اكد بيير أنطونيو بانزيري، رئيس اللجنة المغاربية بالاتحاد الأوروبي، أن التصويت الإيجابي للبرلمان الأوروبي، أمس الخميس، ببروكسيل، على اتفاقية التبادل الحر المعمق والشامل (أليكا) بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، يعد تكريسا لمسار الشراكة المتوازنة بين الطرفين، واعترافا بمجهودات المغرب اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.
دعا بانزيري، في تصريح هاتفي لـ"المغربية"، من بروكسيل، إلى ضرورة تعزيز أسس هذا التعاون الثنائي بين الاتحاد الأوروبي والمغرب في إطار الوضع المتقدم، وأبرز أن التصويت لفائدة التوقيع على البروتوكول الجديد لاتفاقية الصيد البحري، الذي سيعرض على المصادقة النهائية بالجلسة العامة بالبرلمان الأوروبي بستراسبورغ يوم 9 دجنبر المقبل، يأتي لتقوية هذا التوجه بين الطرفين.
من جهته، أعلن عبد الرحيم عثمون، رئيس اللجنة البرلمانية المشتركة المغرب الاتحاد الأوروبي، أن اللوبي المناهض للمغرب بالبرلمان الأوروبي قام، أمس الخميس، بإنزال كبير خلال التصويت على تقرير اتفاقية التجارة العالمية للاتحاد الأوروبي، في محاولة للضغط من أجل رفض التوقيع على اتفاقية التبادل الحر الشامل والمعمق "أليكا" مع المغرب.
وأضاف عثمون، في تصريح هاتفي لـ "المغربية" من بروكسيل، أن التعديلات التي قدمها بها خصوم المغرب، والتي رفضت من قبل البرلمان الأوروبي بشكل قاطع، تمحورت حول إثارة مواضيع متآكلة ومهترئة وغير منطقية، مؤكدا أن مساندي دعاة الانفصال عبروا مرة أخرى عن تبنيهم لأطروحة تضليلية وفاشلة، تحرك خيوطها البوليساريو، التي خسرت كل أوراقها الوهمية ومواقعها المهتزة بالمحافل الدولية.
وأفاد رئيس اللجنة البرلمانية المشتركة المغرب الاتحاد الأوروبي أن البرلمان الأوروبي أصبح مقتنعا بأن الرباط تعد حليفا سياسيا واستراتيجيا وازنا بالنسبة لأوروبا في منطقة شمال إفريقيا، كما يعد المغرب قطبا جيواستراتيجييا أساسيا وفاعلا في ضمان الاستقرار بالمنطقة.
وأشار عثمون إلى أن انطلاق المفاوضات من قبل بالرباط حول اتفاقية التبادل الحر المعمق والشامل، التي أعطى انطلاقتها خوصي مانويل باروزو، رئيس المفوضية الأوروبية مع المغرب، الذي يعد أول بلد خارج الاتحاد يحظى بهذا التعامل النوعي، تمثل دفعة قوية وحاسمة في اتجاه تعميق التبادل التجاري بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، بشكل يضمن تقارب التشريعات في عدد من المجالات المرتبطة بتسهيل المبادلات التجارية، التي تخدم التطور الاقتصادي لكلا الجانبين.
كما تطرق رئيس اللجنة البرلمانية المشتركة المغرب الاتحاد الأوروبي إلى طبيعة العلاقات المتميزة بين المملكة والاتحاد الأوروبي، التي تطورت منذ تنظيمها في إطار الوضع المتقدم الذي يتمتع به المغرب منذ 2008، مذكرا بأهمية إطلاق مخطط عمل خماسي (2013-2017) أعد لهذا الغرض بشكل مشترك.
واعتبر أن عزم الاتحاد الأوروبي السير قدما من أجل تحقيق وتطبيق اتفاقية "أليكا" يؤكد الاهتمام الكبير الذي يوليه الاتحاد لعلاقاته المتميزة مع المغرب، باعتباره شريكا كبيرا وذا مصداقية، ويكرس التوجهات المشتركة للطرفين في ما يخص القضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي. خاصة تلك المرتبطة بالتعاون الأورومتوسطي، وبالوضع في المغرب العربي، وبالأمن في منطقة الساحل، دون إغفاله أن النتائج المحققة في إطار علاقة الاتحاد الأوروبي بالمغرب تمثل إشادة نوعية بما أنجزه المغرب من إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، بقيادة جلالة الملك محمد السادس.
وقال عثمون "رغم المزايدات المكشوفة والتحامل الفاشل لخصوم المغرب، والإنزال المكثف لمجموعة من التعديلات المعادية لمصالح المملكة، مكن التجاوب الكبير والعمل المنسجم والاستباقي للبرلمانيين المغاربة والدبلوماسية الرسمية من فضح التعديلات التي تعاكس مصالح المغرب والمنطقة الأورور متوسطية بأكملها، التي تهدف من خلالها اللوبيات المؤيدة للانفصال إلى نسف مرتكزات الشراكة الاقتصادية والسياسية بين المغرب والاتحاد الأوروبي".
وعن اتفاقية "أليكا"، أفاد أن المغرب انخرط، سنة 2013، في التفاوض بخصوص جيل جديد من الاتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي، التي تكرس الاهتمام الكبير والالتزام الواضح للاتحاد الأوروبي، من أجل تطوير شراكة متقدمة وذات أبعاد شاملة، تجعل من المغرب طرفا في إرساء فضاء اقتصادي مشترك.
منقول