اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم يا رحيم واللعن عدوهم ’’’
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته’’’
وأنت في حلّ ممّا قلته
يوجد شخص اسمه \"الحسين بن الحسن\" ابن عم الإمام زين العابدين عليه السلام.... كان يحمل في قلبه عداءً لشخص الإمام عليه السلام... ذات يوم كان الإمام عليه السلام جالساً في المسجد..
دخل \"الحسن بن الحسن\" عليه فما أن وقعت عينه على الإمام... حتى انهال عليه يشتمه ويكيل له الأذى... والإمام عليه السلام بكل إكبار وإجلال التزم الصمت.. فلما انصرف قال الإمام عليه السلام لجلسائه: \"قد سمعتم ما قال هذا الرجل، وأنا أحبّ أن تبلغوا معي حتى تسمعوا ردّي عليه\" فلما جنّ الليل جاء الإمام إلى دار ابن عمه طرق الباب بأنامله الشريفة وقال: \"يا أخي\"... ثم أخذ الإمام عليه السلام يقول:
{والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحبُّ المحسنين}
...خرج الرجل وعيناه تبرقا شراً، حاملاً في قرارة نفسه أنه جاءه راداً عليه الكلام الذي صبه في إذن الإمام عليه السلام ولكن صوت الإمام قطع أفكاره التي تجول في نفسه.. قائلاً له: \"يا أخي إنك قد وقفت عليَّ آنفاً وقلت ما قلت فإن كنت قد قلت ما فيَّ فأنا أستغفر الله منه، وإن قلت ما ليس فيَّ فغفر الله لك\".
ما إن طرقت هذه الكلمات سمعه حتى أقبل معتذراً من الإمام عليه السلام وقال: لقد قلت ما ليس فيك، وأنا أحق به... ثم قال: والله لا عدتُ إلى أمرٍ تكرهه...رد عليه الإمام زين العابدين عليه السلام قائلاً: \"وأنت في حلّ ممّا قلته\".