أكد سفير المغرب في فرسوفيا، يونس التيجاني، أن الرؤية الجديدة لجلالة الملك محمد السادس في مجال الهجرة تأخذ بالاعتبار التحولات الكبرى للهجرة على الصعيدين الجهوي والدولي، والحقائق الوطنية في علاقتها بمسألة الهجرة واللاجئين.
في تدخله أمام الاجتماع السنوي لمكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمن والتعاون بأوروبا، الذي خصص مناقشاته للهجرة، أوضح التيجاني أن الرؤية الملكية تندرج في إطار التقاليد الراسخة للمملكة كأرض مضيافة، ويجسد الانخراط المستمر للمغرب لفائدة حماية حقوق الإنسان وفق المقتضيات الدستورية ومتطلبات دولة القانون، وتماشيا مع الالتزامات الدولية.
وقال إن "هذا المنحى سيعطي المملكة قوة اقتراحية حقيقية، ويمكنها بالتالي من لعب دور طلائعي وفاعل على الساحة الإقليمية والدولية في ما يتعلق بتدبير الإشكالية العامة للهجرة".
وبعد أن أشار إلى أن مسألة الهجرة تكتسي أكثر فأكثر أهمية خاصة باعتبار تداعياتها على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والإعلامي والأمني، سجل الدبلوماسي المغربي أن المغرب، نظرا لقربه الجغرافي من أوروبا، أصبح نقطة عبور مكثف للمهاجرين غير الشرعيين، في اتجاه إسبانيا كوجهة أخيرة.
وأضاف أن المغرب أصبح منذ مدة بلدا للهجرة باعتبار تنامي تدفقات المهاجرين من إفريقا جنوب الصحراء التي تعبر المغرب على أمل الالتحاق بأوروبا، مشيرا إلى أن عددا من هؤلاء المهاجرين يضطرون للبقاء في المغرب لفترة طويلة نسبيا.
واستطرد أنه في إطار هذه الرؤية، فإن جلالة الملك محمد السادس أعطى تعليماته للحكومة للقيام في أقرب وقت بإعداد استراتيجية ومخطط عمل مناسبين بتنسيق مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، الذي وضع تقريرا حول القضية ومختلف الفاعلين المعنيين في أفق وضع سياسة شاملة في مجال الهجرة.
وذكر باللجان الوزارية التي تم تشكيلها في هذا المجال، وكذا قيام المغرب بافتتاح مكتب للاجئين وعديمي الجنسية تابع لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون في 24 شتنبر الماضي بالرباط. تجدر الإشارة إلى أن المغرب هو من ضمن الدول المتوسطية الشريكة في التعاون مع منظمة الأمن والتعاون بأوروبا.
منقول