غزلان إبنة الثلاثين ربيعا التي لم تستكمل فرحتها بعدُ بشفاء يُخرجها من إعاقة ناتجة عن سابق عدم استكمال نموها حين ولدت وهي ابنة 6 أشهر، معاناة لم تقف عند حد عدم قدرتها على الوقوف على قدميها شأنها شأن بنات سنها، لتنضاف إلى ذلك آلام جانبية و تعطل لبعض وظائف جسمها، ما بات يشكل أمرا فارقا بين حياتها و موتها و عبئا ثقيلا على أسرتها التي أنهكها البحث هنا و هناك عن وصفة علاجية لا تبتغي من ورائها غزلان غير أن يلامس كعبها الأرض.
بدأت قصة غزلان يوم أن خرجت من بطن أمها دون سبعة أشهر، ما يعني وفق الأعراف الطبية في ظل غياب أججهزة خاصة استحالة العيش، إلا أن إرادة الله ثم إصرار الأم و الأسرة على رعاية ابنتها حتى تأكد هذه الاستحالة أمرا واقعا، حال دون افتقادها للإبنة التي اضطروا لتلفيفها في قطن و أقمشة و تطعيمها بالتقطير إلى أن أكملت 9 أشهر، ليفاجأ الأبوان بعد بلوغ الرضيعة سنتها الأولى بعدم قدرتها على الحركة، ما اعتبره الأطباء الذين فحصوا غزلان مرحلة مؤقتة تنتهي عند سن السابعة، و هو الأمر الذي لم يكن منه شيء كذلك.
بعد بلوغها سن العشرين قرر والداها إجراء عملية جراحية لها عساها تُنهي مرارة و ألم عقدين كاملين، إلا أن الطب أثبت لثالث مرة عدم اختصاصه، لتجد غزلان نفسها مرة أخرى وجها لوجه مع ألم إضافي نتيجة هذه العملية، و عند استفسار الأسرة للطبيب الجراح عن طبيعة هذا المرض، لم يكن من جواب سوى "مابقيناش خدامين"، جواب شكل عنوان فصل جديد من فصول المعاناة لغزلان، و التي لازالت تعاني من مضاعفات هذه العملية إلى يومنا هذا كما تقول، إضافة إلى آلام حادة في الكلى و القلب تحُول بينها و بين النوم، ففي إحدى تسجيلاتها تقسم غزلان أنها لم تعد تعرف مذاقا للنوم و لا إليه سبيلا.
فرغم كثرة مراسلاتها و كتاباتها لوسائل الإعلام المحلية و الوطنية و الأجنبية، يظل مجيب الداعي أندر من الكبريت الأحمر، مجيب سرعان ما سيلبي نداء غزلان الذي بثته قناة mbc ضمن برنامجها "إم بي سي في أسبوع" و الذي كان من المفترض فيه كما قالت القناة الناقلة لإجابة النداء و المنسقة بين الطرفين أن يرفع معاناة غزلان و يكشف غمام القنوط و اليأس الذي خيم على أجواء بيتها و بيت أسرتها التي أرهقتها تكاليف الأدوية و المهدئات و الفحوصات.
أن تجد غزلان ضالتها في رجل من جنسية عربية ميسور الحال و يكفل لها التنقل إلى أوروبا للعلاج على حسابه، فذلك أرجى ما كانت تتمناه بعد 3 عقود من المعاناة و طرق أبواب الجمعيات و المنظمات، أمّا أن تتحول هذه البشرى إلى معاناة أخرى، فهذا آخر ما كان ينقص غزلان، و التي تلقت آخر اتصالا من كافلها يسبها و يشتمها بعد أن بشرها على قناة الـ"إم بي سي" بمساعدتها.
انقلاب مفاجئ في المسار المثالي الذي تخيلته غزلان لحل معضلتها تسبب لها في نوبات اكتئاب مفاجئة كادت تودي بها إلى الاختناق في أكثر من مناسبة. و هو الذي سبق و أن ادعى امتلاكه لقصر بمدينة مراكش و 74 شركة بالمغرب، واعدا إياها بمعالجتها في السويد، و الحضور إلى بيتها لمرافقتها و تنفيذ الاجراءات اللازمة لذلك، لتفاجأ به ليلة الانتظار يراسلها برسالة قصيرة مضمونها "روحي عند قناة ام بي سي هي تعالجك انا ماني رئيس دولة و لا سبب إعاقتك" رسالة كانت كافية حسب غزلان لتعجل بنقلها إلى المستشفى في حالة انهيار تام.
قناة "ام بي سي" اعتذرت و أوضحت عدم تورطها في الوهم الذي عمق جراح غزلان، التي باتت اليوم أكثر من أي وقت مضى لمن يرأف بها و يوقف معاناتها.
تتقدم غزلان و هي على أبواب العقد الرابع من الآلام المستمرة بالتماس و استعطاف لصاحب الجلالة الملك محمد السادس – حفظه الله – للتكفل بعلاجها و الحد من معاناتها، بعد أن لم تترك بابا إلا طرقته و لا دربا إلا سلكته، راجية من السدة العالية بالله أن يكون محل أملها و مسكن ألمها بفضل الله سبحانه.
منقول