وجاء في البيان الختامي للدورة الاستثنائية للقمة٬ أن قادة بلدان الساحل والصحراء "يوجهون نداء إلى جميع أعضاء التجمع بهدف مواصلة دعمهم للعملية السياسية والدبلوماسية والعسكرية بغية التوصل إلى استقرار نهائي في مالي ومحاربة شاملة للإرهاب والجريمة المنظمة العبر وطنية في فضاء الساحل والصحراء ".
وبعدما أعربت عن قلقها البالغ إزاء تدهور الوضع الأمني نتيجة٬ على الخصوص٬ وجود جماعات إرهابية وتأثيرات الربيع العربي في البلدان المعنية٬ رحبت القمة بالجهود الدبلوماسية للبلدان الأعضاء وللمجتمع الدولي لدعم مالي من أجل استعادة وحدته الترابية.
وذكر البيان الختامي أن هذه الجهود أسفرت اعتماد القرارين 2085 و2071 الصادرين عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، اللذين وضعا الأسس لتدخل دولي في مالي للمساعدة لإيجاد حل للأزمة السياسية والأمنية في هذا البلد.
كما رحبت القمة بتدخل القوات المسلحة الفرنسية التي أوقفت تقدم الجماعات الإرهابية نحو جنوب مالي وخلق الظروف الملائمة لاستعادة الأراضي المحتلة٬ معربة عن رفضها التام لأي عمل يرمي إلى المس بسلامة أراضي مالي ووحدتها الوطنية.
وبعدما أشارت إلى أنها أحيطت علما بخطة رومانو برودي بشأن الأمن والتنمية في منطقة الساحل٬ حثت القمة المؤسسات المالية على تقديم الدعم اللازم لتنفيذ هذه الخطة.
كما طالبت القمة الرئيس الحالي لتجمع دول الساحل والصحراء والأمين العام بالنيابة بإعادة تنشيط كافة أطر التشاور في مجال تدبير قضايا الأمن والاستقرار٬ خاصة اجتماعات وزراء الأمن٬ ووزراء الدفاع ومصالح الأمن الخارجية لتدارس واقتراح الحلول بشأن مختلف التهديدات.
وفي هذا الصدد٬ طالبت القمة الأمين العام بالنيابة للتجمع بحث وتدارس كيفية خلق مركز بمصر لمحاربة الإرهاب مع السلطات المصرية.
وأعرب رؤساء دول وحكومات تجمع الساحل والصحراء عن "قلقهم العميق بشأن مسألة الإرهاب٬ الظاهرة التي تهدد فضاء الساحل والصحراء بكامله والتي يتعين محاربتها بشكل جماعي من طرف كافة البلدان٬ وفقا للقرارات ذات الصلة التي تم اعتمادها في إطار الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمة المؤتمر الإسلامي والمنظمات الإقليمية ".
يذكر أن رؤساء دول وحكومات التجمع٬ قرروا خلال اجتماعهم٬ عقد الدورة العادية المقبلة (13) لقمة رؤساء دول وحكومات تجمع دول الساحل والصحراء بالمغرب.
من جهته، حذر الرئيس التشادي إدريس ديبي إتنو٬ أول أمس السبت في نجامينا٬ من توجه القارة الإفريقية وخاصة منطقة الساحل والصحراء لأن تصبح ملاذا للجماعات الإرهابية وعصابات تهريب المخدرات التي تنشر الرعب والخراب٬ مشيرا إلى أن لا يمكن للأفارقة الانزواء بدعوى عدم قدرتهم على ضمان أمنهم الخاص بعد مرور نصف قرن من استقلال بلدانهم.
ولاحظ ديبي٬ في كلمة خلال اختتام أشغال مؤتمر رؤساء دول وحكومات تجمع الساحل والصحراء أن الجماعات الإرهابية وعصابات التهريب تنشط كسرطان من خلال الانتشار تدريجيا في جميع أنحاء الجسم.
