الرباط/ 18 دجنبر 2013 أكد القائم بالأعمال بالسفارة الأمريكية بالمغرب، ماثيو لوسينهوب، اليوم الأربعاء بالرباط، أن "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعد مثالا رائعا على التزام المغرب الجاد، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، في مجال مكافحة الفقر والإقصاء الاجتماعي". وأضاف لوسينهوب، في لقاء نظم لاستعراض نتائج دراسة تقييمية لآثار برنامج "دعم الأنشطة المدرة للدخل" الذي تم إحداثه في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أن هذا الالتزام يتجسد بالخصوص في خلق أنشطة مدرة للدخل لفائدة الفئات الفقيرة والهشة. وأشاد بالجهد الذي تبذله الحكومة المغربية في هذا المجال، مذكرا، من جهة أخرى، بإعادة اختيار المغرب من طرف مؤسسة تحدي الألفية كمرشح لتوقيع اتفاقية ثانية مع المؤسسة. من جانبه، أبرز الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، الشرقي الضريس، بأن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية هي مشروع تنموي انطلق بعد الخطاب الملكي ل 18 ماي 2005، يروم تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للفئات الفقيرة، وتشجيع الأنشطة المدرة للدخل القار والمتيحة لفرص الشغل. وأكد أن هذا اللقاء يأتي في إطار منهجية العمل مع مؤسسة تحدي الألفية وباقي الفاعلين، والمقاربة التشاركية المندمجة التي تنبني على تتبع وتقييم المشاريع، مشيدا، من ناحية أخرى، بالتزام مؤسسة تحدي الألفية إلى جانب المغرب في هذا المجال. من جانبها، أكدت ممثلة مؤسسة "تحدي الألفية" بالمغرب، منيرة سالم مردوك، أن نتائج برنامج دعم الأنشطة المدرة للدخل كانت مرضية للغاية، حيث عرفت ارتفاع المداخيل ومعدل استمرارية مزاولة الأنشطة المدرة للدخل. وقالت إن المؤسسة تساند هذا البرنامج إيمانا منها بالدور المحوري للأنشطة المدرة للدخل في محاربة الفقر والهشاشة ومساعدة الساكنة، معربة عن اعتزازها بتحول أمثلة كثيرة من المستفيدين من هذا البرنامج إلى فاعلين فيه. من جهتها، أشارت المديرة المؤقتة لوكالة الشراكة من أجل التنمية، مليكة العسري لحلو، إلى أن هذا اللقاء يندرج في إطار الورشات التي يتم تنظيمها لتقديم نتائج الدراسات تقييما للمشاريع التي تنجزها وكالة الشراكة من أجل التنمية. وأبرزت أن الدراسة التقييمية لآثار برنامج "دعم الأنشطة المدرة للدخل" تتسم بالاستقلالية وتستند إلى مقاربة علمية دقيقة جدا. وخلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج من بينها أن برنامج دعم الأنشطة المدرة للدخل أحدث تحولا دالا على مستوى إدارة هذه الأنشطة تجلى بالخصوص في ارتفاع نسب الادخار، وسرعة سداد القروض الجارية من طرف المستفيدين المزاولين لهذه الأنشطة، إضافة إلى زيادة نسبة الجمعيات التي تدير أنشطة مدرة للدخل ممن جددت وسائل إنتاجها بفضل البرنامج المذكور. وأشارت الدراسة، التي اعتمدت على مقارنة نتائج أداء الجمعيات المزاولة للأنشطة المدرة للدخل المستفيدة من برنامج الدعم (200 جمعية) ونظيراتها غير المستفيدة (360 جمعية)، إلى أن الجمعيات المستفيدة شهدت ارتفاعا في نفقات الإنتاج ما يعني إنتاجية أكبر، كما استمرت 97 في المائة منها في مزاولة الأنشطة التي تديرها مقابل 92 في المائة من الجمعيات غير المستفيدة من برنامج الدعم