ونوهت المشاركات في هذا المؤتمر، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، بمدونة الأسرة والمقتضيات الدستورية الجديدة التي تنص على مكافحة كافة أشكال التمييز، وكذا بالعديد من المبادرات الرامية إلى إدماج أفضل للمرأة في النسيج الإنتاجي من قبيل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية .
وتطرقت مريم بنصالح شقرون، رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، خلال هذا الحفل الذي ترأسته صاحبة السمو الملكي الأميرة للامريم، وتميز بتلاوة الرسالة السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين في هذا الحدث الدولي، إلى "التجربة المغربية الرائدة على مستوى العالم العربي والإسلامي، من أجل الرقي بمكانة المرأة حتى تكون في صلب الدينامية التنموية ويكون المستقبل للنساء".
وقالت، في هذا الصدد، إن هذه الرؤية القائمة على مقاربة النوع تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك "مكنتنا في ظرف سنوات من تحقيق ما أنجزه الغرب خلال قرن ونصف"، مذكرة بالخصوص بإصلاح مدونة الأسرة سنة 2004 والمقتضيات الجديدة التي جاء بها دستور 2011، من أجل النهوض بوضعية المرأة، في ظل مغرب حداثي وديمقراطي.
وسجلت بنصالح شقرون أن النساء اكتسبن الثقة في أنفسهن وأصبحن فاعلات رئيسيات في الحياة السياسية والاقتصادية.
وأبرزت أن المقاولة النسائية تعتبر واقعا اقتصاديا يتعين أخذه بعين الاعتبار، مشيرة إلى أن النساء يشغلن نسبة 20 في المائة من مناصب إدارة المقاولات على المستوى العالمي، فيما يصل هذا العدد بالمغرب إلى 12 ألفا، بنسبة 10 في المائة من النسيج المقاولاتي.
واعتبرت أنه ليس من قبيل الصدفة أن يصنف المغرب اليوم من بين البلدان الأكثر أداء في العالم في ميدان المقاولة النسائية، مضيفة أن التصنيف العالمي للمقاولات على المستوى العالمي والقائم على النوع، يضع المملكة في المرتبة 13 متقدمة على البرازيل ومصر والهند.
من جهتها، أشادت رئيسة جمعية النساء رئيسات المقاولات بالعالم، لورا فراتي غوتشي، بتنظيم هذا المؤتمر بالمغرب للمرة الثانية، معربة عن امتنانها للرعاية السامية التي تحظى بها أشغال هذه التظاهرة.
وأوضحت أن هذا المؤتمر يشكل مناسبة سانحة لتدارس وتبادل التجارب والنهوض بالممارسات الفضلى لدفع النساء إلى لعب دورهن كاملا في التنمية، وتعزيز حضورهن في مختلف القطاعات الاقتصادية.
كما يعد هذا الحدث الدولي، الذي يضم مشاركات من مختلف أنحاء العالم، تضيف لورا فراتي، فرصة للنضال من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين وضرورة تكافؤ الفرص في ما بينهما وضمان نفس الحق في التعليم والتكوين، التي تعتبر شروطا أساسية لاندماج فعال في النسيج الاقتصادي وإرساء مقاولة حرة.
من جهتها، اعتبرت ليلى ميارا برادة، رئيسة جمعية النساء رئيسات المقاولات بالمغرب، أن اختيار موضوع هذا المؤتمر ليس من قبيل الصدفة، نظرا لكون الاستثمار المسؤول والأداء الفعال من صميم اهتمامات جميع البلدان ويرتكز على القيم الإنسانية والاجتماعية والأخلاقية التي أصبحت السمات المميزة للاقتصاديات الأكثر تنافسية.
وأكدت أن وجود المرأة إلى جانب الرجل في ميادين متعددة يخلق نوعا من المنافسة الشريفة والإيجابية وجوا من التنافس المثمر ويحقق مساهمة كل مكونات المجتمع في مسار التنمية.
وأبرزت أن احتضان المغرب يعكس دينامية النساء سيدات الأعمال، ويؤكد من جديد المكانة التي تحظى بها المرأة، باعتبارها إحدى الدعامات المستقبلية للمملكة القوية بنظامها الملكي ومؤسساتها الراسخة ومجتمعها المدني المعروف بديناميته.
