سعود عضو جديد
عدد الرسائل : 15 العمر : 46 Localisation : الرياض / المملكه العربيه السعوديه النقاط المكتسبة من طرف العضو : 6251 خاصية الشكر : 0 تاريخ التسجيل : 12/10/2007
| موضوع: ~*¤ô§[ خيانة التعبير طريق لسوء الفهم ]§ô¤*~ الجمعة 12 أكتوبر 2007, 15:58 | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اترككم مع المقال الجميل
الى اي مدى تستطيع الافصاح عما يدور بخلدك لغيرك ؟ ان اجابتك على هذا السؤال يحدد مدى قدرتك على التأثير في الاخرين من حولك , ذلك ان بعض الناس تدور بخلدهم الافكار والانفعالات والعواطف ولكن يجدون انفسهم عاجزين عن الابانة , او يجدون في انفسهم لا يقدمون الى مستمعيهم سوى جانب مما يرغبون ايصاله اليهم , بينما يعجزون عن الابانة عن باقي الجوانب التي يرغبون في التعبير عنها دون ما جدوى . ولعل بعض الناس لا يتبدى لديهم عجز في التعبير . بل خطا في التعبير , وهؤلاء الناس قد يجلبون على انفسهم الكثير من المششاكل والخلافات . وقد يصل بهم الحال الى درجة انهم كلما حاولوا تخليص انفسهم من ورطة بسبب اخطائهم في التعبير خانهم الخط من جديد وزادوا الطين بلة , وازدادوا تورطا على تورط وتعقدت حياتهم اكثر فأكثر بحيث يصيرون مثارا للسخرية او تعرضا للمسؤلية والعقاب . ولكم فقد معوجو اللسان رؤسهم عبر التاريخ وقد خانهم التعبير فعبروا بأشياء لم ترد على اذهانهم امام الملوك والاباطرة , ففقدوا حياتهم نتيجة سوء التعبير . وهذا يدفعنا الى ما يمكن ان يتعرض له الناس من نقص في الابانة على النحو التالي : اولا – الحبسة : وهي العجز تماما عن التعبير عما يدور بخلد المرء , ولكأن الكلام قد انحبس في حنجرةالشخص وصار كالأبكم لا ينطق بخير او بشر . وهذا العرض قد يصيب اي انسان في المواقف الشديدة الخطرة , اوعندما يجد المرء نفسه وقد عمه الخجل واخذ به كل مأخذ . ثانيا - اللكنة : وهي حالة تتسم بتآكل الكلمات او النطق بها مشوهة او مبتورة . ثالثا – استبدال حرف بكلمة بحرف آخر في نفس الكلمة , كأن يقول الشخص ( انارب ) بدلا من ( ارانب ) . رابعا – نسيان كلمة هامة او اسم شخص له اهمية في الموضوع او نسيان مصطلح علمي يدور حوله محور الكلام , الامر الذي يجعل المتحدث في موقف ضعيف للغاية امام مستمعيه او مناقشيه . خامسا – استخدام كلام كثير لايصال مع ان قليلة , اوتردي اللسان في ثرثرة خاوية او تكاد من اي معنى . وقد تجد الواحد من الثرثارين وقد اخذ يدور حول مقصده بغير ما جدوى لانه يفشل في اصابة الهدف كلما اشتد اقترابه منه كما تفلت السمكة من ممسكها تحت الماء . سادسا – تركيز الكلام في جمل تلغرافية تكون بحاجة الى شرح حتى يفهم السامع ما يريده المتحدث . وليس من شك في ان هذه النقيصة الكلامية في الابانة لا تقل خطورة عن سابقتها . فالذين يركزون كلامهم لدرجة الغموض والابهام على المستمعين يتضايقون هم انفسهم لانهم يحسون بأن المستمعين متضايقين منهم , كما يحسون بأنهم عاجزون عن الابانة والافصاح عما يدور بخلدهم . سابعا – المغالطات والبراهين الكاذبة فيما يسوقه الشخص من كلام , والواقع ان هذه النقيصة الكلامية ترجع الى سبب من سببين : الاول – جهل المتحدث بالموضوع الذي يعرض له واستخدامه للجدل والمغالطات لتغطية موقفه , والثاني – اصابة الشخص بعقدة نفسية تتعلق بشخصيته مما يحمله الدفاع عن نفسه كما لو ان لصابع الاتهام تشير الى شخصيته الضعيفة , فيعمد لا شعوريا الى الهجوم قبل الدفاع عن الموقع الضعيف . ثامنا – التناقص الذاتي فيما يقوله الشخص , فهو يكون امعة لا رأي له , انه يقول ر ايا وضده في نفس الجلسة . واذا ما اوحى اليه احد الموجودين باتجاه – اي اتجاه – فانه يسارع الى الاخذ به بغير مناقشة . وكلام اشخاص من هذه الشاكلة لا يعتد به ولا ينهض حجة لهم او عليهم . تاسعا – اتخاذ الموقف المضاد لاي راي او فكرة تذكر امام الشخص . فأولئك الناس لا يرغبون في ايراد براهين مغلوطة , بل يرغبون في مناوأة اي شخص امامهم , ولكأنهم بذلك الموقف يهددون كل من تحدثه نفسه