[color=pink]
انحراف الطفولة.. وعلى من نلقي اللوم..؟
بقلم: سعد رفعت راجح
لماذا ينحرف الطفل؟ .. سؤال يتبادر إلى خلد الكثير منا.. ليس على مستوى الأفراد العاديين فحسب بل وعلى مستوى علماء النفس والتربية والمختصين.. ونؤكد في البداية للجميع أن إنحراف الطفولة ليس واحدا من الصفات الوراثية كما تشير إلى ذلك المدرسة القديمة في علم النفس معتمدة على المثل الشائع والخاطئ ( من شابه أباه فما ظلم ) .. فما هي إذن البواعث الحقيقية التي تحدو بالطفل ليقع في هذا المستنقع الأسن من العقوق والتمرد ضد القيم والمبادئ الأخلاقية والخروج عن الجاد والصواب .. لا شك أن انحراف الطفولة يرجع إلى الوسط والبيئة.. بما في ذلك رفقة السوء وسوء التربية وسوء البيئة.. والظروف الإقتصادية والإجتماعية التي يعيشون فيها وفي ظلها.. ولكن الدراسات ترجئ انحراف الطفولة إلى الآتي:
أولا الأسرة: والأسرة من المؤسسات الإجتماعية والتي تشكل فيها شخصية الطفل ويتطلب فيه ما يسميه علماء النفس ( بالتهييج العام ) .. وكلما كانت الأسرة يخيم عليها جو من الهدوء خرج الطفل عقلانيا يحكم على الأمور من خلال الأطر التي حددها الدين والمجتمع الذي يحيا فيه.. أما إذا كانت العلاقة بين أفراد الأسرة ملتهبة وخاصة بين الأبوين وتتسم بالتفكك وعدم مراقبة الأطفال.. فالأسرة إذن إما أن تخرج لنا المهندس والمدرس والطبيب والعامل الناجح وإما أن تخرج لنا قوافل من المتشردين والمنحرفين.
ثانيا رفقاء السوء: ومن العوامل التي يعزي إليها إنحراف الطفولة، رفقة السوء ويأتي هذا العامل في المقام الثاني حيث إن ترك الأسرة للطفل ( الحبل على الغالب) للتعرف على شرذمة السوء والتي ينجرف في تيارهم غلى هوة سحيقة يصعب بعد ذلك الخروج منها، وما تناول المخدرات وتعاطي المنبهات والمنشطات في مرحلة الطفولة المتأخرة يرجع السبب فيه ما يسمى بطباع الشارع (رفقاء السوء ) وبسبب تحرر الذكور من رقابة الأسرة فإن انحرافهم أكثر من الإنات.
ثالثا الإعاقة: ولا شك ( أن كل ذي عاهة جبار) فقد أتيت الدراسات المسحية لعلماء النفس أن الإعاقة الجسدية والأمراض العقلية والنفسية التي يصعب العلاج منها باعث من بواعث الإنحراف عند الأطفال، فالطفل المعوق ينحرف منتقما من مجتمعه ذلك المجتمع الذي أواه ولم يمد له يد الرحمة.
ويسألونك عن العلاج:
1- على الأسرة تنشئة أطفالهم تنشئة إسلامية وأخلاقية سليمة.
2- على الأب التنبه لأي تغيير في سلوك طفله.
3- على المدرسة عمل الآتي:
أ- الندوات التي تدعو إلى الإستقامة وتحقر الإنحراف بكل أشكاله.
ب- إقامة الأنشطة: رياضية.. ثقافية.. فنية تحت شعار ( لا للإنحراف ) ..إقامة مسابقات.. تخصيص جوائز للطلبة المثاليين.
[color:bf6a=pink:bf6a]لا شك أن العلاج يحتاج إلى بذل مجهود كبير مخلص الذي هو الأمل لبناء أمهات المستقبل ورجال الغد المرتجى لأمة عربية إسلامية قوية.