اكد محمد بريش، الخبير الدولي المغربي في الدراسات المستقبلية والإستراتيجية، أن البيان الأمريكي-المغربي، الصادر مؤخرا في أعقاب لقاء القمة بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي باراك أوباما بالبيت الأبيض، يعد خارطة طريق جديدة تؤسس للعلاقات المستقبلية بين البلدين.
وأبرز بريش الخبير المغربي المقيم حاليا بقطر، في ورقة تحليلية، توصلت وكالة المغرب العربي للأنباء بنسخة منها، أن ديباجة البيان المشترك تؤكد أن الأمر يتعلق بخارطة جديدة و"في جوانب من بنودها تمارس الحذف والإضافة في قواعد وضوابط العلاقات سابقا، وتفرض نهجا جديدا، بل مستمر التجدد".
واعتبر بريش، في ورقته المعنونة بÜ"ومضات مستقبلية حول البيان المشترك بين الولايات المتحدة والمملكة المغربية"، أن "الهدف من الخارطة الجديدة التي أتى بها البيان تتمثل في ثلاثة أبعاد هي "الأمن والاستقرار والازدهار، في مجال جغرافي يشمل المغرب العربي، وإفريقيا، والشرق الأوسط".
واعتبر بريش، الخبير في الدراسات المستقبلية والإستراتيجية والتنمية لدى منظمات إقليمية ودولية عديدة، أن الطريقة التي صيغ بها البيان ، "تلخص البعد الاستراتيجي لخارطة طريق الشراكة الإستراتيجية"، عبر استكشاف سبل تمكين الولايات المتحدة من دعم المؤسسات الديمقراطية بالمغرب، وسبل التعاون قصد تعزيز التفاهم المتبادل والحوار بين الأديان بالمغرب وفي المنطقة، واستكشاف مبادرات مشتركة للنهوض بالتنمية البشرية والنهوض بالتجارة على أساس اتفاقية التبادل الحر واستكشاف وتعميق خيارات ملموسة لتعاون عملي وتشاركي حول قضايا اقتصادية وتنموية ذات الاهتمام المشترك.
ويرى بريش، أن هذا الاستكشاف الرباعي يملي برنامجا مستقبليا لصيقا بالأهداف الثلاثة لخارطة الطريق الجديدة التي أتى بها البيان لمستقبل للعلاقات بين البلدين، (الأمن والاستقرار والازدهار).
وفي هذا الصدد، دعا بريش الحكومة إلى مراجعة خططها الإستراتيجية في كل ما يهم الجانب الأمريكي، وتحيين المعلومات الخاصة بذلك، واقتراح التشريعات والقوانين، وإنشاء الإدارات والمؤسسات اللازمة لحسن الاستفادة مما تحقق من الزيارة الملكية ومتابعة تنفيذها بدقة (..) ومن تلك المؤسسات المراصد ومراكز الدراسة التحليلية والاستشرافية التي تعنى بالشأن الأمريكي والفاعلين السياسيين فيه.
ويرى بريش، الخبير لدى منظمة (الإسيسكو) ومنسق فريق الخبراء المكلف بصياغة استراتيجية الثقافة الإسلامية، أن البرلمان مطالب بدوره على الخصوص بتوطيد العلاقات مع الأطراف المعنية، وتوفير النسيج التشريعي للاستفادة القصوى من الشراكة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة، داعيا الأحزاب السياسية، على الخصوص إلى مراجعة شمولية للرؤية والسياسة مع الطرف الأمريكي، وتبني منهج المقاربة العلمية، وإعداد أطر سياسية وخبراء في الشأن الأمريكي.
وشدد أيضا على ضرورة أن تعمل الجامعات المغربية على "إنشاء مراكز البحوث والدراسات حول الولايات المتحدة وطرق التعامل مع إداراتها ومؤسساتها وحصيلة تعاونها مع أطراف أخرى إقليمية ودولية، وتأهيل الخبراء المرموقين في الشأن الأمريكي للاستفادة منهم في تفعيل الشراكة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة، وإثراء النقاش النظري والعلمي حول الشراكة الإستراتيجية وسبل تطويرها وتوسيع دائرة الانتفاع منها، وإشراك المحللين الأمريكيين في المناقشات والبحوث لاكتشاف المزيد من سبل التعاون البناء والهادف".
وعلى صعيد جمعيات المجتمع المدني، فالمطلوب Ü يقول بريش- مزيد من الدراية والبحث والتنقيب وتنويع الاتصال مع الجهات الأمريكية المهتمة، وإعداد ملفات محكمة ومشاريع مدروسة، مع دراسة سبل الاستفادة من إنجازها في إطار الشراكة الإستراتيجية مع الطرف الأمريكي.