كد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، مساء أول أمس الخميس، بباريس، أنه أمام التحول الصناعي الكبير وإعادة تشكيل خارطة الاقتصاد العالمي، بات الفضاء المتوسطي بحاجة إلى إعادة التموقع من أجل ربح رهان التنافسية.
ودعا مزوار، خلال منتدى نظمه معهد التوقعات الاقتصادية للعالم المتوسطي حول "الرهانات وآفاق التوطين المشترك في المتوسط"، إلى تسريع دينامية الاندماج في هذه المنطقة لخلق القيم بشكل مشترك.
واعتبر أن شراكات أكثر اتساعا وانفتاحا تشكل "تحدي الغد"، مبرزا دور التوطين المشترك في خلق الثروات.
وقال إن "التوطين المشترك يعتبر أحد عناصر التنمية المشتركة"، مؤكدا "أنه لا يمكن إحلال السلام واستتباب الأمن دون تنمية".
وأشار مزوار، من جهة أخرى، إلى أنه يجب النظر إلى إفريقيا على أنها فرصة، داعيا إلى تشجيع الاستثمار في هذه المنطقة.
وشدد بالقول على أن "إفريقيا لا تحتاج إلى المساعدة بقدر ما تحتاج إلى الاستثمارات".
من جانبه، دعا رئيس مؤسسة آنا ليندا، أندري أزولاي، إلى الاستمرار في الإيمان بالمتوسط الذي يجب أن يندرج في دينامية المستقبل".
وقال، في هذا الصدد، "نحن نعيش لحظة يمكن فيها للتاريخ أن يضرب موعدا مع المتوسط"، مبرزا أن التوطين المشترك يمثل الجيل المستقبلي للشراكة الأورو-متوسطية.
وأكد أزولاي أنه "بمقدور التوطين المشترك إضفاء منطق جديد وبث دينامية جديدة على الشراكة الأورو-متوسطية".
وبالنسبة لرئيس مؤسسة آنا ليندا فإن المشروع المتوسطي يتوفر على جميع مكونات مشروع استراتيجي وسياسي وثقافي واقتصادي من شأنه جعل تقاسم القيمة المضافة أكثر توازنا.
من جانبه، حث الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، فتح الله السيجلماسي، على اعتماد مقاربة تدريجية من أجل الاندماج الإقليمي، موضحا أن ضفة جنوب المتوسط تشكل فضاء كبيرا يزخر بالإمكانيات، مبرزا أن منطقة حوض المتوسط تمثل فضاء لفرص هائلة لابد من اغتنامها من أجل جعل الاندماج الإقليمي في خدمة شراكة مربحة للطرفين.
وأعرب عن أسفه إزاء ضعف المبادلات التجارية داخل هذه المنطقة، مسجلا أن معدل هذه المبادلات لا يتجاوز 3 في المائة، مشددا على أن "إفريقيا لها مكانتها الكاملة في هذا الفضاء".
وشكل هذا اللقاء مناسبة لمناقشة العديد من المواضيع ذات الصلة بالتوطين المشترك من بينها شروط وسبل نجاحه.
منقول