أبوخالد سليمان عضو نشيط
عدد الرسائل : 187 العمر : 62 Localisation : الرباط . : النقاط المكتسبة من طرف العضو : 6214 خاصية الشكر : 0 تاريخ التسجيل : 27/04/2008
| موضوع: حدث القرن21/42/: المرأة ليست قطعا ناقصة عقل ولا ناقصة عقل الإثنين 22 سبتمبر 2008, 16:47 | |
| الرباط في : 22-09-2008 إلى أهل القرآن حدث القرن21 بامتياز ***** هام جدا وجاد جدا *****
المرأة ليست بالقطع ناقصة عقل ولا ناقصة دين
كما هو معلوم منسوب لنبينا المصطفى (ص) ولله تباعا الكثير من "الأحاديث" التي تخبر بأن المرأة خلقت من ضلع أعوج وأنها ناقصة عقل وناقصة دين .
ومن بين هذه "الأحاديث" "الحديثان" التاليان :
"إن المرأة خلقت من ضلع ، لن تستقيم لك على طريقة ، فإن إستمتعت بها إستمتعت بها وفيها عوج ، وإن ذهبت تقيمها كسرتها ، وكسرها طلاقها." "يا معشر النساء تصدقن وأكثرن من الإستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار فقالت إمرأة منهن جزلة وما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار قال تكثرن اللعن وتكفرن العشير وما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لدى لب منكن قالت يا رسول الله وما نقصان العقل والدين قال أما نقصان العقل فشهادة إمرأتين تعدل شهادة رجل فهذا نقصان العقل وتمكث الليالي ما تصلي وتفطر في رمضان فهذا نقصان الدين".
والمفهوم السلبي الساطع في الواجهة للقول بأن المرأة ناقصة عقل ودين والذي لا يقبله منطق العقل بطبيعة الحال بسند الشهادات على أرض الواقع هو الذي يتلقاه الناس بطبيعة الحال . وكذلك هذا المفهوم السلبي هو الذي ثبت الأخذ به في تراثنا الفكري على مدى التاريخ وإلى حد الآن وتفرعت عنه تباعا نعوت سلبية كثيرة في حق المرأة ، ولا داعي لعرضها وعدها . لكن الرأي الفقهي إعتاد أن يختلق شروحا ومفاهيم أخرى عوضا عنه مراد بها محوه من أذهان المتلقين وعبثا بطبيعة الحال ، وذلك بهاجس تثبيت القول بصحة "الأحاديث" التي تخبر به . وهذا مثلا نص باحث في الفقه والقانون يدافع بدوره عن المرأة من هذا المفهوم وعن هذه "الأحاديث" : ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ " .... وكل ذلك من أجل بيان أن الأصل في المرأة الفساد وسوء تقدير الأمور ، وذلك لفهمهم السطحي لمضامين الأحاديث النبوية الشريفة والتي وصفت المرأة بأنها خلقت من ضلع أعوج وبأنها ناقصة عقل ودين، والحقيقة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقصد بذلك التقليل من شأن المرأة فالنساء كما نعلم شقائق الرجال في الأحكام والنصوص الشرعية التي تكرم المرأة في الإسلام لا تعد ولا تحصى،وإنما قصد صلى الله عليه وسلم ببلاغته وحكمته المعروفة أن المرأة كزوجة مثلا خلقت ذات طبيعة مختلفة عن الرجل ولهذا يجب على الزوج أن يتعامل معها مراعيا تكوينها الفطري الذي خلقها الله عليه وأن لا يحاول أن يكيفها حسب هواه ،لأن الضلع الأعوج إذا حاولت أن تقوم اعوجاجه انكسر، والانكسار هاهنا كناية عن نشوب عدة مشاكل بين الزوج والزوجة قد تؤدي إلى الطلاق مثلا أو إلى ما لا تحمد عقباه كما أن الاعوجاج في الحديث معناه الاختلاف لا الفساد، أما قضية نقص عقل المرأة ودينها ، فببساطة فنقص عقل المرأة مرده إلى نصاب الشهادة ،فمعلوم أن شهادة امرأتين