النواصر (و م ع) ـ شهد قطاع الطيران بالمغرب خلال السنوات العشر الأخيرة ازدهارا ملحوظا ودينامية حقيقية، باعتبار الموقع الذي أضحت المملكة تتمتع به كوجهة مفضلة لدى الفاعلين الرائدين في مجال صناعة الطيران على الصعيد الدولي.
ويعتبر هذا التوسع ثمرة لأجرأة الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي، الذي يحظى بمتابعة سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذي مكن، من خلال عرض تنافسي جذاب، ومساعدات مباشرة عند التكوين، علاوة على بنيات تحتية للاستقبال ذات جودة، من تشييد مراكز حقيقية للتميز، تغطي الإنتاج والخدمات، من جهة، والصيانة والهندسة، من جهة أخرى.
وبالفعل، عرف النسيج الصناعي في مجال الطيران نموا متواصلا، سمح بتعزيز القاعدة الصناعية لقطاع الطيران من خلال تعدد الجهات الفاعلة ذات المرجعية الدولية، وتنويع المهن وتوسيع التموقع على طول سلسلة القيمة.
وحسب وزارة التجارة والصناعة والتكنولوجيات الحديثة، فإن النتائج التي تحققت في هذا المجال تعد واعدة، إذ بلغت صادرات القطاع، خلال سنة 2012 فقط، ما قيمته 6,4 ملايير درهم، أي بمعدل نمو يبلغ 17 في المائة مقارنة بسنة 2008. كما سجل عدد العاملين بالقطاع، الذي يبلغ 9 آلاف و500 عامل، نموا بنسبة 14 في المائة خلال الفترة نفسها.
وحسب المصدر ذاته، فإن تدشين جلالة الملك للمحطة الصناعية المندمجة للنواصر "ميدبارك"، وإعطاء جلالته انطلاق أشغال مصنع شركة "بومبارديي" الكندية بالمغرب، أمس الاثنين بالنواصر، يبرز الأشواط المهمة التي قطعتها المملكة نحو تطوير هذه الصناعة ذات المؤهلات الكبرى، وكذا الدينامية المتواصلة التي يشهدها هذا القطاع يوما عن يوم.
ويعتبر مصنع "بومبارديي" أول مصنع يفتح أبوابه بمحطة "ميد بارك"، وسيشكل قاطرة جديدة لتنمية قطاع الطيران، بالنظر للانعكاسات الاقتصادية المنتظرة على مستوى تنمية الصادرات المغربية والنسيج الصناعي المحلي.
ويكرس إحداث هذا المصنع بالمغرب المكانة المهمة التي أضحت المملكة تتمتع بها لدى الفاعلين الدوليين في مجال صناعة الطيران، إذ استقرت بها مجموعات ذات صيت عالمي مثل شركات "بوينغ" و"زودياك" و"ليزي" و"داهر" و"إيدس" و"سافران" وغيرها.
من جهة أخرى، يعكس إحداث معهد مهن الطيران الذي أشرف جلالة الملك على تدشينه في ماي 2013، مدى الاهتمام بعنصر تكوين الموارد البشرية. وقد فرضت توسعة المعهد نفسها مؤخرا، نظرا للطلب المتزايد على الموارد المتخصصة الذي تم التعبير عنه بشكل مكثف، وبالخصوص مع انطلاق أنشطة مجموعة "بومبارديي".
ومكن هذا المعهد، منذ مباشرة عمله، من تكوين حوالي 940 متدربا (منهم 368 فردا في التكوين المستمر بتخصص الإدارة الوسطى) مع نسبة إدماج بلغت 100 في المائة. وتعتبر هذه الإنجازات بمثابة إشارة قوية تؤكد الالتزام الراسخ برفع قطاع الطيران إلى مستويات أعلى من القدرات التنافسية. كما تأتي لتعزيز المكتسبات على مستوى البنيات التحتية الصناعية، مما سيسمح بتوضيح الرؤية بشكل أفضل بالنسبة للمستثمرين المغاربة والأجانب.
منقول