وبعد أن استعرضت جملة من المكتسبات التي تحققت لفائدة المرأة المغربية، شددت برادة على ضرورة بذل المزيد من الجهد على مستوى التمثيلية والتوازن الحقيقي بين الرجل والمرأة على صعيد هيئات اتخاذ القرارات وضمان حق المرأة في المشاركة الوازنة والفاعلة، في إطار قيم المساواة والعدالة الاجتماعية، معتبرة أن هذا المبتغى لن يتسنى تحقيقه دون تعبئة كل القوى الحية للمجتمع وانخراطها في هذا الورش المهم.
من جهتها، أبرزت الشيخة حصة سعد العبد الله الصباح، رئيسة مجلس سيدات الأعمال العرب، أن المشاريع الصغرى والمتوسطة تحتل مكانة كبرى في صناعة القرار بالعالم على الرغم من تكلفتها المنخفضة، مقارنة مع المشاريع العملاقة.
وأشارت إلى أن هذه المشاريع، التي تعتبر سائدة بالعالم العربي حيث تشكل حوالي 90 في المائة من مجموع المؤسسات الاقتصادية الخاصة، حققت نتائج ملموسة جدا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، من خلال تعبئة الموارد البشرية واستيعاب نسبة كبيرة منها.
كما تعد هذه المشاريع، تضيف حصة الصباح، المحرك الأساسي للتنمية ومعالجة الفقر والبطالة، فضلا عن مساهمتها في خلق مجتمع ينعم بالاستقرار والأمن.
وأكدت، من جهة أخرى، أنه في ظل المتغيرات الاقتصادية الهائلة التي يشهدها العالم بشكل عام والوطن العربي بصفة خاصة، أضحى من الضروري دعم ومواكبة ومساندة هذه المشاريع الصغرى والمتوسطة، من أجل تجاوز المشاكل التي تعترض طريقها والمرتبطة بالخصوص بالقروض والسياسات المالية والضريبية والتشريع واللوائح القانونية.
وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر بتلاوة الرسالة السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين فيه، من قبل مستشارة صاحب الجلالة، زليخة نصري.
ويعرف هذا الحدث الدولي مشاركة أزيد من 700 رئيسة مقاولة ينحدرن من 70 بلدا من مختلف أنحاء العالم.
وتشكل هذه التظاهرة، المنظمة ما بين 25 و28 شتنبر الجاري حول موضوع "سيدات الأعمال: قيم أكيدة من أجل أداء مستدام"، فضاء لالتقاء النساء اللائي برزن في المشهد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي لبلدانهن، من أجل تقاسم خبراتهن وإنجازاتهن المهنية والشخصية، وتبادل أفضل ممارسات الحكامة وتطوير شبكات وفرص الأعمال.
كما يعتبر هذا المؤتمر مناسبة سانحة لطرح الإكراهات والمعيقات التي تعترض تطور المقاولة النسائية، واكتشاف مسارات جديدة للتعاون وتبادل القيم المشتركة للنهوض بهذه المقاولة وإعداد أجيال جديدة من المقاولة النسائية.
ويتضمن برنامج هذا الحدث العالمي العديد من الجلسات والورشات، ينشطها خبراء وأصحاب قرار من مستوى عال، تتناول مواضيع مختلفة ذات صلة بعالم المقاولة من قبيل مناقشة الدور الرئيسي للنساء رئيسات المقاولات في الأداء المستدام للمقاولة والمجالات الترابية، باعتبارها مؤهلات لتحقيق التنمية، وفرص الاستثمار بإفريقيا وبلدان الخليج، والنهوض بالتصدير بالمقاولات النسائية، والابتكار، والمسؤولية الاجتماعية.
كما يتناول المشاركون في هذه التظاهرة الدولية، المنظمة من قبل جمعية النساء رئيسات المقاولات بالمغرب، محاور أخرى تنصب حول "سيدات الأعمال بدول الخليج والاستثمار"، و"المغرب كشريك استراتيجي"، و"استثمار مسؤول اجتماعيا من أجل أداء مستدام".
منقول