منتديات المغرب الملكي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات المغرب الملكي

موقع و منتديات كل الملكيين و الملكيات بالمغرب الملكي
 
دخولالبوابةأحدث الصورالتسجيلالرئيسية

 

 طرائف و أسرار حياة الحسن الثاني الرمضانية(الجزء الثاني)

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
aicha mogadore
مديرة منتديات المغرب الملكي
مديرة منتديات المغرب الملكي
aicha mogadore


عدد الرسائل : 256
العمر : 36
Localisation : essaouira
النقاط المكتسبة من طرف العضو : 6674
خاصية الشكر : 0
تاريخ التسجيل : 25/01/2007

بطاقة الشخصية
royal: لا دار للمرء يسكنها بعد الموت الا التي كان قبل الموت يبنيها

طرائف و أسرار حياة الحسن الثاني الرمضانية(الجزء الثاني) Empty
مُساهمةموضوع: طرائف و أسرار حياة الحسن الثاني الرمضانية(الجزء الثاني)   طرائف و أسرار حياة الحسن الثاني الرمضانية(الجزء الثاني) I_icon_minitimeالأحد 30 سبتمبر 2007, 15:49


الحسن الثاني كائن الليل وحكاياته
طرائف و أسرار حياة الحسن الثاني الرمضانية(الجزء الثاني) 17571409

القليلون من المغاربة يعرفون أنه خلف المظهر المتجهم للحسن الثاني، كما كان يبدو على شاشة تلفزة دار لبريهي، كان ثمة شخص كثير الانبساط في مجالسه الخاصة.. فهو – كأغلب الحكام ذوي السلطات المطلقة – كان يفضل أن ينام الجزء الأكبر من النهار، ليظل مستيقظا ثلثي الليل.. وحينما سئل مرة عن السر في ذلك أجاب: "أفضل أن أنام حين يستيقظ شعبي واستفيق حين ينام" ترى ما الذي كان يقصده بهذا الجواب؟.. ثمة بالتأكيد من يعرف الجواب على هذا السؤال لكنه، "لا يريد، أو بالأحرى لا يستطيع الجهر به".و هناك بالمقابل من يؤكدون بـ "سرور" أنه كانت للحسن الثاني مجالسة الخاصة التي تتوزع على شتى المجالات: مثل نميمة الأزقة والدروب في الأحياء الشعبية، وقراءات ومناقشات لأحدث الكتب بشتى اللغات ومشاهدة "بروفات" التمثيليات الإذاعية والتلفزية قبل بتها على المغاربة و... وبين هذا وذاك الاستماع إلى نكات "جريئة" من وزير دولته الدائم بلا حقيبة مولاي أحمد العلوي". وليس من شك أن مثل هذه المجالس كانت تعرف نكهة خاصة خلال شهور رمضان حيث يطيب السهر والسمر، ولهاتين الكلمتين معنيين خاصين جدا حينما يتعلق الأمر ببلاط ملك حكم المغرب بقوة لمدة ثمانية وثلاثين عاما.

