الملك محمد السادس بدوره يمارس مهنته من «المكتب»، لكنه مكتب متحرك، وحتى مكتب «طائر» في كثير من الأحيان..
«دوري في النهاية هو أن أقرر ما هو حسن وما هو سيئ، وما هو صالح وما هو غير صالح، وأن أتثبت مما إذا كانت وعودنا قد نفذت، لكي أخفف الألم عن مواطني.. إنها مهنة كما سنرى، ليست دائما من غير أخطار..»، كان يقول الحسن الثاني. إلا أن خلفه ينظر إلى الأمور بشكل مغاير، فرغم أنه يقول دائما، كما صرح للشرق الأوسط فيما قبل: «إن جدي ووالدي رحمهم الله لم يتركا لنا شيئا، فهما اللذان فعلا كل شيء.. فالأول حرر المغرب والثاني بنى المؤسسات»، وهو يدرك جيدا أن الأولويات تتغير. «الأولويات اليوم بالنسبة إلي هي اقتصادية واجتماعية..»، يوضح الملك محمد السادس، فهو يعي أن الصراع الذي كان دائرا حول السلطة في العهد السابق لم يعد قائما، وبالتالي فإن ظروف قيامه بمهنته أصبحت مختلفة...
وكما كان يردد والده أن «عرش العلويين على صهوات جيادهم»، فإن ملك البلاد الحالي ظل منذ الشهور الأولى لاعتلائه العرش يرتب السفر تلو الآخر، سواء داخل المغرب أو خارجه.
فبالنسبة إليه، لا يمكن للملك أن يكون قريبا من شعبه إذا لم يكن ينهج سياسة القرب عبر جولات ميدانية بربوع المملكة. «لا يمكننا أن نلم بالمشاكل الحقيقية للسكان الذين نود مساعدتهم دون الاقتراب منهم، وثقافة القرب أساسية لنجاح المشاريع. إنه يتعين على المؤسسة (مؤسسة محمد الخامس للتضامن) أن تستهدف الحاجيات الحقيقية، وتحدد القطاعات الجمعوية والعمومية والخاصة التي يمكن أن تشترك معها في مجال التصور والتأطير والتدبير ومتابعة البرامج، وهكذا فإنني لا أتردد أبدا في التوجه شخصيا إلى الأماكن المعنية مصطحبا معي أعضاء المجلس الإداري للوقوف على المشكل والتأكد من البرامج وتوفر ظروف نجاحها»، يصرح لمجلة «لامدينا».
منقول