تنطلق اليوم الجمعة، الزيارة الرسمية التي يقوم بها للمملكة المغربية صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، بدعوة كريمة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتعد هذه الزيارة محطة بارزة في مسلسل تعميق العلاقة الاستراتيجية بين الرباط والدوحة، ومن شأنها أن تعطي دفعة قوية لمحور الرباط – الدوحة، وأن تضعه في سياق واعد، بما يعكس عمق العلاقة الاستراتيجية والتاريخية التي تربط البلدين في مختلف المجالات.
ويسعى المغرب وقطر إلى الانتقال بعلاقاتهما السياسية والاقتصادية من المرحلة التقليدية إلى مستوى التعاون الاستراتيجي، واضعين نصب أعينهما تشكيل نواة صلبة في التعاون العربي العربي.
وقال إدريس الكريني، أستاذ الحياة السياسية والعلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش، "إن العلاقات المغربية القطرية، من حيث المحتوى السياسي والدبلوماسي، تعتبر جيدة، ويظهر، بعد مجيء أمير دولة قطر الجديد، الشيخ تميم، أن تعزيز هذه العلاقات والارتقاء بها إلى المستوى الاستراتيجي أصبح رغبة تحذو القيادتين المغربية والقطرية".
وأضاف في تصريح لـ"المغربية"، أن البلدين يتوفران على "إمكانيات هائلة لبناء شراكات نموذجية، تصلح لتكون رافعة للتعاون الاقتصادي والتجاري، ليس فقط بين المغرب وقطر وإنما، أيضا، بالنسبة للعلاقات العربية العربية، التي ظلت تتسم لعقود بالهشاشة"، موضحا أن "المشاكل، التي اعترضت الدول العربية على المستوى السياسي داخل الجامعة العربية، كان سببها ضعف جانب التعاون الاقتصادي".
ويرى لكريني أن الطموح المغربي القطري في مجال تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية يدخل في صلب اهتمامات المغرب، من أجل خلق محور اقتصادي عربي، قادر على الصمود في وجه التحديات، في أفق بناء قوة سياسية عربية حقيقية.
وتأتي هذه الزيارة لتضيف لبنة أخرى إلى العلاقات المتميزة بين البلدين، اللذين يتطلعان إلى الأفضل، في ظل الحرص الشديد للقيادتين الشابتين في البلدين على التنسيق المستمر في مختلف القضايا الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية.
وتشكل زيارة سمو أمير قطر للمغرب دفعة قوية جديدة لعلاقات البلدين الشقيقين، اللذين يجمعهما من الأخوة الصادقة والقواسم المشتركة ما يحفز على تنسيق يستفيد من عزم البلدين على بذل جهود تنموية نوعية، وأيضا على الاستفادة من القنوات التي أسساها معا، والتي يمكن أن تتدفق منها مجالات التعاون مدرارة، وفي صدارتها اللجنة العليا المشتركة القطرية-المغربية، ومجلس رجال الأعمال بالبلدين، فضلا عن تنوع مجالات الاستثمار المشترك، التي يمكن أن تدر الكثير على البلدين.
وستعطي الزيارة الرسمية لصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني دفعة قوية لشراكة قطرية مغربية متميزة، قادرة على أن تخلق فرصا أوسع في العديد من المجالات، من خلال تقوية دور اللجنة العليا المشتركة المغربية القطرية، ومجلس رجال الأعمال القطري المغربي، سعيا للنهوض بالشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مختلف المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية والاجتماعية والثقافية وغيرها.
منقول