لم يعد سرا على الكثيرين أن الملك الحسن الثاني كان كائنا ليليا بامتياز، ويوصف بهذا النعت الأخير كل امرئ يجعل ليله نهاره والعكس صحيح، ولا مبالغة في ذلك، حيث أن كل الذين ساقهم حسن حظهم أو سوئه، حسب سياق الأشياء، من المغاربة والأجانب، لملاقاة الحسن الثاني، أجمعوا أنهم تُركوا ينتظرون لساعات طوال، كانت تصل في بعض الأحيان لنصف يوم بكامله، وأشهر هؤلاء الصحافي المصري الكبير محمد حسنين هيكل، الذي كتب بعد سنوات طويلة من لقائه بالحسن الثاني في قصر فاس، أنه تُرك ينتظر لساعات طويلة، تأمل خلالها قطع الأثاث الفخم وثريات النور الضخمة، وشبعت خياشيمه من روائح البخور السائرة في أبهاء القصر قبل أن يُطل عليه الحسن الثاني. نعم لقد كان ذلك جزءا من البروتوكول الملكي، على طريقة الحسن الثاني، حيث كان مطلوبا أن يشعر المُسْتَقْبَلُون - بالمبني للمجهول - أنهم إزاء حدث جلل، لكن كانت هناك أيضا تلك الحقيقة البرنامجية ليوم الملك، والذي كان يبدأ عادة بعد الظهيرة، حينما تكون الشمس قد تعبت من إشراقها على الأرض، عندها فحسب، كان يبدأ الحسن الثاني في تطبيق تفاصيل برنامجه اليومي، بمنح مواعيد العمل على بساط ملعب الغولف بدار السلام، حيث كان أعضاء الحكومة يأتونه فرادى، متأبطين ملفاتهم، ليعرضوا عليه آخر المستجدات، التي تتطلب أن يكون الملك على علم بها، ففي ذلك " المكتب " المعشوشب المديد اتُّخذت الكثير من القرارات التي تهم البرامج الملكية، التي سهر على تنفيذها الوزراء الأولون المتعاقبون، وأهمها بطبيعة الحال - أي القرارات - تلك التي اتخذها بمعية وزيرة القوي في الداخلية إدريس البصري. غير أنه حينما ننعت إنسانا ما، بأنه كائن ليلي، فمعني ذلك أن المعني يقضي ليله في سمر يزجي به صمت الكون، حينما تكون الخليقة مخلدة للنوم، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بملك، وليس أي ملك، إنه الحسن الثاني، الذي استطاع أن يظل حاكما مطلقا على المغرب، لمدة لا تقل عن ثمانية وثلاثين سنة، كانت له خلالها تصوراته عما " يجب أن يكون عليه المغرب " وكان مما رآه أن المغاربة " يرتاحون في ظل النظام الشديد التمركز " أي " ضرورة وجود ملك يسود ويحكم " وقد فعل الحسن الثاني كل شيء ليكون على صواب.

إن من الصفات التي تلازم الحاكم المُطلق على طريقة العصور الوسطى في الشرق العربي، ودول الخلافة الإسلامية، منذ الأمويين حتى خلفاء الأستانة الأتراك، أن يكون الحاكم بأمره ذو مجالس للعلماء ووجهاء القوم والشعراء والفنانين والحكواتيين والمضحكين إلخ، ولم يشذ الحسن الثاني عن هذه القاعدة، حيث كان يحرص أن تكون له " مجالسه الخاصة " وبطبيعة الحال فإن هذه الأخيرة لم تكن بذلك الصيت الذي كان للمجالس القديمة للخلفاء، ذلك لأن العصر غير العصر، وقد كان جَعْلُهَا - أي مجالس الحسن الثاني – مشهورة، كفيلا بإثارة فضول صحافة البلدان الغربية، ومن تم انتزاع خصوصياتها " القروسطية " – مصطلح يجمع كلمتي القرون الوسطى – وهو ما لم يكن الحسن الثاني يحبذه بل يفضل بقاءها حبيسة أمكنتها الحميمية، على غرار السواتر الداكنة التي كان يلفها حول جوانب كثيرة من حياته الخاصة، ومنها مثلا أن جناح الحريم في قصره كان " يخزن " عشرات المئات من النساء، وهو الشيء الذي لم يكن معروفا بشكل كاف، اللهم بِضع نُتف من الشائعات تُلاك هنا وهناك وبأصوات خفيضة. نفس الشيء يُمكن سحبه – كما سبقت الإشارة على مجالس الحسن الثاني، حيث كان الأمر يتعلق بمناسبات يومية خاصة جدا، تقتصر على نُخبة النخبة من مساعدي الحسن الثاني في حُكم المغرب.

