أبوخالد سليمان عضو نشيط
عدد الرسائل : 187 العمر : 62 Localisation : الرباط . : النقاط المكتسبة من طرف العضو : 6214 خاصية الشكر : 0 تاريخ التسجيل : 27/04/2008
| موضوع: /41/ ج1: عن يسر صنع وتخريج الأحاديث الشيطانية من لدن الغرور الإثنين 22 سبتمبر 2008, 16:09 | |
| الرباط في : 22-09-2008 إلى أهل القرآن حدث القرن21 بامتياز ***** هام جدا وجاد جدا *****
عن يسر صنع وتخريج "الأحاديث" الشيطانية من لدن الغرور الجزء الأول
[center] قد أظهرت بالحجج الدامغ الحقيقة التي تقول أن أغلب "الأحاديث" المصادق عليها هي "أحاديث" دخيلة من صنع الشيطان . وأنا بهذا النهج أنزه نبينا (ص) والدين الحق من كل الباطل الشيطاني المغلف بما يستره شفافا جله أصلا إن لم أقل كله لأن الله قد وهبنا العقل الذي به يمكننا ضبطها جلها إن لم أقل كلها وأيضا لأن الله قد بين وفصل تبيان كل شيء في قرآنه المجيد الذي سماه سبحانه الحكيم بالذكر والتذكير والذكرى والتذكرة . بل أنا بهذا النهج أزيح عن رسالة القرآن كل الأحجبة الشيطانية التي ألقاها عليها الغرور الغبي الملعون وحجب بها جل جوهرها الحاسم في تركيبة منظومة الهداية الإسلامية الختامية ، وألغى حتى نفع جل المدرك منها الحثيث بحكم هيمنة سمومه التضليلية ، وجعل بذلك هذه الرسالة الكريمة وكأنها غير موجودة .
لكن الذين يكفرون بهذه الحقائق رغم ثقل كفة الحجج الإقناعية المعلومة المذكر بها أو المظهرة تذكيرا فقط بما هو مفترض أن يكون معلوما قد جنحوا إلى النهج الإلتوائي لتبرير طعونهم ؛ أي لتبرير ما لا يمكنهم تبريره أصلا مادام الحق المظهر يظل ثابتا لا تبديل له . وأنا ملزم إذا بمجاراتهم بالمزيد من التذكير والتوضيح والحجج لقطع حبل هذا النهج أيضا لعلهم يعدلوا ويؤمنوا ويسلموا لله علاقة بالموضوع المفتوح وفروعه .
من هذا النهج أنهم في مقابل طعني في "الحديث" يدينونني بالتشكيك في مصداقية رواته الصحابة والفقهاء والعلماء الأوئل و"الأئمة" منهم . وملخص جوابي قبل تفصيله يقول أنه كما أن النبي (ص) لا علاقة له ب"الأحاديث" الدخيلة" فهم أيضا لا علاقة لهم بها أجمعين تباعا . وألحق بهذا الملخص الحقائق السابق ذكرها وإظهارها بالكثير من الحجج المعلومة والتي تقول :
1 – أن المسؤولية بشأن الزيغ كله عن جوهر معارف رسالة القرآن التي منها التعريف القرآني للدين الرباني الحق هي تقع على الفقهاء والعلماء التابعين لهؤلاء الأوائل البريئين منه في المقابل تباعا .
2 – أن المسؤولية في المصادقة على مجموع "الأحاديث" الدخيلة التي أظهرت منها الكثير من خلال مقالاتي هي تقع عليهم كذلك .
3 – أنه من الحجج المعلومة الدامغة التي تثبت صحة هاتين الحقيقتين وصحة حقائق كثيرة مبلغ بها حقيقة كون "الحديث" لم يجمع إلا بعد مرور قرن ونصف على وفاة النبي (ص) ، وكون العلم الفقهي لم يظهر يانعا أوله إلى بعد مضي قرون أخرى لا تقل عن 3 قرون ، وكون أهل القرآن من قبل قد كفاهم تنزيل هدي تعاليم القرآن ، وهدي الآيات الربانية الإعجازية التي شهدوها أو عايشوا عن قرب زمن إحداثها ، وهدي البعض من أحاديث القدوة النبيوية الجوهرية التي تناقلتها الألسن عبر الأجيال وترسخت عرفا في المعاش المعرفي اليومي بقيمة البديهي المألوف . قد كفاهم ذلك ليكونوا بجودة عالية في الإسلام نفتقر إليها اليوم بحدة في ظل بحور المعارف الفقهية المضافة .
