قالت الأستاذة الجامعية المغربية فاطمة الزهراء طموح إن المكاسب التي حققتها المرأة المغربية٬ لاسيما من خلال مدونة الأسرة والدستور الجديد٬ بوأتها مكانة متميزة في العالمين العربي والإسلامي٬ مؤكدة أنه ما كان ليتحقق لها ذلك لولا وجود إرادة سياسية قوية وقناعة راسخة.
وذكرت فاطمة الزهراء طموح٬ في محاضرة ألقتها مساء أمس الاثنين بالمركز الثقافي المغربي بنواكشوط تحت عنوان " التحولات الاجتماعية وأوضاع المرأة المغربية "٬ حضرها لفيف من الوزيرات وعضوات مجلس الشيوخ والسفراء والباحثين والمثقفين والإعلامين الموريتانيين٬ بأن المغرب عرف عدة إصلاحات هيكلية وقانونية في مجال النهوض بحقوق المرأة سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي٬ مسجلة أن هذه المسؤولية تقاسمتها الدولة والمجتمع ممثلا في الأحزاب السياسية والنخب الفكرية والمنظمات النقابية والهيئات الحقوقية والجمعيات.
وسلطت فاطمة الزهراء طموح في مستهل محاضرتها الضوء على نماذج نسائية مشرقة في التاريخ المغربي الذي سجل نبوغ المرأة المغربية وإسهاماتها الفعلية والفعالة في مجالات شتى .
واستحضرت في هذا الصدد زينب النفزاوية زوجة يوسف بن تاشفين٬ التي سجل لها التاريخ بروزها في الواقع السياسي والاجتماعي٬ والسيدة الحرة٬ التي تولت مسؤولية أمير الحرب بعد وفاة زوجها نظرا لما تميزت به من شخصية قوية وحنكة كبيرة في إدارة النزاعات٬ وخناثة بنت بكار زوجة السلطان مولاي إسماعيل٬ التي قامت بدور هام في تثبيت أركان الدولة العلوية بالمغرب.
واستعرضت المحاضرة أبرز التحولات الاجتماعية التي شهدها المغرب منذ عهد الحماية إلى ما بعد الاستقلال٬ مبرزة أن مظاهر هذه التحولات تتجلى على الخصوص في المكانة المتميزة التي أضحت تقتعدها المرأة المغربية واكتساحها لفضاء العمل حيث أصبحت شريكة في مسلسل التنمية وتتولى مهام مختلفة في مجالات شتى.
وذكرت في هذا السياق بأن نحو 20 بالمائة من الأسر المغربية تعيلها نساء وأن عدد الطبيبات يمثل الربع في الهيئة الطبية الوطنية وتشكل الموثقات نسبة 38 بالمائة وما يزيد عن 30 بالمائة في هيئة المحامين و40 بالمائة في مجال الصيدلة و31 بالمائة تشتغلن في قطاع الوظيفة العمومية و25 بالمائة في سلك التعليم الجامعي ٬ فضلا عن تعزيز المرأة منزلتها في المؤسسات المنتخبة على الصعيدين المحلي والوطني .
بيد أن المحاضرة لاحظت أنه رغم كل ما تحقق من مكتسبات وإنجازات فإن المشكل الذي ما يزال قائما يتمثل في "تأنيث الفقر"٬ متوقفة عند المبادرات التي أطلقت والإجراءت التي اتخذت للحد من هذه الظاهرة٬ ومنها على الخصوص المبادرة الوطنية للتنمية للبشرية٬ التي استفادت منها النساء بشكل كبير٬ والقروض الصغرى لتمويل مشاريع مدرة للدخل٬ وإحداث صندوق دعم لتقوية قدرات النساء التمثيلية .
وعبرت عن الأمل في أن تساهم هذه المبادرات وغيرها في ابراز صورة المرأة الحقيقية خاصة في وسائل الإعلام وتغيير العقليات وفق رؤية تكرس عدم التمييز في النوع الاجتماعي بما يبرز قدرة المرأة ويعزز دورها ومشاركتها الفاعلة في بناء مغرب حديث٬ديموقراطي ٬متضامن ومتطور.
وخلصت الأستاذة فاطمة الزهراء طموح إلى أن الأشواط التي قطعها المغرب في مجال إقرار حقوق المرأة وتقوية تمثيليتها من خلال الإصلاحات الجريئة والرائدة لتكريس ثقافة حقوق الإنسان عموما? وحقوق المرأة على وجه الخصوص٬ باتت تشكل نموذجا يحتذى به في العالمين العربي والإسلامي .
يذكر أن الأستاذة فاطمة الزهراء طموح ألقت دورسا ومحاضرات على مدى أسبوع أمام طلبة شعبة الماسترز في التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة نواكشوط.
منقول