والآن، وبعد وفاته، بدأت تنطلق الألسن من عقالها، حيث تحدث الكثيرون عن بعض الأوجه الخفية لحياة الحسن الثاني، ومنها مجالسه الخاصة، حيث حكى على سبيل المثال لا الحصر، بعض من مَن كانوا مقربين منه، كيف كان يجعل مجالسه الخاصة جديرة بإحدى حكايات رواية ألف ليلة وليلة، ومنهم مثلا الفقيه " بين بين " مُضحكه الخاص الذي كان يحقنه مستملحات في كبد الليل، قال الشيخ الذي بلغ من الكبر عتيا الآن، للصحافيين الذين سألوه عن بعض أوجه الأنس الليلي الذي كان يُفضله الحسن الثاني، أن هذا الأخير كان يحرص على الاستماع لعيون الشعر العربي، والمستملحات الاجتماعية العربية قديما وحديثا. بيد أن أحد ملامح حياة الليل في حياة الحسن الثاني، وأكثرها أهمية، ظل في حكم المجهول اللهم لدى بعض المطلعين على تفاصيل حياة القصور أيام الحسن الثاني، ومنهم احد مصادرنا، الذي حكى كيف أنه كانت للحسن الثاني عشرة فرق، مهيكلة على أفضل وجه، وكأنها مصالح أو لِجَنٌ إدارية عالية المستوى، ويتمثل تخصصها في جمع المعطيات الثاوية، في تفاصيل الحياة و بطون الكتب، ومنها - حسب مصدرنا - فرقة الملحون مثلا التي كان يرأسها الفنان المعروف محمد الهاروشي، التي كانت، كما يتضح ذلك من اسمها تضطلع بجمع وأداء عيون أشعار هذا الفن المغربي العريق ونعني به الملحون. كما كانت هناك أيضا لجنة الطرب التي كان يرأسها الفنان أحمد البيضاوي، الذي كان يُلقي في مجالس الحسن الثاني، المخصصة لهذا الشق من المسامرات الليلية، شبه محاضرات في موضوع الطرب العربي، وتجدر الإشارة هنا - كما أفادنا مصدرنا – إن الحسن الثاني كان يُلقب الفنان البيضاوي بزرياب الأبيض ذلك لأن زرياب الحقيقي كان أسود البشرة.

