انطلقت اليوم الثلاثاء ببوزنيقة أشغال لقاء دراسي ينظمه المرصد الوطني لحقوق الطفل، تحت رئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، رئيسة المرصد، حول موضوع "تربية وحماية الطفولة المبكرة: الأسس والأهداف والوسائل"، وذلك تخليدا لليوم العالمي للطفل.
وأكدت السيدة نزهة الصقلي وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، في كلمة بالمناسبة، أن المغرب قطع أشواطا هامة في مجال حماية الطفولة وأخذ على عاتقه المساهمة في تحقيق "عالم جدير بأطفاله" من خلال الخطة الوطنية العشرية للطفولة.
وركزت الوزيرة على أولويات الخطة المتمثلة أساسا في حماية الطفولة من الاستغلال والعنف وسوء المعاملة، مستعرضة جهود الوزارة في هذا السياق، لاسيما العمل على تفعيل برامج تتوخى النهوض بالتربية ما قبل مرحلة التمدرس وتجاوز النقص الحاصل فيما يخص المربيات والوسائل والآليات البيداغوجية الخاصة بالطفولة المبكرة.
ومن جهته، ذكر السيد أحمد أخشيشن وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي بأبرز الأوراش الوطنية التي تم فتحها، وخاصة ورش الميثاق الوطني للتربية والتكوين والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وأبرز السيد اخشيشن، في كلمة تُليت نيابة عنه، أن قطاع التربية الوطنية فتح عدة أوراش لدعم تعميم وتنمية وتحسين جودة التعليم الأولي في إطار التعاون الدولي وكذا من خلال إبرام اتفاقيات شراكة وتعاون مع أطراف متعددة، مشيرا في هذا السياق إلى أن عدد الأطفال الذين التحقوا بمؤسسات التعليم الأولي برسم السنة الدراسية 2006 -2007 بالوسطين الحضري والقروي بلغ702 ألف و522 طفلة وطفلا.
وخلص إلى أن قطاع التربية الوطنية يركز استراتيجية تعميم وتنمية وتحسين جودة التعليم الأولي، إضافة إلى تظافر مجهوداته، على تشجيع أسلوب الشراكة مع مختلف الفاعلين المحليين والجهويين في القطاع، بهدف جلب وإشراك وتعبئة القطاعات الحكومية الأخرى والجماعات المحلية والمجتمع المدني من أجل إنجاح هذا الورش الوطني..
أما السيدة نوال المتوكل وزيرة الشباب والرياضة، فتوقفت عند الدور الهام الذي يضطلع به المرصد الوطني لحقوق الطفل "الذي أصبح بحق فضاء للحوار وتبادل الخبرات ومجالا لممارسة حقوق الطفل من طرف الأطفال أنفسهم، من خلال تشكيل برلمان الطفل، الذي يهدف إلى ضمان تمثيلية الطفل المغربي في جميع ربوع المملكة".
وعبرت السيدة نوال المتوكل في كلمة تُليت نيابة عنها ،عن أملها في أن يخرج هذا اللقاء الدراسي بنتائج إيجابية وتوصيات هامة من شأنها "تعزيز رصيدنا العملي المرتبط بمجال الطفولة".
وبدوره، قال السيد سعيد راجي المدير التنفيذي للمرصد الوطني لحقوق الطفل إن هذا اليوم الدراسي يتوخى تعميق نقاش هادف على أساس رؤى ومقاربات مندمجة ومتكاملة وشمولية وكذا من منطلق ضرورة إشراك ومشاركة الفاعلين الجمعويين والشركاء والخبراء العاملين والمهتمين بقضايا الطفولة.
وأبرز أن صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم أولت عناية قصوى لهذا الموضوع حيث شددت على "إتاحة المزيد من الفرص أمام أطفالنا الأكثر حرمانا والأصغر سنا لاكتساب العلم والمعرفة والتمتع بحياة أفضل.."، مضيفا أنه "بهذه الرؤية المؤلفة بين الجوانب الاقتصادية والتربوية والتعليمية والاجتماعية حملت كلمة سموها في الاجتماع السنوي لسفراء النوايا الحسنة لدى منظمة (اليونيسكو) في أبريل2007 رسالة للانكباب على موضوع يكتسي حساسية كبرى لبناء عالم جدير بالطفولة".
وذكر السيد راجي بأن موضوع التربية والطفولة المبكرة يشكل "مفصلا دلاليا كبيرا ضمن مفاصل الخطة الوطنية العشرية للطفولة، ومحورا أساسيا من محاور توصيات المؤتمر الحادي عشر لحقوق الطفل"، مسجلا في هذا السياق أن الانخراط الأوسع والنافذ لفعاليات المجتمع المدني في برامج رعاية وحماية وتربية الطفولة المبكرة سيساهم في الحد من الهدر المدرسي وعمالة الأطفال وكل أنماط الانحرافات التي تهددهم.
ويتضمن برنامج هذا اللقاء الدراسي تقديم عروض موضوعاتية سيقدمها ممثلون عن قطاع التربية الوطنية ووزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن ووزارة الشباب والرياضة وإحدى جمعيات المجتمع المدني، إضافة إلى الخروج بتوصيات من شأنها إغناء النقاش حول موضوع تربية وحماية الطفولة المبكرة.