بعد 3 اسابيع بالكمال والتمام ، تحتفل الشغيلة المغربية بعيدها الاممي ، فاتح ماي .. الذي تجري فيه الجمعية المغربية لحقوق الانسان بتنسيق مع نقابات مناضلة الاعداد له في ظرفية جد دقيقة : تحت شعار:"التعبئة الجماعية لفرض احترام الحق في الشغل وحقوق العمال" عنوانها العريض الفيضانات في الطبيعة وازمة الجفاف في السياسة .. وهي اعمق وافدح .. تعطي صورة حقيقية للازمة .. تنزع كل لبوسها التقنية .. عن جوهرها البنيوي .. الهيكلي الشامل ...
الجفاف في السياسة .. هو تكثيف للجفاف في باقي الاصعدة .. وفي مقدمتها الاقتصادية والاجتماعية ومنها بالخصوص حق العمال والعاملات .. وضعية اقتصادية مهزوزة .. تتردى يوما عن يوم على انفاق سحيقة .. يمليها تعلق فج بتوصيفات ووصفات المؤسسات المالية الاجنبية .. ووضعية مازومة ،، يزيد من مفاقمتها فتح الحبل على الغارب لزيادات متوالية في اسعار مواد العيش الاساسية .. وانهيار مهول في القدرة الشرائية لاوسع الفئات الشعبية .. وتضخم ظاهرة البطالة .. واحتداد المزاعات الاجتماعية ..
ملفات ضخمة فتحت على الاخر ،، اسقطت ورقة التوت وكشقت المستور ،، عن عورة السياسات الحكومية المتعاقبة لازيد من اربعة عقود .. حيث تبدى هذا الحجم المخيف من الفساد الاداري والمالي الذي يضرب البلاد فوق وتحت الحزام في عمق طال عددا من الميادين الحيوية الحساسة ،، بنفس القدر الذي تبدى فيه هذا العجز المخيف عن مواجهة المشاكل المتنوعة المطروحة .. والعالقة .. واحرى التصدي لمواجهة متطلبات التنمية والتقدم والعدالة الاجتماعية .. وتحديات الدخول المشرف الى قرن على بداية انفنا ..
وجاءت الامطار الطوفانية الاخيرة .. التي لم تدم في بعض المناطق اكثر من نصف ساعة .. لكنها كانت كافية لتعري الفقر المدقع في التجهيزات والبنيات التحتية الاساسية .. الذي دق بقوة ، ناقوس الخطر عن النتائج الكارثية ، الحاصلة والمحتملة ، لديمقراطية الواجهة .. في المناطق ... بولمان ودائرته كنموذج مصغر ،، لكنة معبر ،، عما يجري في المركز ...
ياتي كل ذلك ليضع النقط على حروف الهروب الحكومي الى الامام .. في تذرعه بالازمة المالية والفيضانات .. وفي التملص من تحمل المسؤولية .. في كل حوار دعيت ، او دعت اليه .. كان ينتهي دائما ، الى ما انتهى اليه في المناسبات السابقة : مزيد من الوعود .. مناورات وتماطل ،، ففشل ،، ووصولا الى الباب المسدود .. الامر الذي اجج العديد من النضالات الاجتماعية الجماهيرية ( معطلين ، تنسيقيات ، اراضي جماعية ، اسعار مشتعلة ، وقفات حقوقية ، احتجاجات ضد مناورات الحلف الاطلسي ، اضرابات بالجماعات المحلية ، اضرابات بقطاعي التعليم الاساسي والثانوي ، اضرابات جامعية ، اضرابات، اضارابات النقل ، اضرابات بقطاع السكك الحديدية وفي كثير من مؤسسات القطاع الخاص .. والقائمة طويلة عريضة عرض ارجاء البلاد ...
نضالات جماهيرية كشفت ، على الصعيد الاجتماعي ، ان الضربات الطبقية المتلاحقة قد وصلت الى العظم .. وعلى الصعيد السياسي ، ان الجفاف السياسي اصبح هو عنوان المرحلة تعبيرا عن الازمة البنيوية التي تنخر مجمل الهياكل المجتمعية ..
ولان الازمة ، من هذه الطبيعة ، فان كل اصلاح اقتصادي واجتماعي يبقى فعلا ، متعذرا في غياب اصلاح دستوري وسياسي وحقوقي .
وفي الانتظار ، يبقى طرح هنا السؤال ، بغير معنى ، في واقع الحال " هل ستقدم الحكومة اجوبة حقيقية على القضايا الاجتماعية والحقوقية المطروحة قبل عيد العمال ؟" اما الجماهير الشعبية وضمنها الشغيلة المغربية فقد قدمت اجوبتها في صيغة الانتفاضات والوقفات والاحتجاجات والاعتصامات التي شهدتها كل مدن وقرى المغرب ، نضالات اجتماعية ، حماسية ومسؤولة ، وناجحة ..
وعندما تقع الواقعة .. سيتحمل كل مسؤوليته كاملة ...
toomasmoor