اطلع صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس الأربعاء، على برنامج تأهيل "الفنادق" المخصصة للصناعة التقليدية بالمدينة العتيقة بمراكش، بكلفة 40 مليون درهم، ممولة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
ويرجع تاريخ هذه "الفنادق"، وهي عبارة عن مراكز تجارية عتيقة، إلى عهد الموحدين، ويقع معظمها قرب النواة القديمة لساحة جامع الفنا وبالأحياء القديمة وبالممرات السياحية المهمة، وهي مراكز أيضا للإقامة والتجارة تستقطب عددا كبيرا من الحرفيين، فضلا عن الزوار الوافدين على المدينة.
وتتوفر مدينة مراكش حاليا على 98 من هذه"الفنادق" على مساحة إجمالية تقدر بـ 42 ألف متر مربع، من بينها 45 فندقا تزاول بها أنشطة الصناعة التقليدية.
وتتوزع الأنشطة المزاولة بهذه "الفنادق" ما بين التجارة والنسيج والمصنوعات الجلدية والمنتوجات النحاسية وصناعة الفوانيس والنجارة والصياغة وصباغة الصوف والأثواب والتطعيم, فضلا عن توفرها على عدد من المخازن والمستودعات.
ويهدف برنامج تأهيل »الفنادق« المخصصة للصناعة التقليدية بالمدينة العتيقة بمراكش إلى الرفع من معدل الدخل الشهري للصانع التقليدي والانتقال من التسويق غير المباشر إلى التسويق المباشر والرفع من نسبة عدد زوار هذه »الفنادق« بنسبة 30 بالمائة على الأقل.
ويستهدف البرنامج أربعة آلاف صانع تقليدي.
وقام جلالة الملك بالمناسبة بجولة في مختلف مرافق فندقي »العمري« و»الميزان«، اللذين يخضعان لعمليات ترميم وإصلاح بكلفة تقدر على التوالي بمليون و88 ألف درهم، و788 ألفا و800 درهم، ممولة في إطار شراكة بين المستفيدين والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وتتضمن الأشغال بهاتين الوحدتين، اللتين يشتغل بهما أزيد من 200 صانع تقليدي، ترميم الجدران وإعادة بناء الأسقف الآيلة للسقوط وحماية السطح من تسرب المياه وترميم الواجهة وإعادة تبليط الأرضية.
كما قدمت لجلالة الملك شروحات حول التأطير المالي لبرنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة مراكش (2006 -2010)، الذي يقدر بـ 249 مليونا و700 ألف درهم
ويتوزع هذا الغلاف المالي ما بين 5 ملايين درهم مخصصة لبرنامج محاربة الفقر بالوسط القروي (الجماعة القروية المنابهة)، و160 مليون درهم لبرنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري (20 حيا بمدينة مراكش)، و44 مليونا و700 ألف درهم لبرنامج محاربة الهشاشة (10 آلاف و375 شخصا)، و40 مليون درهم للبرنامج الأفقي (جميع تراب العمالة).
وكان جرى، برسم سنة 2006، تخصيص مليون و250 ألف درهم لدعم برنامج محاربة الفقر بالوسط القروي، الذي تضمن أساسا دعم الولوج إلى التجهيزات والخدمات الاجتماعية الأساسية (450 ألف درهم)، ودعم التنشيط الاجتماعي والثقافي والرياضي (100 ألف درهم)، ودعم الأنشطة المدرة للدخل (700 ألف درهم).
كما جرى تخصيص 40 مليون درهم لتمويل برنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري، موزعة على مشاريع دعم الحكامة المحلية (360 ألف درهم)، ودعم التنشيط الاجتماعي والثقافي والرياضي (3 ملايين و300 ألف درهم)، ودعم الولوج إلى الخدمات والتجهيزات الاجتماعية الأساسية (15 مليون و50 ألف درهم)، ودعم الأنشطة المدرة للدخل (21 مليونا و290 ألف درهم).
