بريجة: الدارالبيضاء ورش مفتوح من أقصاها إلى أقصاها

حاورته: سناء أرحال - أكد بريجة، نائب عمدة مدينة الدارالبيضاء لـ"المغربية"، أن الأوراش التي تهم عددا من المشاريع في الدارالبيضاء، تمضي في اتجاه مضبوط ودقيق لتمتيع المدينة بمواصفات عالية الجودة من حيث المنشآت والمرافق، وبنياتها التحتية، مضيفا أن الأحياء الشعبية القديمة حظيت أيضا بنصيبها من هذه المشاريع، ما جعل "الطرامواي" يعبر عددا من الأحياء، في غضون خلق خط ثان، سيساهم المجلس فيه بحوالي 800 مليار سنتيم، في انتظار مساهمة باقي المتدخلين لإنجاز المشروع.

تشهد الدارالبيضاء عدة مشاريع بينما تتحدث وسائل الإعلام عن حالة "بلوكاج" بمجلس المدينة، كيف تفسرون ذلك؟

-ليس هناك أي شيء يمكن تسميته بـ"البلوكاج"، ضمن الأعمال والالتزامات التي يسهر عليها حوالي 147 عضوا بمجلس المدينة، والدليل أن الدارالبيضاء هي الآن بمثابة ورش مفتوح من أقصاها إلى أقصاها، فأي مواطن يمعن النظر في أجواء المدينة، سيجدها تعيش على إيقاع أوراش متنوعة في عدة مناطق، تروم تحسين واقع المدينة بمختلف القطاعات، خاصة أن أعضاء المجلس ملتزمون بميثاق الشرف، ومن ثمة فهم يسهرون على تطبيق نظام التسيير التشاركي، كما هم ملتزمون بجعل الدارالبيضاء، مدينة متكاملة الجوانب في ظل المخططات التنموية التي يحملها المجلس على عاتقه، قصد إنجاحها بشكل يطور حياة التمدن بالدار البيضاء.

كيف ترى مدينة الدارالبيضاء في أفق 2020 وما هو نصيب الأحياء الشعبية من المشاريع المبرمجة التي ذكرتم أنها ستساهم في التمدن؟

-هناك تصورات مهمة يعمل مجلس المدينة بتنسيق وتشارك مع الدولة والخواص، على تحقيقها على أرض الواقع، إذ أرى أن الدار البيضاء ستتحول إلى مدينة تتمتع بجميع مقومات المدينة الراقية المتمدنة، تجمع بين الخصوصيات التاريخية والأثرية، وبين الخصوصيات الحديثة والعصرية، فالدراسات المعتمدة راعت طبيعة المدينة من حيث نموها الديمغرافي وكذا موقعها الجغرافي، إلى جانب خاصياتها العمرانية، وبعد سنوات قليلة ستكون المدينة غنية ببعض المنشآت والمركبات الإدارية والسكنية بالإضافة إلى هيكلة جديدة لطرقها وشوارعها، وفتح أنفاق، وكذا تعزيز فضاءاتها بمساحات خضراء تحسن من الواقع البيئي والإيكولوجي للمدينة.

أما عن نصيب الأحياء الشعبية من هذه المشاريع، فهي تدخل أيضا ضمن المخططات الاستراتيجية الرامية إلى إعادة هيكلة كل ما من شأنه تحسين حياة الفرد بالبيضاء، ولهذا فأول إصلاح يهم الأحياء الشعبية وهو جعل "الطرامواي" يعبر مجموعة منها، تسهيلا لولوج سكانها لكل المرافق والمنشآت الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المتفرقة في بعض الأحياء منها البعيدة والراقية، كما أن هناك خطا جديدا لـ"الطرامواي" ستستفيد منه أحياء شعبية أخرى، سيعبر شارع إدريس الحارثي بجوار كلية العلوم، ثم شارع محمد السادس، إلى أن يصل إلى ساحة النصر، ومجلس المدينة سيساهم بحوالي 800 مليار سنتيم، في انتظار مساهمة باقي المتدخلين لإنجاز المشروع.

كما لا يمكن إغفال الجهود المبذولة لتبليط عدة شوارع وهو إجراء يمكن معاينته عن قرب.

تعرف مدينة الدار البيضاء عدة نقط سوداء لا يمكن تجاهلها، من بينها النفايات والأزبال التي تكتسح عددا من الأماكن، ماذا تقترحون لعلاج هذه المعضلة؟

-فعلا، لا يمكن التغاضي عن مشكلة النفايات التي مازالت تنتشر بعدة مناطق وأحياء في الدارالبيضاء، خاصة أننا أمام مدينة كبيرة وآهلة بالسكان، لهذا فإن المجلس قرر مراجعة التدبير المفوض لقطاع النظافة الذي وقع سنة 2004، وسيجري قريبا حل مشكلة النفايات، وفق إجراءات شمولية تراعي التغيير الذي تعيشه الدارالبيضاء في جميع القطاعات.

