تم٬ بمقر الأمم المتحدة بنيويورك٬ تقديم مقاربة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إطار المؤتمر العالمي الثالث عشر حول التكنولوجيات الجديدة والفقر "إينفو بوفرتي".
وقال عضو مجلس إدارة مؤسسة الرحامنة للتنمية المستدامة٬ السيد سلمان طارق العلمي٬ في مداخلة خلال جلسة نظمت حول "الرؤى الجديدة في المنطقة الأورو-متوسطية"٬ إن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في ماي 2005٬ تشكل مقاربة جديدة في ما يخص محاربة الفقر٬ ترتكز على مبادئ الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان وتكافؤ الفرص بين الجنسين.
وتقترح الدورة الثالثة عشرة لهذا المؤتمر مناقشة العصر الرقمي٬ وإيجاد حلول مبتكرة لمحاربة الفقر يكون لها أثر ملحوظ على ضمان الحاجيات الأساسية للأفراد مثل الصحة والتعليم والأمن الغذائي والعمل المريح٬ وكذا النهوض بتمكين الأشخاص والمجتمعات.
وأضاف السيد العلمي٬ متوجها إلى المشاركين في هذا اللقاء المنظم باعتماد نظام المحاضرات التفاعلية مع مكتب البرلمان الأوروبي بروما٬ أن "ما يجب إبرازه أيضا بخصوص المبادرة الوطنية للتنمية البشرية هو "الرؤية الاستراتيجية ٬ والبرامج المعتمدة٬ والساكنة المستهدفة من أجل محاربة الإقصاء الاجتماعي٬ وكذا النتائج الإيجابية المسجلة".
وقال إن العنصر البشري يشكل صلب هذه المبادرة٬ وهو الرأسمال الحقيقي التي تسعى المبادرة إلى الاستثمار فيه عبر تطوير مجموعة من برامج تعزيز القدرات٬ مع تركيز أساسي على برامج تمكين المرأة.
ويذكر أن 5 ملايين شخص استفادوا من برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خلال المرحلة الأولى (2005-2012)٬ منهم مليون من النساء.
+التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال: رافعة للتنمية ووسيلة للحكامة الجيدة+
ويتضمن هذا البرنامج القدرات التدبيرية (إعداد وتسيير المشاريع) بإدماج التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال٬ التي تعتبر وسيلة بيداغوجية لا غنى عنها٬ تواكب كافة مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية٬ لاسيما تلك التي تستهدف الشباب.
وتابع السيد العلمي بالقول إن مؤسسة الرحامنة للتنمية المستدامة وفي إطار هذه المقاربة واستلهاما لمبادئها٬ أسهمت رفقة شركاء خواص وعموميين في إعداد العديد من المشاريع المهيكلة في قطاعات مختلفة (الزراعة البديلة٬ والتعليم٬ والصحة٬ والبنيات التحتية السوسيو ثقافية...)
وكمثال على ذلك٬ أشار إلى التجربة الرائدة للمدارس الجماعاتية المندمجة في العالم القروي٬ من خلال إدخال الجداول الرقمية والتجهيزات متعددة الوسائط.
كما ساهمت مؤسسة الرحامنة مع شركاء آخرين وعلى الخصوص المجمع الشريف للفوسفاط٬ في إعداد مشاريع تعليمية (ثانوية التميز٬ وجامعة للبوليتكنك) وفي المجال الصحي مع التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال٬ اقتناعا منها بضرورة الانخراط في عصر التكنولوجيات الجديدة.
وقال إنه "من المهم اليوم أكثر من أي وقت مضى التأكيد على أهميتها في التنمية السوسيو- اقتصادية وخاصة في بلد مثل المغرب حيث يشكل الشباب مكونا كبيرا في المجتمع"٬ مشيرا إلى أنه من الضروري مواكبة هؤلاء الشباب في سعيهم للحصول على المعلومات والتكوين لتلبية احتياجاتهم الخاصة".
وأضاف أن المغرب ومن خلال الخطوات الهامة التي قطعها في مجال التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال يطمح إلى الانخراط بشكل أكبر في هذه الدينامية من أجل بلوغ الأهداف الإنمائية للألفية.
وبعد أن ذكر في هذا الصدد٬ بخطاب العرش ليوم 30 يوليوز 2008 الذي أكد فيه جلالة الملك حرصه على ضمان إنخراط المغرب من خلال مقاولاته وجامعاته في اقتصاد المعرفة العالمي٬ أكد أن استراتيجية المملكة تتمحور حول أربع أولويات٬ وهي التحول الاجتماعي٬ وتقديم الخدمة العمومية (الحكومة الإلكترونية)٬ وتطوير المقاولات الصغرى والمتوسطة والتنمية الصناعية.
وعلى المدى القصير٬ تروم هذه الرؤية تجهيز المؤسسات التعليمية العمومية٬ والرفع من عدد الأسر المرتبطة بشبكة الإنترنت٬ وكذا عدد من الخدمات العمومية "أون لاين" من أجل تعزيز الحكامة الجيدة.
وشدد على أنه لا يمكن لمؤسسة الرحامنة٬ باعتبارها فاعلا في المجال التنموي من ضمن آخرين٬ إلا أن "تدعم الرؤية الاستراتيجية الشاملة التي تجعل من التكنولوجيات الجديدة رافعة للتنمية والحكامة الجيدة".
وفي هذا الإطار٬ أشار إلى أن التكنولوجيات الجديدة تعد بالفعل أداة لا محيد عنها٬ لكن ينبغي "إغناؤها" من خلال المواد الثقافية والبعد الإنساني والأخلاقي.
يذكر أنه تم إطلاق "أنفوبوفيرتي" سنة 2001 بهدف التغلب على العزلة وفقر المجتمعات المهمشة٬ وهو البرنامج الرئيسي لمرصد التواصل الثقافي والسمعي البصري في منطقة البحر الأبيض المتوسط والعالم.
ويطمح المرصد٬ الذي تأسس سنة 1996٬ إلى التمكن من تطوير استعمال التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال.
منقول