تعدل شهادة رجل واحد، وليس في ذلك إنقاص من عقل المرأة وذكائها بل هو مراعاة للظروف النفسية العصيبة التي تعرفها خلال فترات من الشهر أو السنة كفترة الحيض والحمل والنفاس، وكل هذه الظروف من شأنها أن تؤثر وتشوش على تفكيرها فتضل في آداء الشهادة فتذكرها الشاهدة الثانية بما قد غفلت عنه، وهذا ما أكدته الآية الكريمة حيث قال الله جل شأنه :{ واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى } (4)4 وكخلاصة لهذا الموضوع الهام لابد من الجزم بتكريم الإسلام للمرأة في جميع الأمور والمجالات ، وبأن فهم النصوص الشرعية عموما أو التي لها علاقة بالمرأة المسلمة خصوصالم يؤت لكل واحد ، بل للباحث المتفقه في دينه المتبحر في دقائقه ومعانيه الحكيمة، وذلك مصداقا لقوله تعالى : {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِِ } (5)5 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لكن الحقيقة الساطعة تقول أن كل "حديث" يخبر بأن المرأة خلقت من ضلع أعوج وناقصة عقل ودين هو قطعا ليس من قول النبي المصطفى (ص) ولا من وحي الله عز وجل جلاله وإنما هو من صنع الغرور الغبي الملعون . وفي التالي مجموع البينات المعلومة التي تثبت هذه الحقيقة أعرضها علاقة ب"الحديثين" المعروضين في فاتحة هذا المقال :
1 - وارد في "الحديث" الأول عبارة "وكسرها طلاقها" . واللغة العربية الفصحى تقول أن الصواب قوله هو "تطليقها" وليس "طلاقها" تبعا للمفهوم المقصود وتبعا أيضا لوزن عبارة "كسرها" . ف"الطلاق" هو إسم مستقل بذاته غير قابل لتصريفه فعلا ضمن نفس الجملة والإتيان بنفس المضمون ؛ وأما "التطليق" فهو إسم مصدر قابل لتصريفه فعلا ضمن نفس الجملة والإتيان بنفس المضمون . فالجملة إياها أصلها هو "كسرها أن تطلق" أو "كسرها أن يطلقها" ؛ ويمكن إستبدالها بالقول "كسرها تطليقها" وليس "كسرها طلاقها" . مثال توضيحي إستدلالي : يمكن إستبدال عبارة "أن تكلمه" بعبارة مكالمته" أو تكليمه" وليس بعبارة "كلامه". والخطأ اللغوي المبين لا يمكن أن يصدر عن النبي (ص) الأمي المتمكن من اللغة العربية الفصحى التي كانت منطوقة في زمنه بقيمة اللغة العامية في زمننا . ويكفي وجود هذا الخطأ في تحرير مضمون "الحديث" المعني كدليل للطعن في صحته وصحة "الحديث" الآخر كذلك مادام هو مرتبط به إرتباطا وثيقا من حيث المضمون الدخيل الذي يخبران به .
2 - العبارة النعتية "ناقصة عقل" مرادفها المعلوم في اللغة العربية الفصحى هو "ذات قصر في القدرات العقلية" أو "ناقصة في الفهم" أو "قليلة الفهم" أو "بلهاء" وما شابه من النعوت والعبارات النعتية . وأغلب من هم بهذا العيب يحجر عليهم أولياؤهم ولا يكلفون ولا يعاتبون تباعا لما يخطئوا ويفسدوا ما يقربونه . والنبي (ص) يعلم جيدا هذا المفهوم السائد تداوله ، ولا يعقل بالتالي أن يستعمل هذه العبارة وهو يقصد غير هذا المفهوم . والمتلقي يتلقى هذا المفهوم ولا يتلقى المفاهيم التي يجود بها الرأي الفقهي وقبيله ليمحوه ويستبدلوه بها تصحيحا لما هو متلقى في الواجهة وبين أنه باطل مخالف لمنطق العقل بشهادة المعلوم لدى الناس أجمعين . والخلاصة تقول إذا أن "الحديث" إياه هو إذا دخيل وكذلك "الحديث" الآخر بحكم ترابطهما من حيث المضمون الدخيل الذي يخبران به .