4 – أن الغرور في القرون الهجرية الأولى كان يستحيل عليه أن يصقل سعيه الشيطاني التضليلي ويصد به أهل القرآن عن الطاعة في إيمانهم الجيد المكتسب مادام تقويم كينونته كان يشكله كفاية مجموع الآيات الإعجازية التي أحدثها الله مباشرة من لدنه أو على يد نبيه المصطفى (ص) بإذن منه ومجموع الأنباء الغيبية القرآنية أو النبوية التي ظهر بيانها بعد وفاة النبي (ص) وشكلت تباعا آيات إعجازية أخرى مضافة ؛ وأن المجال يفتح له واسعا لفعل ذلك فقط في القرون التالية من خلال المداخل الكثيرة التي توفرها له إشكالية جمع "الحديث" ، وإشكالية الضوابط اللازمة للمصادقة عليه فقهيا ، وإشكالية العلم الفقهي كمولود جديد وولود .
5 – وأن زمن ظهور التذكير القرآني الثاني الذي قضى به علام الغيوب ليظهر من خلاله كل نور القرآن بما فيه التعريف الكامل للدين الحق كان مقدرا في القرن الهجري الرابع أو الخامس أو السابع كأقصى تقدير .
6 – أن فترة ظهور هذا التذكير الجليل قد تداخلت مع الفترة التي يتسع فيها للغرور المجال ليصقل سعيه الشيطاني التضليلي الذي صقله فعلا بجودة عالية بفضل تلك المداخل المستجدة المذكورة أعلاه . ولذلك كلما ذكرت حقيقة التذكير القرآني الثاني ألحق ذكرها بذكر تاريخ ظهوره المقدر أو ألحقه بالقول بأنه اليوم قد ظهر بعد قرون من التأخر لا تقل عن 7 قرون .
فهذه الحقائق المظهرة تذكيرا تثبت إذا أني لا أتهم أحدا من السابقين الأوائل بشيء من المسؤولية بشأن الزيغ عن العلم بجوهر أنوار القرآن التي منها خاصة التعريف الصحيح الكامل بدين الإسلام . ويبقى لي إذا أن أفصل حقيقة كونهم بريئين كذلك من كل تشكيك في مصادقيتهم كرواة علاقة ب"الأحاديث" الدخيلة" التي أدعي أنها تعد بالآلاف . أي يبقى أن أظهر براءتي من تهمة التشكيك في مصاداقيتهم التي يدعيها أصحاب ذاك النهج الإلتوائي . أي يبقى لي أن أدلي بتفاصيل براءة هؤلاء الأفاضل الكرام ، وحيث هذه التفاصيل عليها أن تكون كذلك بطبيعة الحال من المعلوم جلها أقله .
التفاصيل :
1 - قد علم الغرور الغبي الملعون أن القرآن محفوظ في ألواح ولا يمكنه تباعا إتلافه كما أتلف رسالة التورات ورسالة الإنجيل ، ولا يمكنه دس الدخيل فيه كما دسه في الرسائل البديلة لهاتين الرسالتين الجليلتين ، ولا يمكنه إنقاص شيء منه .
فما الذي عليه أن يفعله ليبلغ غايته التضليلة المعلومة ؟ كيف له أن يبلغ هذه الغاية مادام القرآن محفوظا في ألواح ؟
عليه بطبيعة الحال أن يحجب من جوهر القرآن عن العباد الثقلين أجمعين ما يستطيع بقدر وسع جهده المتوفر ؛ وأن يحرف فهم كل المتلقى منه قد المستطاع أيضا . ولفعل ذلك يحتاج إلى عناصر وسيطة .
