بعد إثارته الكثير من الجدل، خلال عرضه في العديد من المهرجانات الدولية، تشرع القاعات السينمائية المغربية، ابتداء من 6 مارس المقبل، في عرض فيلم "المغضوب عليهم" للمخرج المغربي، محسن البصري، المقيم بسويسرا.
وقال المخرج إن "المغضوب عليهم" سيعرض بالقاعات الوطنية، بعدما فاز بالعديد من الجوائز الدولية والوطنية المهمة، مشيرا إلى أن الفيلم حصل، السنة الماضية، على جائزة نجيب محفوظ لأحسن فيلم عربي في الدورة 35 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وتنويهين خاصين من مهرجاني "كارلوفي فاري" التشيكي و"فاميك" الفرنسي، كما فاز بجائزة لجنة تحكيم المهرجان الوطني للفيلم بطنجة.
وحول الجدل الذي أثاره الفيلم بعد عرضه في أغلب المهرجانات، أوضح البصري، في تصريح لـ"المغربية" أن "الفيلم أثار البعض بسبب عنوانه "المغضوب عليهم"، كما أثار بعض الغربيين، بسبب تسليطه الضوء على الجانب الإنساني للإرهابيين الذين تورطوا في قضية خطف فرقة مسرحية"، مؤكدا أن بعض من هاجموا الفيلم لم يشاهدوه قط.
وأوضح البصري أنه حاول أن يقدم بطريقة ضمنية مفهوم الإسلام المعتدل، مبرزا أن "الفيلم يعالج موضوعا راهنا، يتعلق بموقف المنع والتحريم الذي يهدد حرية التعبير الفني بمختلف أشكاله في عالمنا العربي والإسلامي، والمعبر عنه بردود أفعال عنيفة، تختلف حدتها من منطقة إلى أخرى، إلى درجة إشهار القتل في حق الكتاب والمفكرين والفنانين".
وتقوم فكرة الفيلم على الحوار وقبول الآخر، من خلال إقدام ثلاثة شباب متطرفين، بأمر من "أميرهم الروحي"، على اختطاف فرقة مسرحية كانت تستعد لجولة فنية.
وخلال فترة احتجازهم، وفي انتظار وصول الأوامر من "الأمير"، ينشأ حوار بين الخاطفين والمختطفين، إذ يستعرض كل واحد حياته وتجاربه الإنسانية، فيحدث تفاعل إنساني بين الجميع، ليكتشف الخاطفون عبثية القضية، خاصة بعد إقدام أحدهم على الانتحار.
أدى بطولة "المغضوب عليهم" كل من جميلة الهوني، وماريا لالواز، وعمر لطفي، وأمين الناجي، ومصطفى الهواري، وعصام بوعلي، وعبد النبي البنيوي، وربيع بنجهيل.
يذكر أن "المغضوب عليهم"، الذي وصفه الممثل المصري محمود عبد العزيز بـ"الفيلم المفعم بالقيم الفنية"، سيكون أول فيلم مغربي يحظى باهتمام المنتجين المصريين، إذ قررت شركة "العدل غروب" للإنتاج الفني تصوير نسخة مصرية منه بميزانية ضخمة، بعد الحصول على موافقة المخرج المغربي محسن البصري.
منقول