3 - ولإثبات أن المرأة ناقصة عقل فإنه مدعى أن النبي (ص) قد إستشهد بذاك الذكر الكريم . ويا للأسف هنا أيضا ! قول الله واضح جدا كوضوح الشمس في سماء زرقاء بدون غيوم ، ومن غرابة أمرنا أننا في المقابل نترك فهمه البين الواضح ونأخذ بما تجود به قريحة البشر عوضا عنه وهم مفتقرون أجمعون للكمال . فربنا الحكيم يقول :
ــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ــــــــــــــــــــ " ... ، واستشهدوا شهيدين من رجالكم ، فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتين ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ، ... 281". س. البقرة . ــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــ
فليتبين القارئ أن الله يذكر وقوع حالة النسيان لدى المرأة فقط كاستثناء يمكن وقوعه وليس كحالة مطلقة أكيد وقوعها . ويعلم الكل أن الإستثناء هو يكون بنسبة القلة من الكل وفي مقابله القاعدة التي تشمل الجل من الكل ؛ وأن حكم الإستثناء لا ينطبق ولا يطبق على القاعدة . أي أن القاعدة تقول هنا بشأن النساء بأنهم قادرات عموما على التذكر بمثل قوة تذكر الرجال ؛ وأن الإستثناء يقول قد لا تتذكر قلة منهن بمثل قوة التذكر لديهم . ولئن نحن غير المخلصين (فتحة فوق حرف اللام) قد أخطأنا وغشي على بصيرتنا واقترفنا القول بهذا السند تصديقا لذاك "الحديث" ، فهل يعقل أن يقع نبينا (ص) المخلص الذي لا ينطق عن الهوى في هذا الخطإ وتغشى بصيرته ولا تتبين له حالة الإستثناء هذه وما تعنيه ولا تتبين له براءة القاعدة من حكمه ؟ لا يعقل بطبيعة الحال قطعا . والخلاصة تقول كذلك أن "الحديثين" إياهما من صنع الشيطان يقينا .
4 - ولئن كان الموضوع هو موضوع قدرة العقل من حيث قوة التذكر ، يطرح منطق العقل السؤال التالي : ما العامل الظرفي الذي يستدعي التذكر عموما وقوة التذكر خاصة ؟ والجواب يقول : هو عامل الزمن بقدر طوله . فكلما طال زمن المعلومة المخزنة في الذاكرة تطلب إستحضارها الكثير من قوة التذكر. فما الحالة التي يتحدث عنها سبحانه في ذاك الذكر الكريم ؟ هل هي حالة عامل الزمن القصير أم حالة عامل الزمن الطويل ؟ والجواب البين يقول : هي الحالة الثانية . هي الحالة المطلوب فيها أن يخزن الشاهد ذكرى شهادته على مدى عمر غير محدود يعد بالسنين وقد يطول بطول عمره المتبقي . علما أن معلومة الشهادة ليست من المعلومات التي يستحضرها الإنسان كثيرا ؛ بل هي تخزن ولا تتم الحاجة إلى إستحضارها إلا مرة واحدة حين وقوع الحاجة الماسة إليها لما ينكر أحد المتعاقدين حق الآخر. وهي بذلك تصبح من المعلومات التي قد يستعصي عموما على كل إنسان إستحضارها بيسر بعد مرور السنين . وتقول الحقيقة في طرفها الأول إذا أن الله يتحدث في ذاك الذكر الكريم عن حالة إستثناء آخر مضمونها ظرف زمني خاص يستدعي توفر الذاكرة البعيدة وقوة إستحضار المعلومة المخزنة في أرشيف ذاكرة المعلومات البعيد تاريخ تخزينها . وتقول في طرفها الثاني أن الله يخبر إذا بأن الرجال والنساء سواسي عموما من حيث قوة التذكر ذي المدى القريب والمتوسط . وتقول في طرفها الثالث لما نعتبر الحقيقة المبينة أعلاه في الفقرة رقم3 أنهم كذلك سواسي على مستوى القاعدة من حيث قوة التذكر ذي المدى البعيد . والخلاصة تقول هنا أيضا بأن "الحديثين" إياهما هما من صنع الشيطان يقينا .