وكما ذكر أعلاه ، تتوفر له من أجل هذه الغاية وفرة من المداخل من خلال : 1 - إشكالية "جمع الحديث النبوي الشريف" ؛ 2 - وإشكالية "الضوابط اللازمة لغربلته من الدخيل" ؛ 3 - وإشكالية "العلم الفقهي كمولود جديد وولود" .
2 – وقد علم الغرور أن حصانة الحديث النبوي من كل باطله الشيطاني يشكلها القرآن وحده ؛ أي تشكلها الحصانة الربانية القرآنية . وعلم تباعا أن تلك المداخل لن تتفور له بحضرة هذه الحصانة القدسية الجليلة . أي أنه قد علم بالحقيقة الثابتة التي تقول أنه بحضرتها يفضح كل "حديث" دخيل ويرد عليه خاسئا ويحبط في كل سعيه التضليلي تباعا .
فما الذي عليه فعله لتتوفر له فعلا تلك المداخل ؟ الجواب بين . عليه أن يحجب العلم بوجود هذه الحصانة .
فكيف يمكنه فعل ذلك ؟
يمكنه فعل ذلك من خلال "الأحاديث" الدخيلة نفسها . وقد ذكرت في مقال سابق بأن الظروف في تلك الفترة كانت ملائمة جدا لنجاحه في تحقيق هذه الغاية البينية وفي كل باقي غاياته البينية الأخرى مادام هم أهل القرآن الأوائل بعد إكتساب عظيم الإيمان كان متمثلا في صقل جودة إسلامهم ، وكان بالتالي موضوعهم في الواجهة هو موضوع القدوة النبوي وتباعا موضوع الأحاديث النبوية الشريفة التي تعرف بها . وأول ما إهتم به الفقهاء والعلماء كما هو معلوم هو جمع "الأحاديث" وليس الخوض في تدبر القرآن من باب التفسير الذي خلقه لهم من بعد ووجههم فيه وفقا لمبتغاه . والأمية الشائعة قد شكلت كذلك إحدى هذه الظروف الملائمة .
وما عليه إذا أن يترك إشكالية "جمع الحديث" في حيزها الطبيعي . بل عليه أن يعظهما قدر المستطاع كي تظل محتلة مقام الصدارة من حيث الإهتمام بها وتركيز الإهتمام عليها على حساب الإهتمام بتدبر القرآن وتركيز الإهتمام عليه .
فكيف له أن يفعل ذلك ؟ فقط عليه أن يدس بحرا من "الأحاديث الدخيلة" ويكثر من الخوض فيها لتكثر المشاكل والعراقيل ويتسع الهم بذلك وتترسخ ركائزه أكثر . ومعلوم أن "الأحاديث" التي قضى الرأي الفقهي بأنها دخيلة هي تعد بالآلاف . وأقول أنا اليوم مستيقنا تمام اليقين بسند القرآن الكريم بأنه موجودة كذلك آلاف أخرى من "الأحاديث" الدخيلة ضمن ما صادق عليه .
وكتقويم جوهري لأساس سعيه الشيطاني قد دس إذا "أحاديث" تخبرهم بأن القرآن ليس مشروحا بذاته وأن شرحه موجود في الحديث وأن وساطته ضرورية لتلقي أنواره وهديه ، وأن العلم الجازم بتأويله الصحيح الكامل يعلمه الله وحده ، وأن الفقهاء والعلماء هم الوسطاء بالضرورة بين العامة من الناس وبين رسالة القرآن والحديث ، وأن إختلافهم في فهمه رحمة ، وأن الله قدر الظهور من بينهم من يجدد للناس دينهم . وعلم الغرور مدى ضعف الإنسان في شخص حبه للمقامات الفاخرة ومدى سهولة إغرائه تباعا بما يحب منها . فاستغل هذا الضعف البشري "الطبيعي" بشأنهم ، فعظم من مقامهم من خلال "الأحاديث" الدخيلة بذاتها وأيضا تباعا من خلال ما تملي به عليهم من فهم محرف للقرآن . فجعلهم ورثة الأنبياء ، وأهل الذكر دون غيرهم من الناس ، والراسخين في العلم دون غيرهم ، وأولي العلم العلماء دون غيرهم ، والقائمين بالقسط دون غيرهم ، وأتقى وأشرف الناس دون غيرهم ، والعالمين كذلك بمراد الله من كتابه .