وفي إطار البرنامج الأفقي للمبادرة، خلال السنة نفسها، جرى صرف 10 ملايين درهم موجهة لدعم المشاريع ذات الوقع القوي والتكوين والمساعدة التقنية، و12 مليونا و730 ألف درهم لتمويل برنامج محاربة الهشاشة (تأهيل وبناء وتجهيز مراكز الإيواء). وبرسم السنة الحالية، جرى تخصيص غلاف مالي إجمالي يبلغ 66 مليونا و47 ألفا و250 درهما لتمويل مختلف البرامج المندرجة في إطار المبادرة، والتي تتوزع على برنامج محاربة الفقر بالوسط القروي (مليون و375 ألف درهم)، وبرنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري (44 مليون درهم)، والبرنامج الأفقي (11 مليون درهم)، وبرنامج محاربة الهشاشة (9 ملايين و672 ألفا و250 درهم).
وكان تقدم للسلام على جلالة الملك، لدى وصوله، منير الشرايبي، والي جهة مراكش تانسيفت الحوز، رئيس اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، وعمر الجزولي، رئيس المجلس الجماعي، وعبد العزيز درويش، رئيس مجلس العمالة.
كما تقدم للسلام على جلالة الملك رئيس الجماعة الحضرية المشور القصبة، ورئيس غرفة الصناعة التقليدية بالمدينة، ورئيس جمعية الأطلس الكبير، وشخصيات أخرى.
كما أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في اليوم نفسه، على وضع الحجر الأساس لمشروع تهيئة سوق الجلد بباب الخميس بمدينة مراكش، الذي يندرج في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وذلك بغلاف مالي يبلغ5 ملايين درهم.
ويهدف هذا المشروع إلى الرفع من معدل الدخل الشهري لدى تجار الجلد، وتحسين ظروف العمل وتنظيم حرف الجلد بالمدينة .
وسيجري تمويل المشروع من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (2 مليون درهم)، ومجلس مدينة مراكش (3 ملايين درهم)، وهو يستهدف 300 حرفي من بينهم 200 مستخدم بقطاع الجلد .
وقدمت لجلالة الملك بالمناسبة شروحات حول البرنامج العام لتهيئة فضاءات الجلد بالمدينة، الذي انطلق منذ سنة 2005، والذي رصدت له اعتمادات بقيمة 20 مليون و688 ألف درهم، منها 11 مليونا و400 ألف درهم مساهمة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
ويسعى البرنامج إلى تحسين جودة المنتوج والرفع من تنافسيته، وبالتالي الرفع من قيمة الصادرات، وتحسين ظروف عمل الصناع التقليديين، وتوفير البنيات التحتية الأساسية.
ويقدر عدد الحرفيين بقطاع الجلد بمراكش بحوالي7537 صانعا فيما يمثل هذا القطاع 78,6 بالمائة من حجم صادرات منتجات الصناعة التقليدية بالمدينة.
وسيجري بمقتضى البرنامج تأهيل21 دارا للدباغة التقليدية، و4 فضاءات للجلد.
كما جرى القيام بدراسة حول التأثيرات الصحية لحرفة الدباغة التقليدية على الصناع الدباغين، ودراسة أخرى لتنظيم ورفع قدرات الصناع التقليديين في قطاع الجلد، وإجراء فحوصات طبية لفائدة عدد من الصناع، واقتناء وتوزيع الأحذية الواقية والنظارات الطبية عليهم.
وجرت برسم سنة2007، برمجة تهيئة ست دور للدباغة التقليدية بكلفة مليونين و 200 ألف درهم، وذلك في أفق إنهاء عملية إعادة تأهيل قطاع الجلد بالمدينة سنة 2008 .
وكان تقدم للسلام على جلالة الملك لدى وصوله، رئيس مجلس مقاطعة مراكش المدينة، ورئيس جمعية مركز التنمية لجهة تانسيفت، ورئيس جمعية سوق الجلد للتنمية، ورئيس جمعية النخيل للصناع التقليديين، وشخصيات أخرى.