بالخوض بأي موضوع وذلك بأسكاته عن طريق التغليط والتسفيه واتهام صاحب اي رأي بأنه جاهل او غبي . عاشرا – لالاصابة باللوازم الكلامية كأن يردد الشخص كلمة ( مثلا ) او كلمة ( يعني ) وغير ذلك من الكلمات التي تسيطر على مقاليد كلامه فتعمل بذلك على افساد السياق الذي يتحدث فيه كما انها تقع في اذن السامع كما يقع الذباب على الوجه فيضايق المرء . والواقع ان من اسباب اصابة الناس بتلك اللوازم الكلامية استهلاك الثروة اللغوية وعدم تجديدها بالاضافة الى ضحالة الفكرة واصابة الشخص بالقلق النفسي والارتباك والخجل . وبعد ان عرضنا لاهم ما يمكن ان يعيب الكلام من عيوب ويعوق المتحدث عن الابانة , نهيب بك ان تراعي ما يأتي في حياتك بينك وبين نفسك , وبينك وبين الناس حتى يصح لسانك ويحسن بيانك وتتالق فصاحتك وافصاحك عما يدور بخلدك من افكار واحاسيس : اولا – زود نفسك بحصيلة لغوية متكثرة , وهذا يتطلب منك المداومة على القراءة وتامل الكلمات والاستخدامات المتباينة لها , وما ينشأمن استخدامات جديدة تتطلبها الحضارة او الحركات والتيارات الاجتماعية . ثانيا – كن مستعدا دائما لتصحيح كلامك . وافرح اذا ما ردك احد عن خطأ كلامي وقعت فيه . فلا شك ان من الاسس السليمة لتربية القدرة على الكلام الدأب على البحث عن النقائص الكلامية سواء بنقد نفسك بنفسك , ام بتلقي نقد الاخرين لك . ثالثا – كرس بعض الوقت كل يوم للقراءة الجهرية البطيئة . ذلك ان القرأة بصوت جهوري بطئ تساعد على تقويم اللسان وتصحيح اخطاء التعبير ز رابعا – خذ قسطك من الراحة من الاكلام في الجلسة التي قد تضمك بغير ان تضيع حقك من جهة , وبغير ان تجور على حقوق الاخرين في المشاركة بالحديث من جهة اخرى . خامسا لا تدخل في مجادلات بيزنطية لا تستهدف شيئا سوى تأكيد الذات , ولكن هذا لا ينفي الفائدة التي يمكن ان تتأتى من من مشاركتك في المناظرات هو انك تعد نفسك للمناظرة نفسيا وعقليا , بينما لا تفعل ذلك ذلك بالمجادلات الفارغة وتخشى ان تستولي عليك عادة المجادلة الفارغة اذا ما جعلتها ديدنك في الحياة . سادسا – لا تدأب على قرأة نوعية واحدة من القراءات , ولا تحصر ذهنك في موضوعات او محاور فكرية ضيقة , بل وسع افقك وعدد مصادر خبرتك , فتزداد بذلك حصيلتك اللغوية . على ان هناك بعض الحالات التي يصاب فيها المرء بأمراض الكلام , سواء كانت اصابته بذلك اصابة عارضة ام اصابة مستمرة , اما بالنسبة للحاةت العرضة فانها تتخلص فيما يلي : اولا – حالات التعب او المرض او السهر , او بتعيبر عام اصابة الجم بالوهن العام العارض الذي سرعان ما يزول بعد زوال الاسباب . ثانيا – فقدان التوازن الانفعالي او العاطفي المفاجئ بسبب موقف معين , او حتى بسبب انثلام الشعور بكلمة جارحة او بسبب الفشل في موقف او بسبب نقد لاذع يوجه الى الشخص . ثالثا – توجيه انتباه الشخص الى الطريقة التي يتحدث بها , فبدل ان يوجه انتباهه الى الكلام نفسه , فأنه يوجه انتباههه الى طريقة كلامه فيضطرب ويتخبط فيما يقول . اما بالنسبة للحالات المزمنة من امراض الكلام وهي التي لا يمكن علاجها علاجا حاسما بل يكتفي بالتخفيف من حدتها , فأن من اهمها النقص في تكوين اجهزة الكلام , او اصابتها بمرض او اخر مما يؤثر في قدرة الشخص على الابانة او على ايضاح ما يعنيه من كلام . اضف الى هذا ما يمكن ان يصاب به الشخص من امراض نفسية و عقلية . ولا شك ان من بين الامراض النفسية ما يعوق الشخص عن اجادة التعبير , بينما يوجد منها ما يحول بينه وبين الكلام على الاطلاق . ومهما يكن من امر فأن تجنب اسباب عيوب الكلام بالاتباع والاهتمام لان الوقاية خير من العلاج . ولكن هذا لا يحول دون ان نؤكد اهمية التربية الذاتية لانه من النادر ان تجد شخصا سويا لا يصاب بوقت او بآخر , او في موقف او اكثر بمشكلات كلامية وبأعاقة عن الافصاح او الابانة , ومن هنا فان عليك ان تعالج نفسك بنفسك كلما ظهرت لديك مشكلة كلامية حتى تحتل مكانة سامية في قلوب الناس من معارفك واصدقائك واقرانك .
بقلم/ يوسف ميخائيل اسعد | |
|