جاء في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم والله يعطي، ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله" . وقد دأب ملوك هذا البلد الأمين على نشر العلم النافع والحض على التقوى، ورعاية العلماء وتشجيعهم على القيام برسالتهم العلمية لتحصين عقيدة أفراد الأمة وحماية فكرهم وإنارة عقولهم وقلوبهم بما يجعلهم منيطين اختيارا بدينهم ومقدساتهم غير مهددين بانتقاض عرى هويتهم واندثار شخصيتهم الجمالية الجامعة بين الجمال والصمود في اعتدال.
وتعتبر مجالس الدروس الحسنية التي تشهدها رحاب القصر الملكي العامر بالرباط خلال شهر رمضان كل سنة صيغة يتفرد بها المغرب الحبيب، حيث يحضرها صفوة من علماء أجلاء من جميع بلدان العالم تحت الرئاسة الفعلية لمولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس دام له النصر والتمكين، يتناولون فيها بالدرس والتحليل آيات بينات من كتاب الله المبين وأحاديث من سنة الرسول الأمين، لإبراز مزايا الإسلام، ومقاصده، وحكمه وأحكامه.
وقد تميزت الدروس الحسنية في عهد أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعزه الله بفتح صفحة جديدة غير مسبوقة في العالم الإسلامي، وذلك بإذن مولانا أمير المؤمنين حفظه الله بأن تشترك المرأة المغربية مع إخوانها العلماء في إلقاء درس حسني في حضرته أعزه الله.
وهذا يسجل في تاريخ أفضال أمير المؤمنين حفظه الله على المرأة المغربية التي جاءت مدونة الأسرة بتوجيهاته وقراره– أيده الله – ضامنة لحقوقها وداعمة لمركزها الحضاري في الأمة.