من الواضح أن المد العمراني يتسع على نطاق واسع بالدارالبيضاء، ألا يؤثر ذلك على البيئة ويقلص المساحات الخضراء؟

-أجد أن المساحات الخضراء اليوم في المدينة أصبحت ضرورية في ظل حركة التعمير التي تعرفها، لهذا فبرنامج التعمير يفرض على أي مشروع في هذا الإطار تخصيص مساحات خضراء، ومن ثمة فإن الأحياء السكنية الجديدة أصبحت مؤثثة بالفضاءات الخضراء، كما بباقي المرافق الأخرى، بل إن المساحات الخضراء تعد من الأولويات التي يسهر عليها المتدخلون والمعنيون، والدليل أن هناك حدائق أعيد إحياؤها من جديد، مثل حديقة لارميطاج، وحديقة مردوخ، وحدائق بعمالة عين السبع، في أفق أن يعاد إصلاح حديقة الجامعة العربية، ما يعني أن البرامج التنموية في المدينة يروم خلق مدينة متكاملة من كل الجوانب، وبالتالي لا يمكن صرف النظر عن فوائد خلق فضاءات خضراء، بل إن حتى بعض الأحياء الشعبية أصبحت مزينة بالورود والزهور على طرقاتها وممراتها.

الإبقاء على "عين الذئاب" كـ"كورنيش" وحيد، يرفع من وتيرة الضغط على المنطقة، هل تفكرون في تأهيل وتهيئة شواطئ أخرى مثل عين السبع وزناتة؟

-إن الأشغال جارية بخصوص تأهيل المنطقة الشرقية للدارالبيضاء، من خلال تحسين مجاري الصرف الصحي، وإعادة هيكلتها بشكل يراعي التزايد المستمر للسكان، إلى جانب إصلاح البنيات التحتية بها، بدءا من منطقة "روشنوار"، ثم "زناتة" وصولا إلى "المحمدية"، وقد بدأت هذه الأشغال منذ سنة تقريبا.

في سياق حديثك عن منطقة عين السبع، يتبين أن حديقة الحيوانات الكائنة بها، تعيش إهمالا لسنوات طويلة، أليس هناك مخطط لإنقاذ هذه الحديقة ورد الاعتبار إليها بتهيئتها من جديد على نحو يحميها من الاندثار بشكل كلي؟

-صحيح أن الحديقة عرفت بعض الإهمال لأسباب مختلفة، لكن مجلس المدينة يتعهد بإصلاحها، بعد أن خصص لها مبلغا يناهز 5 ملايين درهم، في انتظار إيجاد مداخيل أخرى، قصد تحقيق "مشروع اتفاقية بيئية وإيكولوجية"، تضمن نهضة جديدة لهذه الحديقة التي تحتل مساحة 10 هكتارات، منها 2.5 هكتار مخصص للحيوانات، و2.5 هكتار، لفضاء الألعاب، و5 هكتارات هي عبارة عن مساحة مشجرة، إذ أن أعضاء مجلس المدينة يراهنون وفق دراسات دقيقة، على أن تتحول حديقة الحيوانات، إلى غابة ترفيهية وفضاء للاستجمام، وحديقة للحيوانات بالمعايير المعمول بها في هذا الجانب.

بصفتكم رئيس مقاطعة سيدي مومن، متى يمكن القضاء نهائيا على ظاهرة "الكريانات" التي تمتد على مساحات شاسعة بالمنطقة، علما أن هناك مجهودات مبذولة لتقليص عددها، خاصة بعد أن عاينت "المغربية" عن كثب هدم جميع "براريك" دوار "السكويلة"؟

-لا يمكن الجزم بأن منطقة سيدي مومن ستتخلص من ظاهرة دور الصفيح بشكل نهائي الآن، لكن يمكن التفاؤل بأن عملية القضاء عليها تمضي في الاتجاه الصحيح والسليم، خاصة بعد أن تقلص العدد من 23 ألف "براكة" إلى حوالي 8 آلاف "براكة"، أي أننا قطعنا مرحلة 60 في المائة من عمليات حذف "البراريك" من خريطة سيدي مومن، ونحن نشتغل على نحو يراعي أبعاد وتجليات وتبعات القضاء على "البراريك"، حتى نستطيع التخلص منها نهائيا، وبالمقابل نوفر لقاطنيها مساكن بديلة تضمن حقوقهم في السكن والاستقرار الاجتماعي، بتدخل جميع المعنيين والمسؤولين.

سبق لـ"المغربية" أن تلقت عدة شكايات، تفيد بأن السكان القاطنين بالمنطقة المعروفة بـ"صاكة العسري"، يتذمرون من واقع الطرقات والمسالك ومجاري الصرف الصحي المتردية، ما موقع هذه المنطقة من الإصلاحات التي سبق أن ذكرتم أنها تهم الأحياء الشعبية؟

-هناك مساعي لإعادة هيكلة هذه المنطقة في أجل قريب، بمجرد صدور وثيقة تهيئة، اعتبارا أن شركة إدماج السكن، ستتكفل بهذه المهمة، إذ يجب التمييز بين مشروع إعادة الإسكان وإعادة الإيواء وإعادة التهيئة، وهذه المنطقة ستحظى بنصيبها من التهيئة وفق ما يوفر للسكان شروطا حضرية، من خلال تبليط الطرقات والممرات وكذا إصلاح المجاري وغيرها من مقومات البنيات التحتية الناجعة.

منقول