بعد مرور زهاء تسع سنوات على إطلاقها٬ انتقلت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ٬ باعتبارها ورشا مجتمعيا دائما ومفتوحا٬ إلى مرحلة جد متقدمة في تنفيذ مشاريعها الطموحة٬ لتكون بحق نموذجا يحتذى على المستويين الإقليمي والقاري.
وقد مكنت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ٬التي تقوم على مقاربة لاممركزة تحترم مبادئ المشاركة الاستراتيجية والتشارك وتنسيق العمليات والحكامة الجيدة٬ من بلوغ نتائج مرضية في مجالات محاربة الفقر والإقصاء الاجتماعي والهشاشة٬ لاسيما من خلال الانخراط اللامحدود للسلطات المحلية والوزارات المعنية ٬ والمشاركة النشيطة للسكان ومنظمات المجتمع المدني.
وهكذا٬ مكن هذا الورش الاجتماعي المهيكل ٬ الذي يضع العنصر البشري في صلب اهتماماته٬ من تحقيق نتائج ملموسة على مستوى جهة فاس- بولمان٬ لاسيما من خلال تخفيف مظاهر الهشاشة والإقصاء الاجتماعي وتحسين مستوى عيش الساكنة٬ إلى جانب إحداث دينامية تنموية حثيثة شملت مختلف فئات المجتمع ٬ خاصة النساء والشباب الذين أضحى بوسعهم الانخراط بفعالية في عجلة التنمية عبر العديد من البرامج والمشاريع المنتجة.
وفي هذا السياق٬ فإن الزخم الذي يعرفه إنجاز البنيات الرامية إلى إعادة إدماج وتأهيل وتقوية قدرات النساء بمختلف جهات المملكة٬ يعكس بجلاء المكانة الخاصة التي تحظى بها المرأة ضمن مختلف البرامج والمشاريع المسطرة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ٬ وتدل على ذلك المراكز العديدة المحدثة خلال السنوات الأخيرة٬ والتي تسعى إلى فسح المجال أمام المرأة المغربية لتطوير مهاراتها والحصول على تكوينات مؤهلة في عدد من المهن بما يتيح اندماجها بكيفية أفضل في سيرورة التنمية المحلية.
وتتجلى الأهمية البالغة لهذه البنيات٬ لاسيما مراكز دعم الكفاءات والقدرات النسوية ومساعدة النساء اللواتي يعشن وضعية صعبة٬ في كونها فضاءات مواتية لتطوير الخبرات وصقل المواهب ٬ فضلا عن مساهمتها في الارتقاء بالمستوى الثقافي للنساء المستفيدات وتنمية الشعور بالمسؤولية لديهن٬ وذلك في أفق تكوين نساء مؤهلات لولوج سوق الشغل والمساهمة بفعالية في مسلسل التنمية
فمنذ إطلاقها في ماي 2005 ٬ تم في إطار المبادرة تنفيذ عدد من البرامج الرامية إلى التخفيف من مظاهر الإقصاء والهشاشة الاجتماعية التي تطال النساء ودعم اللواتي يعشن وضعية صعبة وضمان انخراطهن الفاعل في محيطهن السوسيو- اقتصادي٬ وذلك من خلال مقاربة شمولية ومندمجة وجيدة الاستهداف تضع المرأة في وضعية صعبة في صلب اهتماماتها٬أخذا بعين الاعتبار الصعوبات التي عادة ما تحول دون اندماج المرأة وانخراطها الكامل في عجلة التنمية.
من جهة أخرى٬ مكن تنفيذ مشاريع الأنشطة المدرة للدخل٬ بفضل الأولوية التي تحظى بها ضمن برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية٬ من تحقيق نتائج ملموسة يشهد عليها تحسن مؤشرات التنمية الاجتماعية والإدماج الفاعل لأعداد كبيرة من الفئات المستهدفة ضمن النسيج السوسيو- اقتصادي٬ بما يؤكد نجاعة هذه المقاربة التي أثمرت العديد من المشاريع المماثلة بمختلف جهات المملكة.
منقول