أدى أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أمس، صلاة الجمعة بمسجد صاحبة السمو الملكي الأميرة للاأسماء بالرباط.
وأشار الخطيب، في مستهل خطبة الجمعة، إلى أن من الصفات التي دعا إليها ديننا القويم ما إن حرصنا عليه عالجنا به ما لا يحصى من المشاكل، وأدركنا به ما لا يعد من الخير والبركات، وعلى رأس هذه الصفات صفة الصدق، لأن الصدق دعامة الفضائل وعنوان الرقي والكمال البشري بالنسبة للمؤمنين الصادقين، وأكبر مظاهر السلوك النظيف في المجتمع، فهو الذي يضمن الحقوق ويوطد الثقة بين الأفراد والجماعات والأسر والعائلات، ويبوئ المجتمع أعلى درجات النبل والفضيلة، وأسمى مراتب الثقة المنشودة.
وأضاف الخطيب أنه لا يستغني عن الصدق عالم محدث، ولا حاكم مخلص، ولا قاض منصف، ولا تاجر أمين، ولا عبد مومن، ولا صغير ولا كبير، ما داموا جميعا يريدون العيش في مجتمع سليم آمن مطمئن، فإذا انعدم الصدق حلت الفوضى ودبت الخيانة بين الناس محل الصدق والأمانة، وأصبحت المعاملات بكل أنواعها في مهب الريح، مبرزا أنه يكفي الصدق ميزة وفضلا، كونه من صفات الله عز وجل، كما جاء في قوله تعالى في محكم التنزيل (وعد الله حقا ومن أصدق من الله قيلا).
والصدق، يقول الخطيب، أظهر صفة تميز بها الأنبياء والمرسلون، حتى قبل بعثتهم، فأصبحت صفة واجبة في حقهم بعدها، حيث وصف الله تعالى في القرآن الكريم ثلة من الأنبياء بالصدق والصديقين في آيات كثيرة، منها قوله عز وجل، بعد ذكر عدد من الأنبياء، (ووهبنا لهم من رحمتنا و جعلنا لهم لسان صدق عليا).
وبين الخطيب أن رسالة الإسلام كلها صدق، والرسول الذي جاء بها رسول صدق، والأمة التي تلقتها بالطاعة والقبول، أمة صدق، مشيرا إلى أن الله أمر كافة المؤمنين بأن يكونوا دائما مع الصادقين المخلصين في عباداتهم ومعاملاتهم، وجهادهم، وإخلاصهم، وتضحياتهم، وجميع تصرفاتهم من أجل الحق وإعلاء كلمة الحق بالحق.
وقال إن للصدق آثارا جليلة منها أنه دليل على الإيمان وسبب لدخول الجنة ومنجاة لصاحبه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، مشيرا إلى قول رسول الله (صلعم) "عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، ومايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ومازال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا".
وبعدما أشار إلى أن الصدق طريق واضح للوصول إلى الجنة التي هي غاية المسلم في هذه الدنيا، وأن الصدق تطمئن له النفوس الكريمة، وهو مصدر لكل فضيلة، والكذب يقلقها وهو مصدر لكل رذيلة، ميز الخطيب بين أنواع الصدق، وهي صدق الحديث، وصدق النية والإرادة، وصدق العزم والوفاء، وصدق الأعمال والأفعال.
وابتهل الخطيب، في الختام، إلى الله عز وجل بأن ينصر أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين، جلالة الملك محمد السادس، نصرا عزيزا يعز به الدين ويعلي به راية الإسلام والمسلمين، ويقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد عضد جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
كما تضرع إلى العلي القدير بأن يغدق شآبيب رحمته ومغفرته على الملكين المجاهدين، جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني ويكرم مثواهما ويطيب ثراهما.
منقول