الرباط (و م ع) ـ يعتبر المعهد الوطني للفرس ولي العهد الأمير مولاي الحسن، أول مؤسسة بالمغرب وإفريقيا معدة لمهن الفروسية، ويكرس إنشاؤه تقاليد الفروسية العريقة في المملكة، والتي تعززها إرادة ملكية لترسيخ الفروسية تراثا وطنيا.
ويهدف إنشاء المعهد الوطني للفرس، الذي أشرف صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن على تدشينه أمس الاثنين، إلى تكوين الشباب والمهنيين في قطاع الفروسية، وتنظيم تظاهرات رياضية وفنية ذات مستوى عالي.
ومن أجل ذلك، يعتمد المعهد على دعم فاعلين وطنيين ودوليين، وذلك استجابة للطلب على المهن المتصلة بالفرس على المستوى الوطني أو العربي أو الإفريقي.
وبذلك، ستستفيد المهن العديدة المتعلقة بعالم الفرس، سواء التقليدية أو العصرية، من تأطير وتكوين سيمكن من الحفاظ على الخبرة المغربية في هذا المجال وتنميتها.
ويقع المعهد الوطني للفرس ولي العهد الأمير مولاي الحسن، بقلب غابة دار السلام بالرباط، وذلك على مساحة 72 ألف و936 متر مربع منها 16 ألف و454 متر مربع مبنية، استعملت فيها مواد رفيعة كالخشب والرخام مع مراعاة البعد البيئي، الذي كان حاضرا من خلال الاهتمام بالمساحات الخضراء.
ويتوفر المعهد الوطني للفرس على طاقة استيعابية تصل إلى 650 مقعدا موجهة للتكوين الأساسي، وألف مقعد مخصصة للتكوين المستمر، مع تجهيزات خاصة بمجال الفروسية وكذا بنية تحتية من أجل استقبال التظاهرات الكبرى الوطنية والدولية.
وتقع الحلبة المغطاة للفروسية بقلب المعهد لـ1500 شخص منها 1241 مقعد، فيما تمتد أرضية الحلبة على مساحة 3200 متر مربع وهي مغطاة برمال "السيلكا" التي تم جلبها من منطقة بولمان وتستجيب للمعاير الدولية بخصوص جودة ونقاء الرمال، مما يمنح الخيول حرية كبيرة في الحركة.
وقد تم تجهيز هذه الحلبة المغطاة بنظام للإضاءة عالي الجودة بما يسمح بتنظيم تظاهرات ليلية، كما يستعمل الملعب أحدث أنظمة الصوت، وكذا شاشات عملاقة تسمح بنقل العروض وفق أحسن الظروف.
ويتوفر المعهد على تجهيزات ومرافق أخرى بالهواء الطلق بما يسمح بتكيف الخيول مع الطبيعة، كما سيتم استغلالها كفضاءات للتكوين والتدريب، تشمل حلبة خارجية بمساحة 4000 متر مربع، تستعمل كفضاء للتكوين وترويض الخيول، كما تستعمل في تمارين تسخين الخيول قبيل العروض، كما يمكنه احتضان منافسات القفز على الحواجز، وثلاث حلبات دائرية للترويض من بينها واحدة لذوي الاحتياجات الخاصة، مخصصة لاسترخاء الخيول وتسخين عضلاتها قبل التمارين، وإسطبلات بطاقة استيعابية تصل إلى 49 فرسا.
ويتكون الجناح البيداغوجي للمعهد من قاعات مجهزة ومخصصة للدروس النظرية، وعدة محارف تطبيقية تهم الفروسية، تضم محرف الصفيح ومحرف السراجة العصرية والتقليدية ومحرف علم الخيل، كما يتوفر الجناح أيضا على قاعة للمؤتمرات تتسع لـ120 شخصا وعلى مكتبة غنية بالمؤلفات والمراجع المتخصصة في كافة المجالات المتعلقة بالفرس.
ويتوفر المعهد أيضا على إقامة للطلبة الداخليين، تبلغ طاقتها الاستيعابية 120 طالبا.
وبهدف تسليط الضوء على المكانة البارزة التي يحتلها الفرس بالمغرب، يحتضن المعهد الوطني للفرس ولي العهد الأمير مولاي الحسن متحفا خاصا بالفرس، من شأنه أن ينشر ثقافة الفروسية بالمغرب، خاصة لدى الشباب.
وستعرض بالمتحف نماذج للسروج والركاب وأحذية الفروسية والمهماز والبنادق والخناجر والسيوف وحامل المخطوطات وألبسة الفرسان، كما سيتم عرض صور ولوحات تعبر عن عالم الفروسية.
ودعما لهذا المعرض، تم تحضير شريط قصير مدته عشر دقائق يتناول جوانب متعددة خاصة بالفرس (التاريخ والأساطير والرمز والفن والسلالات والتدريب والرعاية). وسيكون هذا الشريط مرفوقا بعروض أخرى افتراضية لتعميق المعلومات الخاصة بالفروسية.
وبفضل بنيات تحتية تستجيب للمعايير الدولية وموقع متميز في المساحات الخضراء، يسعى المعهد الوطني للفرس ولي العهد الأمير مولاي الحسن، إلى أن يكون قطبا مميزا سواء على المستوى الوطني أو الدولي يضاهي المؤسسات المثيلة المشهورة عالميا.
منقول