5 - وإنه لمن المعلوم أن معلومة ذكرى الشهادة هي مجرد معلومة جامدة لا دخل لاستحضارها أو عدمه بتطور ذكاء الإنسان أو تطور بصيرته أو تطور جودة تدينه ، وكذلك ليس معيارا شاملا لتقييم جودة هذه العناصر . أي أنها ليست من المعرفة التي تحمل شيئا من الهدي الرباني التنويري التوعوي الحيوي في حياة الإنسان إرشادا به للصواب والطريق المستقيم ، أو شيئا من إملاء الهدي الرباني الذي يستلزم إتباعه ضمن تقويم الفلاح في مسعى الحياة الدنيا وفي إمتحانها الحق . وأن لا يستحضرها المرء أو أن يستعصي عليه إستحضارها لسبب من الأسباب فذلك ليس له علاقة باكتمال عقله أو نقصانه ولا باكتمال دينه أو نقصانه . وهذه حجة أخرى إذا تثبت بدورها أن "الحديثين" إياهما هما ليسا بالقطع من قول النبي (ص) وإنما هما من صنع الشيطان يقينا .
6 - وحكمة الله سبحانه بالنصح باتخاذ إمرأتين شاهدتين كعوض عن الرجل الثاني تتمثل في الرفع إلى أعلى مستوى ممكن من ضمانات حفظ حقوق المتعاقدين بعد مرور الزمن على تعاقدهما . فهو سبحانه ينصح بانتقاء رجلين للشهادة بالجودة التي تمكن من ضمان قدرتهما على تذكر شهادتهما بعد مرور السنين حين تقع الحاجة إليها لتثبيتها مرة أخرى لما ينكر أحد المتعاقدين حقوق الآخر . وكذلك لما لا يتوفر الرجل الثاني ينصح سبحانه بانتقاء إمرأتين إنتقاء يمكن من هذه الغاية بأعلى الضمانات (فرجل وامرأتين ممن ترضون من الشهداء). وأدعو القارئ إلى أن يلاحظ على ضوء ما تم إظهاره من قبل أن المرأة الواحدة كعوض على مستوى القاعدة حيث النساء لهن نفس القدرة على التذكر ذي المدى البعيد هو كاف كذلك لتحقيق هذه الغاية ؛ وأنه فقط باعتبار مستوى الإستثناء حيث من المحتمل الضئيل أن تكون المرأة المختارة من النساء القلائل اللاتي قد لا تقوين على التذكر ذي المدى البعيد أوصى سبحانه بانتقاء إمرأتين كي تذكر إحداهما الأخرى إن هي تنس . والدليل القاطع على كون وقوع هذا الإحتمال هو جد ضعيف يتمثل في كونه سبحانه قد أوصى فقط بامرأتين وليس أكثر . فالإحتمال هو أصلا ضئيل جدا بشأن المرأة الواحدة ؛ وهو يصبح جد ضئيل إلى حد العدم بشأن إمرأتين . أي أنه من المحتمل الضعيف جدا أن تكون المرأة الواحدة المختارة من ضمن القلة اللاتي قد يعتريهن عيب الإفتقار إلى قوة التذكر ذي المدى البعيد ؛ وأنه من المحتمل الأضعف إلى حد العدم أن يعتري كذلك نفس العيب المرأة الثانية المختارة . والخلاصة تقول إذا أن هذه الحكمة الربانية وما تخبر به يشكلان حجة أخرى دامغة سادسة تنفي بالمطلق صحة "الحديثين" إياهما .
