عرف "م" داخل حي "لگزا" بالرباط بولعه بالتصوير منذ الصغر. ولأن "م" أحب هوايته فقد كان مولعا بتصوير المناظر الطبيعية، وهكذا اتخذ من قصبة الوداية التاريخية استوديوها كبيرا لممارسة هوايته؛ يترصد ساعات الغروب، ويقضي سحابة نهاره ينتظر "اصطياد" لقطة نادرة لطيور النورس وهي تحلق بمحاذاة مياه النهر تترصد هي الأخرى صيدها من الأسماك التي تسبح طافية فوق زرقة المياه الشفافة. وخلال تردده على القلعة القديمة للاوداية سيكتشف "م" "السمايرية" (مجموعة الشباب الذين يتسمرون في أماكنهم في انتظار ظهور ولي العهد آنذاك على صهوة دراجته المائية)، وعكس أصدقائه وأبناء حيه، لم يكن "م" يتسابق معهم ليسلم راكب الدراجة المائية طلباته، رغم أنه كان عاطلا عن العمل بعد انقطاعه عن الدراسة. وبالنسبة لـ"م" فإن ظهور ولي العهد على متن دراجته المائية، كان فرصة لالتقاط صور نادرة، كان يتفنن في التقاطها من أكثر من زاوية في كل مرة يصادف وجوده مرور ولي العهد أثناء ممارسته لرياضته المفضلة "الجيت سكي". وعندما أصبح في رصيد "م" ألبوم كامل لصور ولي العهد وهو يمارس رياضته المفضلة، نصحه أحد الأصدقاء من "السمايرية" بأخذ ألبوم الصور والتوجه الى إقامة ولي العهد بالطريق المؤدية الى بوقنادل، وكذلك كان. ويحكي أحد أصدقاء "م" أن ولي العهد أعجب آنذاك بالصور التي التقطها له "م"، وعندما سأله عن طلباته، طلب "م" الحصول على آلات تصوير متطورة، فكان له ما أراد
. عاد "م" الى ممارسة هوايته، وأصبح يتفنن في التقاط الصور لولي العهد كلما ظهر على متن صهوة دراجته النارية، ويقوم بتسليمها في مقر إقامته ونادرا ما كان ينتظر الإكرامية. استمر أمر "م" كذلك حتى وفاة الملك الراحل. وذات يوم وبينما هو يتسامر مع رفاق حيه، إذا بشخصين يظهر من هيئتهما أنهما من الأمن الملكي الخاص، حضرا لتوجيه الدعوة الى "م" للذهاب معهما. وحسب أحد أصدقاء "م" فقد انتابه الخوف في البداية، وظل كذلك حتى وجد نفسه داخل القصر الملكي في فترة عزاء الملك الراحل، وعندما استقبله الملك، طلب منه أن يحضر معدات التصوير الخاصة به ويلتحق بطاقم التصوير الخاص بالملك. ومنذ ذلك التاريخ و"م" يرافق الملك في حله وترحاله، وعكس علي لينه المصور الرسمي للملك، فإن صور "م" التي يقال إنها ذات جودة فنية عالية، فإن الملك يحتفظ بها لنفسه بينما يأمر بنشر صور للينه ومساعده بعد أن يؤشر عليها، وتلك إحدى عادات محمد السادس، فجميع الصور ذات الطابع الرسمي التي تنشر عنه سواء في مجموعة ماروك سوار أو في وكالة الأنباء الرسمية أو تلك التي يبثها قسم الصحافة في وزارة الاتصال لا تنشر إلا بعد أن يجيزها الملك بنفسه.
موقع المغرب الملكي