب ؛ وتلقينا بالتالي وفرة من النذير الرباني الذي يخبر بقرب تحصيل النوع الثاني الأعظم . ولعلنا قد تلقينا بعضا منه متفرقا هنا وهناك دون أن نعي كذلك بأن ذلك آيات عظيمة من عند الله تملي علينا بالرجوع إلى الصواب والحق . ويا للأسف !!! نحن أهل القرآن وأهل الخلاص كله تقويما به لكل التقدم والتحضر والقوة وتقويما به تباعا لكل السيادة العالمية العادلة الخيرة البناءة التي تنشر خيراتها في أرجاء الأرض كلها ، نحن في المقابل نبحر في بحر المعاصي والتفرقة والفتنة والتناحر والتخلف والذل والإستدلال والإستعباد !!!

وكما ذكر كاتب الموضوع فاللوم هو يقع علينا أجمعين وليس فقط على الحكام . وإزالة الحكام الفاسدين الحاليين لن يصلح من الوضع شيئا إذا ؛ ومن سيخلفونهم سيكون حالهم بمثل حالهم . ومثل شائع نسيت مضمونه حرفيا يقول ملخصه أن حال الحكام من حيث الخلق يخبر بحال الرعية التي هم منها طرفا .

وعن السؤال بشأن نوعية الدعاء وبشأن من يسلط عليه ، فالأمر محسوم ومقضي بالحق إذا من قبل وبقضاء الإختيار والإكتساب . وقد تلقينا من العقاب الكثير، ومؤهلون بجدارة واستحقاق لتلقي المزيد بالحق . فالمجال مفتوح إذا فقط للتوسل إلى الله الرحمان الرحيم الغفور الرءوف أولا ليزيدنا من رحمته ومغفرته وليقيني ويعفينا من تلقي المزيد ؛ ثم التوسل إليه سبحانه ليزيدنا منهما أزرا لنتبع الصواب والحق . وأعود هنا إلى مسألة الشرط الحاسم المتمثل في مسألة الإختيار والإكتساب لأذكر بقوله سبحانه الكريم الجامع :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم 54" س. الأنفال .
" ... ، إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال 12" س. الرعد .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وعن مكمن الإشكال كله المذكر بماهيته أعلاه بإيجاز، وعن عظمة بعد عيبنا به ، قد إمتحننا الله مرة أخرى أعظم الإمتحان في شخص رسالتي التبليغية الجليلة العظيمة المذكر فيها بتعريف صحيح الخلاص الرباني القرآني المنزل والمبلغ بجزء منها عظيم من خلال مقالاتي التبليغية المعروضة في الكثير من المنتديات الإلكترونية "الإسلامية" كما هو الحال في هذا الموقع ناهيك عن باقي قنوات التبليغ الإخباري التي إعتمدتها كذلك من قبل ومازلت أفعل ؛ وتباعا في شخص الصمت الشامل الذي غمرني به وإياها مجمع الفقهاء والعلماء بالإضافة إلى رد فعل جمهور القراء من أهل القرآن الذين إستعطفتهم مرارا كي يتدخلوا ويطالبوهم بتدبرها بالحق وفقا لأمر الله فلم يستجيبوا هم بدورهم وإلى حد الآن . ولعل القارئ قد قرأ بعضا من مقالاتي هذه أو جلها أو كلها ، وعلم بتفاصيل قصة سعيي وتفاصيل دلالات صمت كل من هذين الطرفين .

أي أننا قد أثبتنا مرة أخرى أننا مدعون نقول ما لا نفعل حيال قضية الدين الحق وأمانة تدبر القرآن وأمانة التبليغ وحيال قضية حالنا المرير تباعا ، وأثبتا أننا لا نرغب في الخلاص الرباني الجليل ونحب أن يبقى الوضع كما هو عليه متفاقما في كل يوم جديد كما هي الحقيقة الثابتة المشهودة . نحن لا نود الخلاص بشأن قضية فلسطين وقبيلها وغيرهما. نحن لا نرغب في التخلص من التفرقة والفتنة والتناحر والتخلف والذل والإستذلال والإستعباد بيننا ومن لدن الأقوياء الظاهرين . نحن لا نرغب في الخير للبشرية جمعاء. نحن لا نرغب في ظهور نور الله القرآني الجوهري الحاسم وفي إنتشاره في أرجاء الأرض خلاصا كريما من جاهليتنا "الحضارية" ومن كل مسبباتها وويلاتها المحصلة وغيرها القادم تحصيله. نحن لا نرغب في شهادة ظهور دين الحق على الدين كله . نحن لا نرغب في أن يعتنق هدي القرآن أغلب العباد أقله في الوهلة الأولى من التبليغ . نحن لا ولا ولا ... إلخ . فنحن قد أثبتنا إذا أننا في المقدمة بامتياز من حيث جودة العصيان والكفر بما أنزل الله من البينات والهدى والحق موعظة ورحمة وبينه هو الحكيم عز وجل جلاله للناس في الكتاب وأظهرته أنا العبد الضعيف مرة أخرى من باب التذكير والبيان حصرا. بل نحن في المقدمة عموما من حيث الجودة في عصيان الحق الخلقي المعلوم الذي يدركه عقلا كل الناس بقضاء كمال الله في صنع خليقتنا وصنع خليقة الإمتحان الدنيوي الحق . وإنه لمن هذا الحق أن يستجيب الفقهاء والعلماء لدعوتي الجليلة وللتحدي الحبي البناء الملقى عليهم بغاية نصر الحق كله وإبطال الباطل كله الشيطاني المختلق . وكذلك من هذا الحق أن يستجيب لدعوتي جمهور أهل القرآن . لكن وللأسف كفرنا حتى بهذا الحق الدامغ صوابه والساطع نفعه المحلي والعالمي والواضح لكل ذي عقل سليم وعيه .

والسلام عليكم ،
والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم المرسلين الكرام البررة .


جمال اضريف ، بلقب "أبوخالد سليمان".
الرباط في : 17-01-2009
Aboukhalid20007@hotmail.com