جاد المالح: أضحكت الحسن الثاني

قدم الفنان المغربي الساخر جاد المالح عرضه الأول "الآخر هو أنا" ليلة أمس الاثنين بالدار البيضاء، ويستمر عرضه هذا إلى ليلة الأحد المقبل. وبعيد الإعلان عن برمجته في الدار البيضاء، نفذت التذاكر بسرعة كبيرة.
"إيلاف" التقت هذا الفنان الظاهرة في السخرية بفرنسا، لتعرف مصادر إلهامه في حوار تحدث خلاله جاد المالح عن جديده في العالم السينما والموسيقى.
وقبل هذه المواضيع ومواضيع أخرى، استرجع الفنان المغربي الساخر ذكرى تقديمه لعرض "ديكالاج" أمام الملك الراحل الحسن الثاني، متذكرا اللحظات التي أضحته.

قدمت عرض "ديكالاج" أمام الملك الراحل الحسن الثاني، ما هو الجزء الذي أضحكه؟

صعب أن تتذكر كل ما أضحك الملك الراحل الحسن الثاني، لكنني أتذكر أن "بابا يحيى" أضحكته. أشير إلى أن تقديم عرض أمام الملك أمر صعب، كان الجمهور قليل لا يتجاوز 20 شخصا، هذا يؤثر على العرض ككل.

هل كانت تصلك ضحكات الجمهور الحاضر للملك؟

بعض المدعويين تفاعلوا مع الحفل. أتذكر أن الملك تفاعل كثيرا مع بابا يحيى، وعندما كان يطلق الملك ضحكات يتبعه الآخرون، لقد استشعرت الضغط الكبير قبل بداية الحفل. فالمغربي الذي يدخل القصر ويلعب أمام الملك يصاب بالدهشة والخوف، مهما كان وضعه، سواء كان فنانا ساخرا أو كوميديا أو مطربا. وأتذكر أنني قدمت ذلك العرض بسرعة كبيرة.

ماذا قال لك في آخر الحفل؟

قال لي الملك الراحل الحسن الثاني ما معناه أنه فخور بالمغاربة المتواجدين في الخارج.

وهل سبق أن قدمت عروضا أمام العاهل المغربي الملك محمد السادس؟

لم ألعب يوما أمامه.

نعود إلى عرضك الأخير جاد، ما هي مصادر إلهام عرضك الأخير "الآخر هو أنا"؟

في عروضي السابقة، اعتمدت على سكيتشات لها صورها الخاصة وشخصياتها "شوشو" و"مدام التازي" و"عبد الرزاق" و"يحيى"، أما في عرضي الجديد تركت تلك الشخصيات جانبا، العرض الجديد ليس على طريقة سكيتش مع أضواء وطريقة معينة في الإخراج، تلك الطريقة أصبحت، في نظري متجاوزة. فأنا الآن أتحدث بضمير المتكلم، أمام الجمهور، وهو ما يخلق تفاعلا مع هذا الجمهور.

لم يعد هناك إخراج كما في العرضين السابقين؟

هناك كل ما يلزم كي يصبح جميلا للمشاهدة، لكن ليست هناك لوحات بشخصيات معينة. إنني أحكي، على طريقة الحلقة، إنني حاك.

لماذا هذا الاختيار؟

عندما تتقمص شخصيات معينة تختبئ وراء تلك الشخصيات، في هذه الحالة يمكن أن تقول ما تريده لست أنا من ينتقد البورجوازية المغربية بل "مدام التازي"، شخصية في عرضه "ديكالاج"، في لحظة معينة ضقت ذرعا من الاختباء، فأنا أتناول ما أريده، ثم إنني لجأت إلى هذه الطريقة من أجل أن أستمتع، أنا كذلك، فوق الخشبة، فليس الجمهور وحده من يبحث عن المتعة.
هناك سبب آخر، عندما تتحدث إلى الجمهور تستطيع الارتجال أمامه بسهولة كبيرة، فإذا صادفت مشهدا مضحكا قد أقحمه في عملي، وكان إقحام مشاهد مرتجلة في حفلاتي السابقة أمر صعب.
في عرضي الجديد أتحدث عن حياتي، كمغربي وأثير مواضيع الجنس وتربية الأطفال وقد ابتكرت شخصية جديدة "لوبلان". هذه الشخصية تمثل كل ما هو مخالف لنا نحن المغاربة، فهو منظم يعرف ما يريد.

في الدار البيضاء ستقدمون، إذن، عرضا مخالفا لما قدمته في باريس؟

نعم سأقدم لوحات مخالفة لعروضي السابقة، فخلال إقامتي في الدار البيضاء صادفت مشاهد طريفة وعلمت أمورا أخرى، منها أن إدارة تايتي بلاج قررت أن تمنع إدخال السندويتشات، عندما علمت قررت أن لا أسكت عنه، فالمكان الذي كنت أقصده في طفولتي تحول إلى فضاء فاقد لما كان يتمتع به، إنه يقضي على تلك النكهة التي اتصف بها هذا الفضاء. كنا نأكل سندويتشا تعده لك أمك، هذه الحميمية افتقدها الفضاء.

هذه الطريقة الجديدة في التواصل مع الجمهور في الحفل الجديد هي التي كنت تبحث عنها عندما صرحت "اخترت أن أكون فنانا كي أظل حرا"؟

اخترت عن هذه المهنة كي أصبح حرا، وإن كنت داخليا أحس أنني حر، لما أقف على الخشبة لساعتين كاملتين، أشعر أن لا أحد يستطيع أن يوقفني أو يحتج عني، إنه عالمي الخاص.
وفي عرض" الآخر هو أنا" هامش للحرية والارتجال كبير، يمكن أن أجسد مواقف لحظية تحدث أثناء العرض، مثلا يمكن أن أخاطب متفرجا وصل متأخرا. هذا يجعلني أكثر حرية. كما أنني أوظف الموسيقى والأغاني.

متى إذن نرى ألبوم جاد المالح؟

إنه مشروع أتمنى أن أنجزه منذ فترة، لكن يجب اختيار التوقيت المناسب، عندما تبدأ بالتمتع باسم في الساحة الفنية يبدأ الجمهور في وضع لافتة عليك "هذا كوميدي" وذاك "موسيقي".
لكن تلك الصورة بدأت تنمحي من عند الجمهور من خلال ظهورك في السينما؟
ومع ذلك يجب أن أتريث قليلا. يمكن أن تتوقعه خلال السنة المقبلة 2006. سيكون ألبوما مختلفا عما عهدني الجمهور باللغة الفرنسية.

الإيقاعات هل ستكون مغربية؟

كتبت قصائد شعرية، وأعتقد أن الإيقاعات ستكون مستمدة من الإيقاعات المغربية، سأستعمل إيقاعات مختلفة كما فعلت مجموعات أخرى ككناوة ديفيزيون مع الموسيقى القبايلية وما تقوم به مجموعة "هوبا هوبا سبيريت"، فأنا معجب كثيرا بموسيقاها، إنهم أحرار، وتحس بالإيقاعات المغربية وتلمس في الوقت نفسه جانبا من الحداثة. لا أعرف المجموعات المغربية الأخرى لكنني أسمع بعضها، هناك، مثلا، أغنية اسمها "جمال" ل"هوبا هوبا سبيريت"، وهي رائعة، ثم بدأ يردد كلماتها.

قلت يوما أن دور الفنان تمرير رسالة، لماذا تحاول أن تربط الفنان بأداء رسالة؟

ما قصدته بالرسالة أن الفنان إذا أضحك فهذا جيد، لكن لا يجب أن يقتصر دوره على الضحك. في عرضي السابق لما بدأت أتحدث عن "مدام التازي" وبدأ الجمهور يضحك، كانت هناك نظرة عن المجتمع المغربي والأمر ينطبق على الشخصيات الأخرى. هذه هي الرسالة، وهي لا تعني الالتزام أو الدعوة إلى مطالب معينة، بل المعنى التي تحمله تلك الصور المقدمة في عرضي.

