يشكل التكوين المؤهل إحدى الركائز الأساسية التي تراهن عليها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتنزيل مبادراتها الرامية إلى النهوض بأوضاع الفئات المستهدفة، وخاصة فئة النساء في وضعية هشاشة، وذلك في أفق تحقيق اندماج سوسيو-مهني يضمن لهن ظروف العيش الكريم ويكرس مساهمتهن في مسلسل التنمية المحلية والوطنية.
ويشكل مركز التربية والتكوين للنساء، الذي أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، على تدشينه أمس الأربعاء بالحي المحمدي بمراكش، لبنة جديدة في تنزيل هذه المقاربة القائمة على عنصري القرب من السكان المستهدفين، والتكوين الكفيل بتمكين النساء في وضعية هشاشة من الحصول على دخل قار سواء من خلال إحداث مشاريع فردية، أو من خلال خلق تعاونيات.
وبالفعل، فإن إحداث هذا النوع من المراكز إنما ينبع من القناعة التي أعرب عنها جلالة الملك في الخطاب المؤسس للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في ماي 2005، المتمثلة في كون إعادة التأهيل الاجتماعي "لا يمكن اختزالها في مجرد تقديم إعانات ظرفية، أو مساعدات موسمية مؤقتة، كما لا يمكن التعويل فيها على الأعمال الخيرية أو الإحسان العفوي، أو الاستجابة لوازع أخلاقي أو لصحوة ضمير".
ومما يؤكد نجاعة اعتماد عنصر التكوين كمدخل حقيقي للاندماج الاجتماعي، الشهادات التي تقدمها المستفيدات من خدمات مراكز تعزيز قدرات النساء والفتيات التي رفعت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وتيرة إنجازها في مختلف جهات المملكة، اللواتي ولجن مجال الشغل بفضل الخبرات التي اكتسبنها خلال فترة تكوينهن في مجالات مختلفة.
وفي هذا الصدد، أكدت لعزيزة المسطاوي، وهي ربة بيت مستفيدة من خدمات مركز التربية والتكوين للنساء بالحي المحمدي بمراكش، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن التكوين الذي تتلقاه حاليا في المركز في مجال الخياطة والفصالة، "سيمكننا من تملك صنعة تساعدنا على الاضطلاع بأعباء الحياة اليومية"، داعية نساء الحي إلى الاستفادة من خدمات المركز "الذي يقدم لنا الشيء الكثير".
من جهتها، أبرزت عتيقة سلمان المستفيدة من التكوين الذي يقدمه المركز للمربيات، في تصريح مماثل، أهمية هذا التكوين، في شقيه النظري و التطبيقي، معربة عن سعادتها لكون هذا التكوين يفتح لها أفقا للولوج لسوق الشغل، سواء من خلال العمل في المدارس الخصوصية أو تأسيس رياضات للحضانة.
بدورها، أكدت محبوب ليلى، المستفيدة أيضا في مجال تكوين المربيات، أن التكوين في المركز سيمكن المستفيدات من الحصول على دبلوم يفتح لهن آفاق الشغل وييسر اندماجهن المهني.
وحسب مدير المركز، عبد الرحيم آيت القش، فإن هذه اللبنة الجديدة تقدم حاليا تكوينات في مجالات عدة من قبيل تعليم الخياطة والفصالة (28 مستفيدة)، وتكوين المربيات (20 مستفيدة)، والإعلاميات (20 مستفيدة)، ومحاربة الأمية (30 مستفيدة).
وأوضح آيت القش في تصريح للوكالة، أن هذا المركز يساهم في تلبية احتياجات نساء المنطقة في مجال التكوين، وهو ما يؤكده إقبالهن الكثيف على التسجيل فيه.
تجدر الإشارة إلى أن مركز تكوين النساء بالحي المحمدي بمراكش ينضاف إلى مراكز مماثلة تسعى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من خلالها إلى توفير فضاءات مواتية لتأطير العنصر البشري وتطوير مهاراته وتعزيز خبراته، بما في ذلك فئة الشباب، وذلك بغية ضمان تكوين مؤهل لولوج سوق الشغل والمساهمة بفعالية في التنمية المحلية.
وهكذا، تكون المبادرة الوطنية للتنمية البشرية قد عززت رصيد منجزاتها في مجال تكوين وتأهيل العنصر البشري، وخاصة النساء في وضعية هشاشة، مكرسة بذلك دورها الأصيل المتمثل في تحسين ظروف عيش السكان بشكل مستدام. مراكش (و م ع)
منقول