كما كانت هناك بعض اللجن المكلفة بالبحث في بطون الكتب الحديثة الصدور باللغات العربية والفرنسية والألمانية والاسبانية والانجليزية، والقيام بتلخيصها قبل عرضها ومناقشتها في مجالس الحسن الثاني، وهو ما كان يجعل مجالس مناقشة الكتب، مناسبة حقيقية لمطارحة الفكر والأدب وشتى مجالات المعرفة. كان المشرف على هذه اللجنة أحمد العلوي، الوزير بدون حقيبة، في أكثر من حكومة على عهد الحسن الثاني، وصاحب اللسان الساخر، والقليلون كانوا يعرفون مدى حس الفكاهة الذي كان يتمتع به إلى جانب قسوته ووقاحته الأسطوريتين، يحكي عنه أحد العارفين ببلاط الحسن الثاني، أن العلوي حينما كان يُلاحظ على مولاه كدرا، كان يستأذن وكأنه سينقل له خبرا هاما جدا، غير أنه سرعان ما كان الحسن الثاني ينفجر ضحكا حين سماعه ل " الخبر " الذي نقله له أحمد العلوي، يقول مصدرنا الذي كان مقربا من بلاط الحسن الثاني، أنه سأل ذات مرة أحمد العلوي، عن فحوى ما قاله للملك حتى تبذل حاله من الكدر الشديد إلى الضحك المقهقه؟ فكان أن أجابه: " قلتُ له البقية في حياتك يا مولاي لقد مات أمين أسرار المثليين في فاس".و كان من بين أعضاء لجنة قراءة الكتب العربية والأجنبية، الدكتور عبد الهادي مسواك، الذي قضى ردحا طويلا من حياته شيوعيا مقتنعا، في حزب التقدم والاشتراكية، قبل أن يترك جماعة علي يعتة، مستقيلا، وقيل أنه تحول إلى " مؤمن ورع " بالقدر خيره وشره، في أواخر حياته، كان الدكتور مسواك يلخص كتب الفكر والسياسة، فيما كان الدكتور عبد الهادي بوطالب يقوم بتلخيص كتب التاريخ والسير والدين. وميزة هذه اللجنة حسب مصدرنا السابق ذكره، أنها كانت تجمع خيرة النخبة المغربية في شتى فروع العلم والمعرفة، وبالعديد من اللغات. و كانت هناك أيضا لجنة التمثيل التي كان يرأسها الطيب الصديقي، ومن أعضائها احمد الطيب لعلج ومحمد حسن الجندي.. ومهمتها كانت هي أداء التمثيليات في حضرة الحسن الثاني قبل تقديمها للجمهور المغربي، في الإذاعة والتلفزة. كما كانت هناك أيضا لجن الأصوات التي كان يترأسها المغني المعروف فتح الله لمغاري، ومن أعضائها عبد الوهاب الدكالي، ويؤكد مصدرنا ان الحسن الثاني لم يكن يتورع عن العزف على العديد من الآلات الموسيقية، خلال أداء الأغنيات في مجالسه الليلية الخاصة. و كانت هناك أيضا لجنة الاستماع المتخصصة في جمع "نبض المجتمع" وكما يفيد اسمها فقد كان أعضاؤها نوع من "الجواسيس" مهمتهم جمع آخر القفشات والتعليقات التي ينتجها الشعب في أعمق قيعانه، وذلك حتى تزدان بها مجالس الملك، باعتبارها مستملحات شعبية مثيرة لشهية الضحك، وليس من شك أن مثل هذه الجلسات كانت تتخذ نكهة خاصة في شهر رمضان، حيث يكون مطلوبا بإلحاح تزويد مجالس الحسن الثاني الليلي بالجديد المضحك من الأخبار والتعليقات الشعبية. ولو تحدث أولئك الذين كانوا يتوزعون على اللجن العشرة التي أحدثها الحسن الثاني لخدمة مجالس أنسه، لتوفرت للصحافيين والمؤرخين مواد دسمة لفهم أبعاد من الشخصية المركبة للحسن الثاني.
للانتقال للجزء 1 2 3 4 5

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.royalmaroc.eur.st/
Kamil
عضو نشيط
عضو نشيط
Kamil


عدد الرسائل : 521
العمر : 38
Localisation : الدار البيضاء
النقاط المكتسبة من طرف العضو : 6146
خاصية الشكر : 0
تاريخ التسجيل : 25/01/2008

بطاقة الشخصية
royal: 1

طرائف و أسرار حياة الحسن الثاني الرمضانية(الجزء الثاني) Empty
مُساهمةموضوع: رد: طرائف و أسرار حياة الحسن الثاني الرمضانية(الجزء الثاني)   طرائف و أسرار حياة الحسن الثاني الرمضانية(الجزء الثاني) I_icon_minitimeالأحد 30 نوفمبر 2008, 20:22

طرائف و أسرار حياة الحسن الثاني الرمضانية(الجزء الثاني) 6ffd86d508
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
طرائف و أسرار حياة الحسن الثاني الرمضانية(الجزء الثاني)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» طرائف و أسرار حياة الحسن الثاني الرمضانية(الجزء الثالث)
» طرائف و أسرار حياة الحسن الثاني الرمضانية(الجزء الرابع)
» طرائف و أسرار حياة الحسن الثاني الرمضانية(الجزء الخامس)
» طرائف و أسرار حياة الحسن الثاني الرمضانية(السادس)
» طرائف وأسرار حياة الحسن الثاني الرمضانية(الجزء الأول)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات المغرب الملكي :: ما كتب و قيل عن ملوك و ملكية المغرب :: منتدى ما كتب و قيل عن الملك الراحل الحسن الثاني-
انتقل الى: