مستعرضا الجهود المتواصلة التي يقوم بها جلالة الملك لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة فوق أراضيه المحررة وعاصمتها القدس الشريف.
وذكر الخطابي، في كلمة ألقاها، أول أمس الاثنين، في المنامة، أمام المشاركين في لقاء نظم بمقر جمعية الصحافيين البحرينيين تخليدا لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بالرسالة السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، أخيرا، إلى رئيس اللجنة الأممية المعنية بالدفاع عن الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، التي حث من خلالها جلالته المجتمع الدولي على ضرورة وقف تمادي السلطات الإسرائيلية في سياستها العدوانية ونهج الاستيطان والتهويد وتقويض المساعي السلمية، مشيدا بالجهود الأمريكية لاستئناف المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية، وفق سقف زمني محدد لتحقيق نتائج تفاوضية ملموسة وإيجاد تسوية تنسجم مع قرارات الشرعية الدولية، وتستند إلى رؤية حل الدولتين ومبادرة السلام العربية.
وأضاف أن جلالة الملك جدد دعم المملكة المغربية الكامل والدائم لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة والتاريخية، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة عاصمتها القدس الشرقية، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته، ومواصلة العمل من أجل تمكين الشعب الفلسطيني من تحقيق تطلعاته الوطنية.
وذكر الخطابي بالدور الوازن للجنة القدس كآلية دائمة لمنظمة التعاون الإسلامي عبر المساعي المستمرة والتحركات الفعالة لجلالة الملك محمد السادس مع القوى الكبرى والمنتظم الأممي لصالح القضية الفلسطينية وفي صلبها القدس الشريف.
هكذا، يقول الخطابي، "بفضل هذه العناية الملكية الكريمة تمكنت وكالة بيت مال القدس الشريف، خلال الخمس سنوات الأخيرة، رغم الإكراهات المالية، من تنفيذ جزء مهم من خطتها الاستراتيجية في الميادين العمرانية والصحية والتعليمية وترميم الأماكن المقدسة، باعتمادات قيمتها 30 مليون دولار بمساهمة مغربية وصلت 80 في المائة، فضلا عن ترميم الأماكن المقدسة، سيما في محيط المسجد الأقصى المبارك، علما أن المساهمات في هذه المؤسسة مفتوحة في وجه الدول والهيئات والقطاع الخاص والأفراد".
وشدد الخطابي على أن الجميع مطالب بالانخراط، بروح من الالتزام، في فعل تضامني مدعم للشعب الفلسطيني وقيادته، مرحبا، في هذا السياق، بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بجعل 2014 سنة للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي من شأنه تكريس صدارة هذه القضية العادلة ومركزيتها في الأجندة الدولية، خاصة في ظل تداعيات الوضع الإقليمي الراهن.
وخلص السفير المغربي إلى أن مصير القدس لا يمكن، بأي حال، أن يبقى خاضعا لمنطق القوة والقرارات أحادية الجانب، مؤكدا أن القدس المنحوتة في قلوب المؤمنين بالسلام هي العامل الجوهري والحاسم في الصراع بهذه المنطقة الحساسة ومفتاح السلام، الذي سيحمل آمال انبثاق لحظة تاريخية وضاءة تتوارى فيها نزعات الإقصاء والعنف واليأس وتسطع فيها قيم الحرية والكرامة.
وفي كلمة بالمناسبة، أكدت سميرة رجب، وزيرة الإعلام البحرينية، أن فلسطين وقضيتها "تمركزت في قلب كل عربي، وأن ما يقال من كلمات لا يعبر ولا يحقق الآمال، فهي ماضي وحاضر ومستقبل كل المنطقة، وكانت وماتزال القضية الرئيسة التي تشغل الرأي العام العربي والدولي، ما يحتم علينا الالتفاف حولها من أجل المساهمة في إنهاء معاناة شعب فلسطين العظيم".
من جانبه، ذكر مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام في الخليج العربي، نجيب فريجي، بما أكده الأمين العام للأمم المتحدة في رسالة وجهها بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني من أن "المناسبة تعتبر فرصة للتأمل في الحالة الحرجة التي يواجهها الشعب الفلسطيني لإعادة النظر في المساهمات الجماعية ومسؤوليات الحكومات والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
بدوره، أكد سفير دولة فلسطين لدى المنامة، طه محمد عبد القادر، أن هذا اليوم يأتي لإقرار حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وتحريك وتفعيل الضمير العالمي للوقوف والتضامن مع قضية شعب فلسطين الذي مايزال ينتظر حريته واستقلاله، وأن الشعب الفلسطيني "لن يستسلم ومصر على المواصلة في طريق التحرير، رغم كل الظروف الصعبة، حتى يرفع علم دولة فلسطين".
منقول