" تكريس ثقافة الجودة في المنتوج، ومراعاة السلامة الصحية والوقائية للمستهلك "عنوان ندوة نظمتها جمعية : مبروكة لتجار الخضروات والفواكه بالسمارة ذ العربي الراي يؤطر الندوة كمحاضر
علاقة بمنتوجات الخضر والفواكه وارتباطها الوثيق بقطاع الفلاحة ببلادنا ، أعطى ذ المحاضر: العربي الراي نظرة موجزة عن هذا القطاع الحيوي، بعدما سلط الضوء في مرحلة موالية على موضوع تسويق الخضروات والفواكه بالسمارة، ومبادرة جمعية : مبروكة لتجار الخضروات والفواكه، التي تشكل لسان هذه الفئة من التجار، في انفتاحهم وتواصلهم مع السلطات المحلية والقطاع الوصي، وبقية القطاعات الأخرى، والمجتمع المدني، وذلك في إطار عمل تشاركي مندمج، تراعى فيه حدود الصلاحيات والمهام المنوطة، والقوانين المعمول بها وطنيا.
وفي معرض مداخلته ذكر تبنى الدولة لمخطط المغرب الأخضر كإستراتيجية وطنية، مرتكزة أساسا على تأهيل مستدام للفلاحة الوطنية، والتي ترسو على دعامتين متكاملتين تستجيبان بشكل متباين للتحديات المطروحة ، تتطرق أولاها إلى تنمية قوية وجريئة لمحركات جديدة للنمو ذي القيمة المضافة العالية و المنحى الإنتاجي، حول أشكال جديدة للفاعلين المندمجين ذوي قدرات تسييرية قوية وعادلة اجتماعيا.
فيما تنص الدعامة الثانية على التأهيل التضامني للفاعلين الأكثر هشاشة حول برامج للتأطير على الإنتاج والتثمين والتجميع الاجتماعي والتحويل بكل منطقة.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى، وإشارة إلى الجارة الشقيقة دولة الجزائر، فصحفها و قنواتها الرسمية تتجنب الحديث عن المنتوجات الفلاحية المغربية أو غيرها التي تُموِّن الأسواق الجزائرية.
ونظرا للارتفاع الصاروخي الذي أضحت تعرفه أسعار الخضر والفواكه، فإن جمعيات حماية المستهلك شرعت منذ مدة في دق ناقوس الخطر نتيجة الارتفاع المكوكي الذي تشهده هذه الأيام الأسعار في الأسواق المغربية، الشيء الذي انعكس سلبا على قفة الأسر ذات الدخل المحدود وأثار غضب الجمعيات المدافعة عن حقوق المستهلك.
وفي السياق ذاته، نبه المحاضر إلى وقف النزيف وقطع الطريق على المحتكرين والمتلاعبين، فهناك استراتيجية جديدة لتنظيم تجارة سوق الخضر والفواكه بالجملة وتنمية مداخيله بالسمارة، وذلك بإعادة هيكلة قطاع تجارة الخضروات والفواكه، وتأطيـر التجار داخل جمعيات وتعاونيات، وعقد العزم على خلق سوق للجملة يوفر الجودة والطراوة والقيمة الغذائية المطلوبة في التغذية السليمة والمتوازنة، حفاظا على السلامة الصحية للمستهلك المحلي وأمنه الغذائي.
فالسوق المركزي لتسويق منتوج الخضر والفواكه كان يعيش حالة من الفوضى والعشوائية، فرضت من طرف العديد من الأشخاص الذين لهم صلة بالسوق ويستغلونه أبشع استغلال بطرق ملتوية وغير قانونية لاستنزاف المال العام، من تلك الموارد والمداخيل التي كان من المفروض توجيهها إلى صناديق الجماعة الحضرية المسؤولة عن تنمية المدينة وإنجاز مشاريعها.
فالمداخيل تخرج معظمها من السمارة في جيوب المنافسين من خارج الإقليم، وهم بذلك يصيبون الإقليم بالشلل النسبي لمدة أسبوع كامل، في الوقت الذي توجد أسواق بمدن أخرى أقل حجما واستهلاكا من مدينة السمارة، وتنعم باستقرار يومي للسوق المحلي يـُرخي بظلال الإيجاب على جيب المستهلك وعلى اقتصاد المدينة والإقليم.
من هنا يتضح جليا أن الجمعية وبتنسيق مع مختلف المصالح المعنية، تعقد العزم على الارتكاز على تطبيق القانون والأنظمة الجاري بها العمل، من أجل الاشتغال على كل المشاكل العالقة، وعلى الرقي بهذا المرفق الحيوي الذي كان بقرة حلوبا للعديد من المستفيدين. وهي تضع نصب أعينها أهدافا استراتيجية ترنو إلى تدعيم الهياكل الإدارية والتنظيمية لهذا المرفق، وتنشيط الفاعلية الاقتصادية من أجل تنمية الموارد المالية للجماعة المحلية، وضمان الشفافية والنزاهة في المعاملة التجارية على مستوى المرفق.
فيما اعتبر أمين مال الجمعية الندوة، وما سبقها صباح نفس اليوم نشاطا مميزا ينضاف إلى سلسلة الأنشطة التي دأبت على تنظيمها الجمعية الحديثة العهد، التي تهدف من ورائها إلى خلق تواصل دائم مستمر مع تجار الخضروات والفواكه والمستهلكين والشركاء المحليين، سعيا الى هيكلة وتقنين القطاع والمساهمة في الرفع من التنمية والاقتصاد الاجتماعي.
كما أشار رئيس الجمعية إلى المسار الذي تنحوه الجمعية لتعزيز نسيج المجتمع المدني المحلي الذي يؤثت الفضاء الجمعوي بالإقليم.
وقد تناولت مداخلات الحضور التجربة الزراعية الرائدة إقليميا لجماعة حوزة، التي استطاعت أن توفر بعض أنواع الخضروات والفواكه كالبصل والبطيخ.
فيما انصبت مداخلات أخرى على تأثر الأبناك المحلية من هجرة رؤوس أموال المدينة، وانكبت أخرى على المراهنة على الجودة في جلب المنتوجات الفلاحية، والمطالبة بعصرنة السوق المركزي، وضرورة تفعيل أمثل لمصالح المراقبة.
والجمعية إذ تسير على نهج التغيير وخدمة صلاح البلاد والعباد، فمقاعد مَرْكبة تحَدِّي الألفية وصعابها ومناهضة فسادها وثقافة ريعها، تنتظرها بخيلها وخيلائها، إلى جانب فاعلين منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر...