أبوخالد سليمان عضو نشيط
عدد الرسائل : 187 العمر : 62 Localisation : الرباط . : النقاط المكتسبة من طرف العضو : 6207 خاصية الشكر : 0 تاريخ التسجيل : 27/04/2008
| موضوع: رد على من أفتوا بوجوب إذن الإمام والوالدين على من يبتغ الجهاد القتالي خارج بلده الأحد 18 يناير 2009, 12:02 | |
| الرباط في : 18-01-2009 رد بسند الحق المعلوم على من أفتوا بوجوب إذن الإمام والوالدين على من يبتغ الجهاد القتالي خارج بلده
باسم الله الرحمان الرحيم ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم المرسلين المخلصين الكرام البررة .
الراعي هو راع عموما داخل الحدود الجغرافية لرعيته كما هو معلوم ؛ والمواطن المأمور فيها هو مأمور داخل هذه الحدود إلا لما يتعلق الأمر بمهمة خارج البلد مكلف بها رسميا كالسفير مثلا الذي يظل تحت إمرة الإمام الأعلى في بلده. والمرء لما يغادر بلده هو إذا حر لا يغضع لهذه الإمامة. وكذلك تباعا لا حق له في المقابل عموما في أن يقوم بفعل معين يمتها بصلة من الصلات كالفعل السياسي أو الجهادي القتالي كما هو الحال علاقة بالموضوع المفتوح . أي أنه إن أراد أن يخوض في السياسة والجهاد القتالي خارج بلده فلا حق له في أن ينسب شيئا من فعله لهذه الإمامة. أي أنه إن أراد أن يجاهد خارج بلده لنصر طرف مظلوم ضد طرف ظالم فله ذلك حقا متحملا كل المسؤولية ونافيا عن بلده ومواطنيه فيها وجود أيتها علاقة به .
وكذلك ما عليه أن يشهر راية دين الإسلام لخوض هذا الجهاد خاصة بحكم السمعة السيئة التي هي ملفقة له ويستعملها الأعداء سبيلا لبلوغ مآربهم العدوانية ، وأيضا بحكم كون هذا الفعل يوصله وجهاده ببلده وإمامه ومواطنيه وبكل أهل القرآن عموما وبديارهم ودولهم وأنظمتهم . وأصل القضية التي يخوض فيها الراغب في هذا الجهاد هي قضية دفاع عن المظلوم يقر بصوابها كل ذي عقل سليم ولا تحتاج أصلا إلى رفع راية الدين ولا ينقصها شيء إن هي لا ترفع ؛ ويكفيها رفع راية الجهاد ضد الإستعمار والظلم والإستعباد كحق للمستعمرين المظلومين المستعبدين ولناصريهم يقر به القانون الدولي لكليهما كما هو معلوم ويقر به عموما كل ذي عقل سليم . وإن الضرورة لتبيح المحرومة ؛ وهي هنا ضرورة قاهرة تملي بأن لا يحشر دين الإسلام فيها قطعا. وإن مخالفة هذا الإملاء لهو يجرد هذا الجهاد من طابعه الحقوقي الثاقب ومن موالاة القانون الدولي والناس عموما له ، ويلبسه في المقابل عوضا طابع صراع الأديان وطابع الإرهاب باسم الدين وطابع العنصرية القومية الدينية كذلك . وكما سبقت الإشارة إليه فمن مصلحة الأعداء أن تشهر راية دين الإسلام ليقع عفويا هذا الذي ينفعهم وليفتح لهم الباب تباعا على مصراعيه لصقله من كل جانب بقدر إمكاناتهم المتوفرة وبما يزيد لهم في نفعه. ومن جهلنا نحن أهل القرآن أننا عملنا واجتهدنا بكثافة وجودة عالية في إتيانهم بهذا الذي رغبوا فيه وسعوا له بجهد وإتقان . وما زلنا نفعل جاهلين غير مبصرين ، ومازالوا يفعلون مؤيدين من لدن أنفسنا بهذا الجهل وبتبعاته مانحين إياهم التقويم الجوهري الأساسي لإنجاح كل سعيهم العدواني .
وأعود إلى موضوع وجوب إذن الإمام الأعلى في البلد لأذكر بأنه موجودة حالة واحدة هي الممكن أن يصدر فيها هذا الإذن . هي الحالة التي يعلن فيها هذا الإمام باسم رعيته ودولته الحرب على الدولة المعنية ، والتي هي تصبح معلنة حتى ولو يتعلق الأمر بمجاهد واحد يأذن له صراحة أما الرأي الدولي بالجهاد القتالي ضدها. وهذه الحالة غير وارد إحتمال وقوعها وغير مرغوب في وقوعها بطبيعة الحال بحكم المعلوم عن خلفية تركيبة الجبهة المعادية المعنية وبحكم تبعات الفعل من هذا القبيل التي لا يحمد عقباها.
