الحسن الثاني في كرسي احتياط الوداد

((( الحسن الثاني في كرسي احتياط الوداد )))


حينما تأسست البطولة الوطنية في كرة القدم بكل فسيفسائها المكون من فرق فرنسية و أخرى مغربية فهم الحسن الثاني أن الإنخراط في تدبير شأنها و لو من خلف الستار سيكون عاملا مساعدا على الدفع من أجل المطالبة بالإستقلال و إسماع صوت المغرب المتطلع إلى الحرية و لم يخطئ الراحل الحسن الثاني الإختيار حين قبل دون تردد أن يصبح رئيسا شرفيا لفريق جاء إلى كرة القدم بخلفية سياسية و هو فريق الوداد الرياضي الذي ظل يرفض أن ينعت بالبيضاوي كي يكون فريقا لكل المغاربة و ليس للبيضاويين فقط . و من مدرجات سطاد فيليب بمدينة الدار البيضاء و الذي أصبح اليوم يحمل إسم ملعب المرحوم العربي بنمبارك ظل الحسن الثاني وهو لا يزال وليا للعهد يتابع عن كثب مباريات الفريق الأحمر الذي أضحى يحصل كل الألقاب خصوصا و أن وداد الأربعينيات كانت تضم ثلاثيا أطلق عليه الفرنسيون لقت ((الثريبلاث)) و المكون من عبد السلام و إدريس و الشتوكي و لقوة هذا الثلاثي الكاسح في الهجوم كان فريق إفس برشلونة الإسباني يرغب التعاقد معه للإنتقال إلى الدوري الإسباني .و على الرغم من أن مسيري الوداد أنذاك إقتنعوا بعرض برشلونة إلا أن تدخل الراحل الحسن الثاني أوقف الصفقة . و على كرسي احتياط الوداد ظل الحسن الثاني يتابع كل المباريات التي لعبها بل إنه ظل يرسم و يقترح و يسجل الملاحظات التقنية ليعرضها أمام اللاعبين الذين كانوا يشعرون أنهم يلعبون لفريق ملكي يقوده ولي العهد . لم يغير الحسن الثاني من مكانه إلى جانب إحتياطيي الوداد إلا بعد أن إشتد الخلاف بينه و بين رئيس فريق نجم الشباب المعروف بحمو الفاخري و الذي ظل يتابع مباريات كرة القدم و هو محمل بسلاحه يهدد به الجميع . و لذلك إختار الحسن الثاني أن يتابع مباريات فريقه المفضل من فوق سطح مقر البريد المطل على سطاد فيليب و كانت من أقرب نتائج هذا الخلاف الشديد هي أن الجامعة المغربية رفضت أن ينتقل لاعب النجم محمد بابا للإحتراف رفقة فريق بوردو الفرنسي على الرغم من أنه إجتاز كل الإختبارات بنجاح . و مثل الكثيرين بحب الكرة غضب الراحل الحسن الثاني حين إنهزم فريق الوداد في إحدى لقاأت البطولة مما أدى إلى ضياع البطولة من أيدي الوداد و انتهى غضب الحسن الثاني بالإعلان عن تأسيس فريق جديد يرأسه بنفسه هو فريق الجيش الملكي الذي أراده أن يكون فريقا لكل المغاربة و نواة حقيقية للمنتخب الوطني الذي ظل يعتبره أساسيا في معركة إسماع صوت المغرب في المحافل الدولية . و كان الحسن الثاني وراء تجميع لاعبي المنتخب المغربي لسنة 1961 و الذي كان الأقرب إلى المشاركة في كأس العالم بالشيلي لولا أن الإتحاد الدولي فرض عليه مواجهة منتخب إسبانيا . و الملك الراحل هو من أرسل أخوه المولى عبد الله لمرافقة الفريق الوطني إلى العاصمة الإسبانية مدريد إلا أنهم و للأسف الشديد أقصيوا و ذلك بسبب اللاعب حسن أقصبي الذي بالغ في المراوغة بدلا من أن يسجل هدف الإنتصار في شباك الحارس الإسباني سانطا ماريا و قد غضب الحسن الثاني على طريقة ضياع هذا الهدف و رفض إستقبال أقصبي لأنه حرم المغاربة من المشاركة بتظاهرة كأس العالم لسنة 1962. رفقة الجيش الملكي ظل الحسن الثاني يدير شأنه الإداري عن قرب و ظل يتابع النتائج و يعاتب المتهاونين .و في إحدى مباريات الجيش في منافسات كأس العرش ضد فريق دفاع عين السبع التي كانت ستجرى في 8 ليلا في شهر رمضان قرر الحسن الثاني تأجيل هذه المباراة إلى ما بعد نهاية صلاة التراويح بل إنه أمر مسؤولي التلفزة المغربية بالتنقل إلى الدار البيضاء من أجل نقل المباراة على الشاشة .

(((مذكرات الحسن الثاني مع كرة القدم المغربية )))

wac dima fari9 almouatana li malik mouatine