قلت أنك تشعر بالخوف والارتباك قبيل تقديم عروضه أمام البيضاويين، ما السبب؟

إن الانتظار كبير فالتذاكر بيعت قبل أيام، وهذا يسعدني ويجعل الضغط علي كبيرا. كلما كان الجمهور ينتظر فنانا كلما فرض على الفنان أن يكون في المستوى وأن لا يخطئ. مثل كل إنسان ينتابني شعور بالشك، هذا الصباح بدأت، في سابقة، أتدرب على ما سأقوم به في عرض الليلة. بدأت أتصور الوضعيات. ثم إنه جميل أن نقول للجمهور أنني خائف سيكون متسامح معك.

في سياق الحديث عن انتمائك، كل مرة توصف بوصف معين، مرة أنت مغربي وأخرى عربي وثالثة يهودي مغربي، ما هو أقرب توصيف لك؟

لا يجب على الفنان أن يحدد من هو، على الجمهور أن يختار الأوصاف التي يراها مناسبة. أعتقد أن الناس تطلق الأوصاف التي تناسبها. فالمغاربة الذين ولدوا في فرنسا يعتبرونني منهم رغم أنني مهاجر في فرنسا، وعندما أعود إلى المغرب، وأعرف أنني مغربي، يكلمونني على هذا الأساس، وأثناء حديثي مع يهودي مغربي يتحدث معي يهودي مغربي...أعتقد أنني أتعايش مع ازدواجية انتمائي لليهودية وللمغرب. كلاهما داخلي، فأنا يهودي عربي يحمل داخله السلم. لي ثقافة عربية مغربية. وأشير إلى أنهم طلبوا مني يوما أن أغير اسمي، فأجبتهم لو لم أكن حاملا لثقافتي هذه لما كنت هكذا ولما أحسست أنني مختلف.

لم اختفى جاد المالح عن مهرجان مراكش الدولي للفيلم؟

السبب الوحيد لعدم تواجدي هو أنني متواجد في بلاطوات التصوير. هذه السنة سينمائية بالنسبة لي، لقد صورت ثلاثة أفلام، "أوي" مع جيرار دوبارديو و"لادوبلير" مع المخرج فرانسيس فيبر ثم فيلم ل "أندري توتو" يحمل اسم "لا سالفادوري". هناك شيء آخر أود أن أقوله عن مهرجان مراكش، هو أنني أريد أن أحضر مهرجان مراكش رفقة فيلمي. وأتمنى أن أقدم في الدورة المقبلة لمهرجان مراكش أحد أفلامي، وأسعى أن يرافقني جيرار دوبارديو إلى مراكش.

لمرتين كنت على الصفحة الرئيسية للمجلة النسائية فام دي ماروك" كيف يرى كاد الأمر، خاصة أنه غلاف لا تحتله إلا العارضات الحسناوات؟
هذا أمر جيد على ما أعتقد. أمر جيد، إنه يسعدني، وهل تعتقد أن النساء هن من تشترينها

موقع ايلاف

الف الف شكر عزيزي كريم طرح ممتع

سخصيا يعجبني جاد المالح

واكثر ما يعجبني فيه انه كلما صادفته في اي مكان الا واسمع منه بنت بلادي وهذا شئ يجعلني سعيدة به

اتمنى له كل التوفيق والنجاح

كذلك اتمنى الكثير من التوفيق والنجاح لك اخي والله يكون في عونك

كل الود

شخصيا لا احب جاد المالح ....باسل بزاااف .....

بارك الله فيك

تحياتي

» طرائف و أسرار حياة الحسن الثاني الرمضانية(الجزء الثاني)
» /58/ : إضحك وابك يا قلب ، هذه قصتي مع "شيخ عالم دكتور"
» غراميات الحسن الثاني
» ما قيل عن الملك الحسن الثاني
» الملك الراحل الحسن الثاني بعيون صحفية