إن ظهور الأميرة للا سلمى بجانب زوجها واضطلاعها بجملة من المهام، وجرأتها على تغيير كل ما ترى أنه لا يتماشى مع العصر، والتصدي لجملة من العادات غير الإيجابية، أعطى للمغرب صورة جديدة وعصرية، لا سيما خارج الحدود. وإذا كان الملك وعقيلته قد كسرا تقليدا جرى العمل به في المغرب منذ زمن بعيد، عبر تمكين زوجة الملك من القيام بدور فعال ومرئي في الحياة العامة، فإن هذه الخطوة أبهرت المغرب قبل المغاربة، ولعل أولى الصور التي أعطت الانطلاقة لهذا الانبهار، تلك التي التقطتها وسائل الإعلام المغربي عند استقبال الملك محمد السادس وزوجته ملك وملكة اسبانيا في مطار مراكش، آنذاك ظهرت الأميرة للا سلمى بالقرب من زوجها بتواضع، وخصلات شعرها الأحمر يتلاعب بها النسيم.
آنذاك كانت تبدو كلها ثقة بنفسها. وهذا ما أكد أن الإعلان عن خطبة الملك ثم زفافه، بعد اكتشاف المواطنة المغربية التي سلبت قلبه حتى قبل أن يصبح ملكا، لم يكن مجرد مشهد عابر للتكيف مع روح العصر، وإنما هو حلقة من حلقات الرؤية الملكية لمغرب الغد. وقبل هذا كان الملك قد أنجز خطوة أولى، فيما يتعلق بمسألة الحريم، وعندما أنجبت للا سلمى ولي العهد، نشرت صورة الملك يحمل الأمير المولود وبجانبه عقيلته.
آنذاك نشرت جملة من الصحف المغربية أن الأميرة للا سلمى مصممة على لعب دور السيدة الأولى بالمغرب، ومنذ ظهورها الأول أصبحت شخصية عمومية شعبية، تقلد المغربيات طريقة لبسها وتسريحة شعرها، وهذا مظهر من مظاهر الصورة الجديدة والعصرية للمغرب التي ساهمت الأميرة في ترويجها داخل البلاد
منقول