حلم الدارالبيضاء المؤجل

أكثر من مواطن ومواطنة انضموا إلى نداء منتدى العشرة "حلم البيضاء المؤجل" والذي جاء بمناسبة اليوم العالمي للمسرح هذا النداء الذي جاء من أجل تحقيق حلم الدار البيضاء المؤجل, حلم المثقف والفنان, والمسرحي والإنسان عموما فوق تراب هذه المدينة المعلقة بين الحضور الفاعل والغياب المرصود والناتج عن إحباط ونفور عميقين من كل ما هو جاد وهادف في مجال الشأن العام عموما والثقافي والاجتماعي على الخصوص.
إن المتتبع للحال الثقافي والاجتماعي في هذه المدينة قد سجل بتبنيه بيان منتدى العشرة من أجل "جبر الضرر الجماعي" في مسألة هدم المسرح البلدي, مدى أهمية هذا المطلب. لذا فأنه واعتبارا لما سلف فإن العزم أكيد على متابعة هذا الشق من القضية الإنسانية البيضاوية والأمل يحذونا في استجابة ذوي الاختصاص لمسعانا النبيل.والذي نرمي من خلاله الى الاستجابة لنداء مؤسساتنا الداعية إلى إعادة الثقة للمواطن المغربي في الفعل الجمعوي الذي يبقى اللبنة الأساسية من أجل إدماج المثقف والفنان في عملية تصحيح مسار السلم والديمقراطية.
هل يمكن أن نقف فقط للحظة ونتساءل:
ماذا يمكن أن نقدم لمدينتنا هذه حين نكون متصالحين مع أنفسنا في يوم كهذا ؟؟
يوم كرسناه يوما وطنيا للمسرح...
إن ساكنة مدينة الدار البيضاء تستحق أن تسترد مسرحها البلدي بشكله وهندسته في نفس الدائرة العمرانية إن لم يكن في عين مكانه.
كما يبدو مهما التفكير في تخصيص فضاء المسرح السابق لنفس الغرض وإن كان الأمر يختلف شكلا إذ يمكن التفكير في جعل الساحة مخصصة لمسرح الهواء الطلق, ويمكن توظيفها توظيفا رائدا في مجال فضاءات التفاعل المفتوحة التي تبقى من أنجع السبل إلى التثاقف والتواصل المنشودين من أجل تفعيل ديناميكية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
إن الفضاء الحالي يشكل نقطة سوداء لا يمكن تجاهل انعكاساتها السلبية على محيطها, ولا ينكر مطلع فداحة وسوء استغلالها.
إن مراجعة تهيئة الفضاء كي يشمل منصة تتوسط مدرجات مع الإبقاء على الحديقة كمساحة خضراء لكفيل بخلق فضاء خاص ومميز يتم فيه التواصل مع مسرحيينا وشعرائنا وتشكيليينا أو على أبسط تقدير فضاء خاص بالسكان أنفسهم للاستمتاع بملكات بعضهم الأدبية أو الفنية,
علاوة على إمكانية استغلاله من قبل جميع الهيئات والجمعيات في شتى المناسبات.
إلتفاتة واحدة تكفي لتجعل من ذلك الفضاء الذي بات محزنا وضعه, مجالا قابلا للسمو والرقي المنشودين من أجل إقلاع ثقافي حقيقي ودحضا لكل فكر إقصائي لا يفضي إلا لمزيد من الإحباط واللامبالاة لدى ساكنة هذه المدينة الكبيرة القلب والهم...
و أخيرا هذا تصورنا لما يمكن أن تكون عليه ساحة المسرح البلدي وفي ذلك جبر للضرر المعنوي الذي لا نرمي لغيره ولا نرضى بما دونه.
كل يوم عيد المسرح الوطني ونحن رهن حب المسرح والفن والوطن