شكل التواصل الرسمي وغير الرسمي بين القيادات الفلسطينية والمغربية خلال الشهر المنصرم نقطة ضوء جديدة في مسار الحوار الفلسطيني-الفلسطيني بتدخل مغربي، فيما اعتبرت رسالة محمود عباس، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، الهاتفية الموجهة للملك محمد السادس وكذا الدعوة الرسمية التي وجهها رئيس الحكومة المقالة بغزة اسماعيل هنية لرئيس الحكومة عبد الاله بنكيران، اعترافا ضمنيا بتلك الجهود وبقوة حضور المغرب في القضية الفلسطينية.
محمود عباس شكر محمد السادس لجهوده تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني٬ معبرا له عن ارتياحه لانعقاد اجتماع المصالحة الفلسطيني-الفلسطيني الذي جمع معظم الفصائل الفلسطينية والمنعقد بحر هذا الشهر بالصخيرات، مُعربا عن أمله الكبير في أن يتواصل الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني تحت رعاية الملك، الذي يرأس حاليا لجنة القدس، خلفا للحسن الثاني، والتي تأسست بتوصية من المؤتمر السادس لوزراء خارجية بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي سنة 1975م بفاس.
من جهة أخرى، شكل لقاء الصخيرات التصالحي بين الفصائل الفلسطينية المنعقد أخيرا في بوزنيقة ما بين 13 و15 يناير، والذي جاء استجابة لدعوة حزب الأصالة والمعاصرة، وما تلاه من "إعلان الرباط" حول المصالحة الفلسطينية، لحظة "تاريخية" لإعادة الاعتبار لدور المغرب من جديد في حشد الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني وفكّ الحصار الذي تفرضه "إسرائيل".
اللقاء الذي اعتبر مناسبة لحوار وطني جمع مختلف أطياف العمل السياسي الفلسطيني، والذي سبق لقاء المصالحة المنعقد بالقاهرة بين وفدي "فتح" و"حماس"، اعتبره المعنيون محطة للحديث والبحث عن سُبل وآليات دعم تطبيق المصالحة بين كافة الفصائل الفلسطينية.
الفرصة كانت مناسبة لممثل حكومة "حماس" المُقالة، غازي حمد، وكيل وزارة الشؤون الخارجية الفلسطينية، من أجل دعوة رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران، لزيارة قطاع غزة الذي لا زال يعاني من تداعيات الحصار والعدوان "الإسرائيلي" الأخير في نونبر 2012، حيث وجه غازي دعوة رسمية إلى بنكيران، بالنيابة عن رئيس الوزراء في الحكومة المقالة إسماعيل هنية، لزيارة القطاع، في الوقت الذي تغيبت فيه الدبلوماسية المغربية عن الحضور مع أي وفد عربي زائر لغزة السنة الماضية.
من جهة أخرى، عبر سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، أثناء مشاركته في الدورة الـ12 للقمة الإسلامية بالقاهرة، على أن المغرب، الذي يرأس لجنة القدس، وباقي الدول الإسلامية، وجهوا دعوة واضحة للقِوى المؤثرة من أجل الضغط على "إسرائيل" لتوقيف عمليات الاستيطان من خلال توفير الإمكانات اللازمة لدعم صمود الشعب الفلسطيني حتى يتمكن من انتزاع حقوقه المشروعة.
وكانت أصوات مغربية ارتفعت عشية العدوان الأخير على غزة داعية الدبلوماسية المغربية إلى القيام بزيارة تفقدية وتضامنية مع القطاع المنهوك بالحصار والدمار، خصوصا بعد زيارة كل من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس الوزراء المصري هشام قنديل، ووزير خارجية تونس رفيق عبد السلام، في وقت استغرب الجميع من تبرير وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني، عدمَ زيارته لغزة رفقة وفد وزاري عربي، بمناقشة مشروع قانون المالية لسنة 2013.. الوفد العربي ضم حينها الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزراء الخارجية لدول تركيا ومصر والسودان وتونس وفلسطين ولبنان والعراق والأردن والسعودية وقطر.
منقول