دروس وعبر من فتنة وثورة ابن الأشعث

انتهت فتنة خروج ابن الأشعث بانتحار الأخير وهزيمة جيشه، ولقد رأيت أن آتي بالحوار الذي جرى بين الحجاج بن يوسف الثقفي والإمام الثقة عامر الشعبي الذي كان ممن تأثر بابن الأشعث وخرج معه: فأمر الحجاج أن يؤتى بالشعبي فجيء به حتى دخل على الحجاج .

قال الشعبي :
فسلمت عليه بالإمرة ، ثم قلت :
أيها الأمير ، إن الناس قد أمروني أن أعتذر إليك بغير ما يعلم الله أنه الحق ،،،
ووالله لا أقول في هذا المقام إلا الحق ،،،
قد والله تمردنا عليك وحرضنا ، وجهدنا كل الجهد ، فما كنا بالأتقياء البررة ، ولا بالأشقياء الفجرة ،،،،
لقد نصرك الله علينا ، وأظفرك بنا ، فإن سطوت فبذنوبنا ، وما جرت إليك أيدينا ، وإن عفوت عنا فبحلمك ، وبعد فالحجة لك علينا .

فقال الحجاج لما رأى اعترافه وإقراره :
أنت يا شعبي أحب إلي ممن يدخل علينا يقطر سيفه من دمائنا ، ثم يقول ما فعلت ولا شهدت ، قد أمنت عندنا يا شعبي .

ثم قال الحجاج :
يا شعبي كيف وجدت الناس بعدنا يا شعبي ؟ وكان الحجاج يكرمه قبل دخوله في الفتنة .
فقال الشعبي مخبرا عن حاله بعد مفارقته للجماعة :

(( أصلح الله الأمـير ؛ قد اكتحـلت بعدك السـهر !! واستـوعرت السـهول !! واستجلـست الخوف !! واستحليت الهم !! وفقدت صالح الإخوان !! ولم أجد من الأمير خلفا !! ))
فقال الحجاج :
انصرف يا شعبي ،،،،،،، فانصرف آمنا .


ثم شرع الحجاج في تتبع أصحاب ابن الأشعث ، فقتلهم مثنى وفرادى !!! حتى قيل إنه قتل منهم بين يديه مائة ألف وثلاثين ألفا !!!