وقال ديبي٬ الرئيس الحالي للتجمع إن "وباء الإرهاب هذا انتشر في التربة الخصبة للفقر في بلداننا٬ وكذا بؤس بعض السكان٬ وسذاجة شبابنا٬ واستفاد أيضا من ضعف وسائل الدفاع في دولنا".
وأضاف أن هؤلاء الإرهابيين٬ وضعوا مخططا كارثيا للمنطقة كادوا أن ينجحوا في تحقيقه باحتلال جزء كبير من الأراضي المالية٬ معتبرا أن رد الفعل الفوري لفرنسا وكذا التعبئة الكبيرة في جميع أنحاء إفريقيا٬ وضعت حدا لهذا التهديد.
وقال "لدينا امتنان لا محدود لفرنسا٬ لكننا لا يمكن الانزواء بدعوى عدم القدرة على ضمان أمننا الخاص بعد مرور نصف قرن من استقلالنا٬ إضافة أن علينا ضرورة تجميع جهودنا لمواجهة كل الأخطار".
وبعدما أشار إلى إنشاء هيئة مكلفة بالسلام والأمن داخل تجمع الساحل والصحراء من شأنها تحقيق تجاوز أولي لهذه الفجوة ذكر أن "الأزمة التي واجهها أحد أعضاء (التجمع) تحثنا على التحرك بشكل حاسم في هذا الاتجاه".
وفي تعليقه على نتائج أشغال المؤتمر٬ الذي دعا إلى إصلاح وإعادة انطلاق تجمع الساحل والصحراء٬ قال ديبي إن هذه القمة تشكل انطلاقة جديدة للمنظمة من خلال الاتفاق على معاهدة معدلة وقواعد تدبير جديدة لهياكلها ومواردها.
المغرب يحتضن القمة العادية المقبلة لرؤساء دول وحكومات تجمع دول الساحل والصحراء
نجامينا (و م ع) - يحتضن المغرب الدورة العادية 13 لقمة رؤساء دول وحكومات تجمع دول الساحل والصحراء.
وجرى اتخاذ هذا القرار، خلال الدورة الاستثنائية لقمة رؤساء الدول والحكومات المنعقدة، أول أمس السبت، بنجامينا، في تشاد، بمشاركة المغرب الذي مثله فيها وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني.
ورحبت القمة بشكل إيجابي بمبادرة المملكة المغربية لاحتضان الدورة العادية 13، وطلبت من الأمانة العامة تحديد تواريخ المؤتمر بالتنسيق مع السلطات المغربية٬ بحسب ما جاء في البيان، الذي صدر في ختام أشغال قمة نجامينا.
وشدد العثماني٬ بهذه المناسبة٬ على أن المغرب يتشرف باختياره لاحتضان القمة العادية المقبلة٬ مبرزا أن المملكة تقدمت باقتراح في هذا الشأن طبقا للتوجيهات الملكية.
وأضاف العثماني٬ في تصريح للصحافة٬ أن المغرب عازم على الاضطلاع بدوره كاملا في إطار تجمع دول الساحل والصحراء وتنسيق الجهود مع الدول الإفريقية الشقيقة لرفع التحديات السياسية والأمنية والسوسيو-اقتصادية، التي تواجهها منطقة الساحل والصحراء.
على صعيد آخر٬ قال العثماني إن قمة نجامينا تسجل انطلاقة جديدة لتجمع دول الساحل والصحراء٬ حيث اعتمدت ووقعت معاهدة جديدة للمنظمة٬ فضلا عن تبني مجموعة من النصوص المتعلقة بالنظام الداخلي لقمة رؤساء دول وحكومات التجمع والنظام الداخلي للمجلس التنفيذي والنظام المالي.
وأضاف "إننا نشهد اليوم ولادة جديدة لتجمع دول الساحل والصحراء ودينامية جديدة ستكون في صالح كل دول هذا الفضاء".
يذكر أن مجموعة دول الساحل-الصحراء٬ التي تأسست في أبريل 1988، بطرابلس٬ في أفق بناء اتحاد اقتصادي بالمنطقة٬ تضم 28 دولة بمنطقة الساحل والصحراء.
منقول