بين الخطيب، في مستهل خطبتي الجمعة، أن الله تبارك وتعالى، وعد عباده المؤمنين الصالحين والمؤمنات الصالحات بالحياة الطيبة في الحياة الدنيا وبحسن المثوبة والسعادة الأبدية في الدار الآخرة، إكراما منه سبحانه وتعالى، على ما قاموا به من صالح الأعمال وما كانوا عليه في حياتهم من البر والتقوى والإحسان وما قدموه من خير ونفع للبلاد والعباد.
وأوضح أن من خصوصيات الإسلام ومحاسنه وكمال مزاياه وفضائله أنه أعطى لمعنى العمل الصالح مدلولا كبيرا ومفهوما واسعا يشمل كل ما يقوم به المسلم نحو ربه من عبادات وطاعات، ونحو البلاد والعباد من أعمال تعود بالخير والنفع على الناس.
وقال الخطيب إننا نستحضر اليوم الروح الطاهرة للملك الصالح المصلح، جلالة المغفور له الحسن الثاني، الذي سيحيي الشعب المغربي، بعد غد الذكرى الخامسة عشرة لالتحاقه بالرفيق الأعلى، مبرزا أن الشعب المغربي المؤمن الوفي يستحضر هذه الذكرى المهيبة بكل تأثر وإكبار وخشوع وإجلال وترحم ودعاء لفقيده الكبير ورائده الملهم الذي قضى زهرة حياته في خدمته وقيادة سفينته إلى مدارج العزة والكرامة والطمأنينة والهناء.
وأضاف أن جلالة المغفور له كان مثالا للملك المتبصر المجاهد، المدافع الصامد الذي حافظ للمغرب المسلم الأبي على دينه وعقيدته وخصوصياته ومميزاته ومقدسات دينه وثوابت وطنه وعلى وحدته والتئام شمله، فأعلى شأنه وسمعته بين بلاد العالم.
وأكد أنه بقدر ما نبتعد، مع مرور الزمن، عن منجزات عهد الحسن الثاني بقدر ما نزداد تقديرا لحنكته وإعجابا بحكمته وصواب اختياراته، فقد كان له صبر الموقنين بنصر ربهم فلم يستفزه المستفزون ولا استخفه طيش المغامرين، إذ عرف كيف يدعم الاستقرار ويصون وحدة البلاد، مشيرا إلى أن الملك الراحل كان بنظره الثاقب عارفا بأولويات المستقبل سواء في توازن السياسة، في عهد تلاطمت فيه أمواج الأفكار، او في توجيه الاقتصاد في وقت كان الناس فيه لا يقدرون خطورة ندرة المياه وأولوية أسباب المعاش وتوفير الغذاء.
كما أكد الخطيب أن خلف الحسن الثاني ووارث سره وأمل المغرب المرتجى، أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يواصل في عهده المبارك ذلكم الجهاد الأكبر المتمثل في المسيرة الإنمائية الكبرى و النهضة الإصلاحية العظمى، في مختلف جهات وأقاليم المملكة، جاعلا من الاهتمام بالعنصر البشري، ورشا هاما من أوراشه الكبرى للنهوض بالوطن بأكمله وتوفير العيش الكريم لجميع شرائح المجتمع.
وأشار إلى أن الخصال الحميدة والسجايا الكريمة التي حبا الله بها أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، سليل الدوحة النبوية الطاهرة، يصدق فيها قول الله تعالى: "و البلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه".
كما يصدق فيها الحديث الشريف عن أبي ذر الغفاري، رضي الله عنه، أنه قال "قلت يا رسول الله، الرجل يعمل العمل ويحمده الناس ويثنون عليه به، فقال عليه السلام، تلك عاجل بشرى المؤمن".
وابتهل الخطيب إلى الله تعالى بأن ينصر أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس ويحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم، وبأن يقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد عضد جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة، كما تضرع إلى العلي القدير بأن يغدق شآبيب مغفرته وسحائب رحمته على الملكين المجاهدين، جلالة المغفور لهما، محمد الخامس والحسن الثاني، ويكرم مثواهما ويطيب ثراهما.
منقول