والغرور لما يفلح في إقناعهم بأن الحديث النبوي يشرح القرآن هو يكون بذلك قد أفلح في حجب حصانته الربانية القرآنية وألغى فاعليتها ومنح في المقابل متسعا من الضمانات لإنجاح سعيه الشيطاني التضليلي . وبإشراك الفقهاء والعلماء في شرح القرآن من خلال الحديث ومن خلال ما تجود به قريحتهم كذلك ماداموا يعلمون مراد الله من كتابه هو الغرور قد ثبت هذا الحجب بجودة عالية .
فكيف إذا صقل الغرور "الحديث" ليضمن تحصيل المصادقة الفقهية عليه ؟ عليه بطبيعة الحال أن يؤلفه وينتقي له رواة يروونه بالتسلسل في الزمن .
فمن هم الرواة الذين عليه أن ينتقيهم من بين الناس ؟
هل هم من عامة الناس ؟ الجواب هو بالنفي بطبيعة الحال .
هل هم من الكفرة الفجرة ؟ الجواب هو بالنفي بطبيعة الحال .
هل هم من ضعاف المصداقية لدى الناس ؟ الجواب هو بالنفي بطبيعة الحال .
هل هم من غير الفقهاء والعلماء ؟ الجواب كذلك بالنفي القاطع .
وماذا عن مقام الصحابة بين رواته ؟ هم المشهورون أكثر بجودة المصداقية ، وهم صلة وصل ضرورية في سلسلة الرواة التي هو مرغم على إعتمادها ، وهم بالتالي من بين الرواة الذين عليه أن ينتقي منهم ما يشاء .
فخطة الغرور في صقل حديثه تلزمه بالضرورة إذا أن ينتقي من هؤلاء رواته وليس من بين غيرهم بالقطع .
فيسهل على الغرور الغبي الملعون أن يصقل إذا حديثه وأن ينتقي له رواة من أهل القرآن الأفاضل الكرام . لكن تبقى له خطوة أخيرة . يبقى له أن يتدبر المصادقة عليه الحاسمة من لدن الطرف الأخير في سلسلة رواته ؛ فهم قد قضوا نحبهم وهو من الأحياء . فكيف له أن يفعل ذلك ؟ مع التذكير أن الأمر هنا يتعلق ب"حديث" غير موجود أصلا ، ومطلوب أن يصبح من بين الموجود وأن تتناقله الألسن . أي أن الأمر لا يتعلق ب"حديث" يبلغ العلم به فقيها أو عالما وليتدبر الغرور السبيل لتحصيل مصادقته عليه ، وإنما هو يتعلق ب"حديث" مختلق لم يرويه أحد في الأصل وعلى الغرور أن يجعل أحد الفقهاء والعلماء يروونه .
ومعلوم أنه بالتزغ الشيطاني الإيحائي لا يمكن للغرور أن يخلق شيثئا وإنما فقط يمكنه أن ينزغ فيما هو موجود في ذهن الإنسان ويفكر فيه . أي أن هذا السبيل لا يجديه بالقطع .
فما السبيل الذي خلقه الله سبحانه ومخبر به في القرآن ويمكنه من هذه الغاية ؟
هو سبيل واحد . هو سبيل غدر المس منه أو من جنوده الشياطين الذي به يمكنه إحتلال كيان الإنسان كله والتصرف مكانه وكأنه هو نفسه . والله يخبر في قرآنه أنه لا أحد من الناس معصوم من هذا الغدر . فسيدنا أيوب عليه السلام قد أصيب به عدة سنين وتسبب له في المرض والعذاب . والنبي موسى عليه السلام قد أصيب به أيضا لفترة وجيزة من الزمن بعلم الله وحده مداها . ويحكى أن الرسول (ص) قد أصيب به كذلك وخلصه منه الملك الكريم جبريل عليه السلام . والله لا يذكر شيئا في قرآنه عبثا وإنما من أجل غاية تقوم بشكل من الأشكال الهداية المنزلة لعباده الثقلين . ومعلوم أن اليهود كانوا من حول أهل القرآن يتقاسمونهم الحياة في نفس المدن وفي نفس الأحياء وتجمعهم بهم الكثير من الأمور الدنيوية والكثير من الصلات الإجتماعية المجتمعية ؛ ومعلوم عنهم خبراتهم في السحر الشيطاني وتعاطيهم إياه بكثرة ؛ ومعلوم أنه كان من بينهم وفرة من الأعداء لدين الإسلام وللفقهاء والعلماء أساسا تباعا وأهل القرآن عموما . ومعلوم أن الكثيرين من أهل القرآن كانوا يعتقدون بجدوى السحر . ومعلوم أن التفرقة بين أهل القرآن كانت شائعة وأن العداء بينهم من خلالها كان تباعا فاعلا وبشتى الألوان . ومعلوم أن الخلاف بين السلاطين وبين الفقهاء والعلماء كان قائما وكان يخلق لهم أعداء منافقين متخفين محيطين بهم . ومعلوم إذا أنه في هذه الظروف كان السبيل لإيقاع أحد منهم في غدر المس من الشيطان من خلال نصب السحر لم يكن عسيرا .
فالغرور يمكنه إذا أن يلجأ إلى هذا السبيل ليجعل أحاديثه المختلقة تصبح مروية ضمن الأحاديث النبوية . ويكفيه أن يتقمص شخص فقيه أو عالم واحد وأن يسمع عنه فقهاء وعلماء آخرين معاصرين له أو تلامذته الذين منهم من سيصبحون بدورهم فقهاء وعلماء . ويسهل عليه كذلك أن يتمكن من إثنين منهم أو ثلاثة في نفس الزمن فيصبح سند الحديث أثقل من خلالهم ومن خلال من يتلقونه منهم . ويمكنه أيضا أن يجعل كل حالة بعيدة عن الأخرى ليزيد من تقويم صحة "الحديث" . وإنه لمن اليقين أنه قد فعل ذلك وبوفرة وبجودة عالية .
ومن يكفر بواقعية هذا السيناريو الموصوف ليظل على كفره بالحقائق المظهرة المعنية سيقر تباعا إذا بالكفر أيضا بواقعية السحر الشيطاني ، وواقعية المس من الشيطان الذي يوقعه ، وواقعية السلطان العظيم الذي يصبح للغرور من خلاله على المصابين به ، وواقعية الأضرار التي يمكنه أن يلحقها تباعا بهم وبعالم الإنس من خلالهم . هو سيقع في الكفر بالكثير من الذكر الكريم الذي يفصل الله من خلاله التعريف بهذه الحقائق الأربعة . هو سيقع في شعبة من شعب الكفر بالله .
وأعلم أن الفقهاء والعلماء يختلفون بشأن مدى صحة هذه الحقائق الأربعة . فمنهم من لا يعترف بها إجملال قولا بأن السحر هو من أساطير الأولين ولم يبق له وجود ويدعون أن الإعتقاد به في زمننا هو إعتقاد بالخرافات كما هو رأي جل النخب المفكرة وخاصة منهم المتخصصون في علم النفس وطب الأمراض النفسية الذي يشرحون كل حالات إزدواجية الشخصية على أنها مجرد حالات إنفصام الشخصية . ومنهم من يعتقد بها ولكن ليس من خلال صحيح المعرفة بها وإنما من خلال معارف دخيلة خرافية جلها تجعل سندهم بشأن اعتقادهم ضعيفا أمام محاوريهم هؤلاء وتمنحه فعلا صفة الخرافة . وهنا أيضا قد أفلح الغرور بجودة عالية في جعل الكل يجهل صحيح المعرفة القرآنية بشأن هذا الموضوع .
خلاصة :
1 - لو تدبر الفقهاء والعلماء عقلا نهج الغرور البين المرغم على إتباعه لبلوغ غايته الشيطانية المعلومة لأدركوا أن معيار مصداقية الرواة ومعيار توارتر السند في الرواية من أصله إلى آخره هما معياران لا يفلح الغرور لدس أحاديثه الدخيلة بين الأحاديث النبوية وتحصيل مصادقتهم عليها إلا على أساس توفرهما فيها بجودة عالية ، ولأدركوا تباعا أنه لا يعقل بتاتا إعتمادهما كاساس ل"تخريج الحديث" أو "صنع الحديث" كما هو تعبيرهم الغريب كذلك ، ولأدركوا أنهم ملزمون بالبحث عن معيار آخر يرجع إليه وحده الحسم في الفصل النافذ بين الصحيح والدخيل من بين "الأحاديث" المجموعة .
2 - ولو تدبروا حقيقة كون عملية المصادقة الفقهية من المفترض في الأصل أن تفضي بالقطع الجازم إلى تعيين "الحديث" على أنه صحيح بالمطق أو باطل بالمطلق وليس بدرجات من الصحة والبطلان ، لان دين الله من الثوابت ولأن ذلك يجرده من هذه الصفة لدى المتلقين ويفتح لهم المجال للتشكيك في مصداقية الدين كله ، لأدركوا أن منهجيتهم باطلة وأنه موجود يقينا معيار ثالث هو الأحسم الذي يمكن من هذه الغاية بالتمام والكمال ؛
3 - ولو خاضوا في تدبر ماهية هذا المعيار بسند منطق العقل حصرا لوجدوه بينا ساطعا . أي أنهم لو طرحوا على أنفسهم السؤال : من الكفيل بأن يخبرنا جزما بأن ذاك "الحديث" أو ذاك "الحديث" هو صحيح فعلا وليس دخيلا ؟ من الكفيل بأن يخبرنا جزما بأن مضمونه المنسوب لله هو فعلا من قول الله ومن وحيه الجليل الموحى به لرسوله المصطفى (ص) ؟ والجواب يقول : هو الله سبحانه وحده وليس غيره بالقطع المطلق .
4 - ولو تدبروا القرآن من أجل التيقن من هذه الحقيقة التي يدركها منطق العقل البين لجل الناس أقله لوجدوها ساطعة فيه ولوجدوا تعريفها مفصلا تفصيلا وافرا .
5 - وكذلك لو بحثوا في "الأحاديث" المجموعة عن حديث يخبر بنفس الحقيقة لوجدوه يقينا . وقد علمت مؤحرا أنه موجود فعلا حديث يقول فيه الرسول (ص) بشأن المنسوب له : "أعرضوه على الكتاب فما وافقه فهو عني وما لا يوافقه فهو ليس عني" . وأستغرب جدا أن لا يتردد ذكر هذا الحديث على لسان الفقهاء والعلماء وخاصة لما يخوضون فيما يسمونه ب"تخريج الحديث" و"صنع الحديث" . وعرض المنسوب قوله أو فعله للرسول (ص) على القرآن هو عرضه في الأصل على الله سبحانه . والله لا يعجزه شيء . وقد أتانا برده مسبقا في قرآنه المجيد الإمام المنير الهادي في كل شيء والمحفوظ في ألواح لندمغ به عموما كل الباطل الشيطاني .
6 - ولو فعلوا ذلك وأدركوا تباعا هذه الحقيقة الجوهرية لما آمنوا قطعا بأن الحديث يشرح القرآن لأن هذا الإعتقاد لا مكان له بحضرتها ، ولما آمنوا بباقي الإعتقادات المعنية الكثيرة التي أظهرت بطلانها ، ولما زاغوا عن العلم بكل جوهر معارف القرآن ، ولما ولما ولما ... إلخ .
جمال اضريف ، بلقب "أبوخالد سليمان" الرباط في : 22-09-2008 | |
|