ولئن لا توجد إلا هذه الحالة فالذين أفتوا بتلك الفتوى هم قد تدخلوا إذا فقط من أجل غاية واحدة ضدا في الحق المعلوم المذكر به أعلاه وضدا في نصح وأمر الله المعلوم كذلك بهذا الشأن . هم قد تدخلوا من مقامهم الجليل لمنع الجهاد إياه وتحريمه وتجريم من يتبناه ويخوضه. هم قد تدخلوا إذا لصالح العدو ، وتدخلوا ليقفلوا على المظلومين باب دعم عظيم خلقه الله الحق الحكيم ذو الكمال . بل هو باب الدعم الوحيد الذي أراه مجديا نافذا خاصة بعدما تعذر دعمهم من لدن دول أهل القرآن رسميا بالجيوش والسلاح ، وبعدما تعذر كذلك نهج سبيل المقاطعة السياسية والإقتصادية من لدن هذه الدول تجاه العدو المعني الذي هو في الواجهة ، وبعدما تعذر أيضا الفلاح في نهج سبيل التظلم لدى الأمم المتحدة ولدى غيرها من المؤسسات العالمية الحقوقية. فهم إذا من قبل قد أفسدوا قضيتهم الدفاعية الحقوقية وأضعفوها من كل جانب أمام الرأي العام الدولي وجردوهم من جل الدعم الخارجي وجعلوا الجل ضدهم ، وذلك لما أملوا عليهم برفع راية دين الإسلام والجهاد الإسلامي وشجعوهم على ذلك كثيرا.وهم الآن بتلك الفتوى الغريبة المتناقضة أصلا مع ما أملوا به من قبل يودون تجريدهم مما تبقى لهم من الدعم الحثيث والقوي رغم ذلك والواعد بتحقيق النصر عاجلا أو آجلا.
((( معلوم أن عدد اليهود في ديار فلسطين المحتلة لا يفوق 8 ملايين . ومعلوم أنه موجود من بين أهل القرآن الكثيرون الذين يودون الجهاد القتالي إلى جانب إخوانهم الفلسطينيين . ومعلوم في المقابل أنه لا يوجد من بين الشعوب الأخرى من يود القتال مضحيا بنفسه ونفيسه إلى جانب اليهود بنفس الطريقة غير النظامية. فليتصور القارئ أن يخرج مثلا من كل بلد من أهل القرآن على مدى بضع سنين ألف مجاهد أو ألفان أو ربع مليون أو نصفه ، وليتصور حجم الجبهة التي سيواجهها العدو حينها والتي ستظل بحجمها دوما مهما يقتلوا منها بحكم دوام سيل الملتحقين بها. حجمها سيفوق عدده إجمالا أضعافا مضاعفة. وأضعف السلاح في يد المجاهد منها حينها سيكون فعالا خاصة لو تحاك ضد العدو الكمائن التي تجعل المواجهة مباشرة جسدا لجسد أو عن قرب كاف يوقع التساوي بين أسلحته ومسدسات وبنادق المجاهدين التي يسهل إقتناؤها وتمريرها عبر الحدود أو يسهل تصنيعها محليا كذلك . وتصوروا تباعا لو تقابل التضحية بالنفس الواحدة من المجاهدين بنفس من اليهود أو حتى بنفسين مقابل نفس واحدة منهم أو حتى بثلاث أنفس أو حتى بأربع . ... إلخ .)))
وأما عن إذن الوالدين فالأمر يرجع إليهما كذلك حصرا إن هو قاصر . فالمسألة هي مسألة جهاد قتالي لنصر المظلوم ؛ والله قد شجع على هذا الجهاد بالتأييد وبجزاء الجنة كل قادر مستطيع . هو سبحانه قد شجع عموما على التضحية بالنفس والنفيس في سبيله. والمتطوع للجهاد خارج بلده هو في هذه الحالة يضحي بنفسه ويترك وراءه والديه وأبناءه إن كان له أبناء وماله إن كان له مال مطيعا ربه وطامعا في رضاه عز وجل جلاله. وما لوالديه أن يمنعاه من فعل ذلك . ما لهما أن يمنعاه من الإتيان بهذه الجودة العظيمة في طاعة ربه ومن الطمع في هذا الجزاء العظيم ؛ مع التذكير بأن الله يعده كذلك بالتكفل له بما ترك من أحباب تحت رعايته ؛ وأن للوالدين كذلك نصيب من الجزاء مادام هو نتاج لتربيتهما الطيبة إن كان الأمر كذلك فعلا .
وملخص التعليق والطعن علاقة بكل من طرفي الفتوى إياها هو مضمون الحقيقة الثابتة المعلومة التي تقول : "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" .
وسبحان الله مما يصفون . ومن ينصر الله ينصره ، ومن ينصره الله فلا غالب له .
والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم المرسلين المخلصين الكرام البررة .
جمال اضريف ، بلقب "أبوخالد سليمان". الرباط في : 18-01-2009 aboukhalid2007@hotmail.com | |
|