7 - ولإثبات أن المرأة ناقصة دين فإنه مدعى أن النبي (ص) قد إستشهد بالعادة الشهرية التي تجعلها تمكث الليالي دون أن تصلي وتفطر في رمضان . ويا للأسف هنا أيضا ! فنحن نعلم أنه لا يلام المرء على شيء من العيب الخلقي الذي قد يعتريه والذي لا ذنب له في كينونته ولا علاقة له بجودة تدينه ولا سبيل له لمحوه ؛ وكذلك الأمر بالنسبة لكل مرض عضوي . فالمريض مثلا الذي لا يستطيع صيام شهر رمضان أو بعضه ، هل هو ناقص دين لأنه يفطر في رمضام كله أو بعضه ؟ الجواب هو بالنفي القاطع بطبيعة الحال كما هو معلوم . وفضلا عن ذلك نعلم أن العادة الشهرية لدى المرأة هي ليست عيبا ولا مرضا وإنما هي من أصل طبيعة خليقتها . فهل يعقل القول بأنها ناقصة دين لأنها على هذه الخليقة ولا تستطيع الصلاة بعضا من الأيام في كل شهر ولا تستطيع صوم رمضان كله ؟ الجواب كذلك هو بالنفي القاطع وبطبيعة الحال . ونعلم كذلك أن الله شرع رخصا في دينه الكريم ومناسكه الجليلة تيسيرا ورحمة من لدنه هو العزيز الخلاق الحكيم الرحمان الرحيم . والرأي الفقهي يقول أن من لا يأتي رخصه هو يعصى ربه وينقص من جودة تدينه . فهل يعقل القول في المقابل بأن المرأة هي ناقصة دين لما تتمتع برخصة عدم الصلاة أياما معدودة في كل شهر ورخصة الإفطار في بعض من أيامه أثناء حيضها الشهري ؟ والجواب نعلمه كذلك ، وهو بالنفي القاطع كذلك بطبيعة الحال . ونبينا المصطفى الكريم الرؤوف الحليم الحكيم (ص) يعلم جيدا كل هذا المعلوم المذكر به وهو الأعلم عموما من كل الناس بالدين الحق وبمناسكه وبصحيح أحكامه ؛ فهل يعقل أن يصدر عنه مضمون ذاك "الحديث" ؟ الجواب ساطع للكل كما تسطع الشمس في سماء زرقاء بدون غيوم . الجواب هو بالنفي المطلق وبطبيعة الحال .
خلاصة :
من غرابة أمرنا إذا بشهادة هاتين الحالتين كما هو الحال بشأن الكثير الوافر من قبيلهما أننا نتلقى الباطل ساطعا في الواجهة للكل بشأن الكثير مما هو منسوب قوله أو فعله للنبي (ص) ولله تباعا ولا نقضي في حينه بأنه (ص) بريء منه وبريء منه ربنا العزيز ذو الكمال والجلال والإكرام ؛ وإنما نجتهد في إختلاق الشروح والمفاهيم لطمس هذا الباطل ومحوه وعبثا بطبيعة الحال وليصدق تصديقنا بأن "الأحاديث" المعنية هي فعلا صحيحة !!! ولو نعرض حالنا على الله لنتلق جوابا فسيرد علينا سبحانه بالعبارة نفسها القصيرة الحكيمة الناطقة المبصرة الواردة كثيرا في قرآنه المجيد :
"أفلا تعقلون" ، أو "أفلا تفقهون" ، أو "أفلا تبصرون" ، أو "أفلا تتذكرون".
لكن ، من عظمة غرابة أمرنا كذلك أننا كفرنا أيضا بمضمون هذا الذكر الكريم وبإملائه الرباني الساطع الذي يدعو إلى تحكيم العقل في كل شيء ، وقلنا فقهيا ردا عليه سبحانه رب العالمين :
"من إستعمل عقله في الدين ضل" !!!
وقد آمنا فعلا بهذا القول الشيطاني وإتبعناه بجودة عالية ، فلم نحكم عقولنا ولم نتدبر بها ما نتلقاه منسوبا لله ونبيه المصطفى (ص) ، فصادقنا على بحر من "الأحاديث" الشيطانية ودأبنا على الدفاع عنها من كل طعن ورد وعلى تكفير كل من يطعن فيها . ومن تبعات هذا النهج بطبيعة الحال أن لا نستحضر المعلوم المكتسب على إختلاف أنواعه الحامل كفاية من الحق الدامغ لكل الباطل الشيطاني ، وأن نكفر به تباعا ونحن واعون وغير واعين . وبين يديك أيها القارئ من أهل القرآن بشأن هذا الحال الغريب الدخيل حالتان ناطقتان معبرتان بجودة عالية . وملخص روعة غرابة الحال على مستواهما أننا نتدخل فقهيا لنجعل غصبا المفهوم السلبي الوارد في عبارة "ناقصة عقل وناقصة دين" والمعلوم والمتداول على نطاق شامل غير المفهوم الذي يقصده الرسول (ص) في ذاك "الحديث" بعد المصادقة على صحته غصبا أيضا ضدا في كل المعلوم الوافر الذي يبطله .
جمال اضريف ، بلقب "أبوخالد سليمان". الرباط في : 22-09-2008 | |
|