أسر معوزة تدفع ببناتها للعمل كخادمات في أجواء محفوفة بالمخاط

ازداد عدد الخادمات الوافدات من عدة أسر قروية وحضرية بإقليم ابن سليمان بسبب تعاقب المواسم الفلاحية المتدهورة

وديون القرض الفلاحي من جهة والركود الاقتصادي الذي تعرفه المنطقة من جهة أخرى، فبقراءة سريعة لواقع اقتصاد مدينة ابن سليمان، يتبين لمتتبعي الشأن المحلي أنه في تراجع مستمر، معظم الشركات التي كانت تشغل أرباب مئات الأسر، أعلنت إفلاسها وأغلقت أبوابها شركتي الأنابيب والأثواب ورموا بأزيد من مائة عامل قضوا أكثر من عشرين سنة في العمل إلى فضاء العطالة، وباتوا يجرون وراءهم متطلبات استحال تنفيذهاتعليم الأطفال وكسوتهم وتغذيتهم وتغطية مصاريف الإنارة والماء الشروب والكراء ومصاريف العلاج لدى البعض ولائحة المصاريف طويلة

، ولم يتبق لهذه الفئة ومعهم كثيرون، وبعد أن تبين أن ذكور الإقليم لا مجال للشغل لديهم، أطلقت الأسر العنان لبناتها من أجل كسب قوت استحال جلبه من طرفهم
وإذا كانت بعض الفتيات استطاعن الحصول على وظائف مؤقتة لدى الكتاب العدليين أو المحامين أو بعض أكشاك الهاتف او نادلات بالمقاهي

فإن العديد منهن سدت الطرق والمسالك في وجههن بسبب عبث أصحاب الشغل وشغب الشوارع
وفصلت عدة أسر البنات عن الدراسة والتكوين المهني، ودفعت بهن للعمل كخادمات لدى بعض الأسر الميسورة بعدة مدن مغربية، وانتظار رواتبهن الشهرية، أو الأسبوعية أو اليومية، لسد العجز الذي يعرفه مصاريف الأسرة اليومية
وفي انتظار أن تجد الجهات المسؤولة بإقليم ابن سليمان الطريق الصحيح لاستثمار النعم التي حبا الله بها الإقليم، منطقة فلاحيه وسياحية وصحية، إضافة إلى احتوائها على فضاء غابوي شاسع وشواطئ نقية على طول شريطي جماعتي بوزنيقة والمنصورية التابعتين له
تبقى الأسر المعوزة تدفع ببناتها وفي سن مبكرة إلى العمل كخادمات وسط أجواء مشحونة بالمخاطر لما يمكن أن تتعرض له البنات الخادمات داخل الأسر المشغلة

قال الشيخ امبارك الذي لم يعد يقوى على المشي طويلا، لدي أربعة هكتارات، كنت أزرعها سنويا فتدر علي محصولا يكفيني السنة كاملة، وأدعمه بين الفينة والأخرى بتربية المواشي، لأجمع مصروفا يكفي أسرتي المكونة من زوجتي وابنتينا، لكن واقع الحال وكما ترى قد يغنيك عن السؤال، فانتهت بي الأقدار لأدفع بابنتي الصغرى لتعمل كخادمة مقابل أجر زهيد، محجوبة ابنة امبارك لا يتجاوز سنها العاشرة، لم تلج قط المدارس التعليمية، قذف بها القدر لتعمل خادمة لدى أسرة بالبيضاء، مقابل راتب شهري بلغ 500 درهم يستلمه الاب

وتحكي فاطمة التي دفعتها الحاجة إلى طرق الأبواب الميسورة للعمل كخادمة، أنها عملت لدى العديد من الأسر وبأجور مختلفة أغلبها لا تلبي حاجتها وطفلها اليتيم أربع سنوات التي تسعى من أجل شق طريق له يقيه شر مد اليد للآخرين، قالت فاطمة ونبرة الحزن تكاد تخنق أنفاسها قاسيت الكثير في عملي، هناك العديد من الأسر الميسورة لا ترأف بنا نحن الخادمات، نعمل ما باستطاعتنا لكننا نتحمل خطأ كل عضو من أعضاء الأسرة، قد ننظف مكان ما ليحل الابن أو الزوج ويلطخ المكان، فيوجه اللوم لنا، وقد يحاول الزوج أو أحد الأبناء العبث معنا، فنرفض، وربما نصرخ ونندد فنكون نحن المتهمين وهم الأبرياء، وشخصيا كدت أذهب ضحية ابن منحرف أراد اغتصابي لولا شهادة أحد الجيران الذي أكد لوالديه أنه رآه مرارا وتكرارا يغازلني وأنا أدفعه

وتفضل الاسر الميسورة تشغيل الفتيات صغار السن لتفادي وقوع حوادث مخلة بالشرع بينهن وبين أحد الأبناء أو الأزواج، وإذا كانت بعض هذه الأسر تعتني بخادماتها وتقيم لهن مقاما مثل الأبناء، فإن العديد منها يعاملون الخادمات بالعنف عنف في العمل والتغذية والمبيت

وهو ما ينتهي بتحطيم شخصية الطفلة الخادمة التي قد تنتهي إلى الانحراف أو الإصابة بأمراض نفسية، لتعود إلى أسرتها الفقيرة وتزيد من معاناتها
وتكتفي بعض الأسر بالإقليم إلى الدفع ببناتها للعمل خادمات في ساعات محددة بالنهار لضمان عودتها إلى المنزل يوميا ومراقبة أحوالها، ويصل معدل الأجر اليومي ما بين 20 درهما و50 درهما يوميا، تكلف خلاله الخادمة بطهي وجبة الغداء وتنظيف المنزل ورعاية الأطفال والرضع إلى حين عودة الوالدين من عملهما
وكانت بشرى إحداهن، عملت لدى أسرة بمدينة ابن سليمان لأزيد من شهر مقابل أجر حدد في 40 درهم لليوم، قالت بشرى »كان كل شيء يسير على ما يرام، إلى أن حل أخ الزوجة ضيفا على الأسرة وبدأ يراودني على نفسي، فكنت أرفض ولم أود إخبار أخته، لكنه في يوم هاجمني فصفعته، وتركت المنزل وعدت إلى أسرتي، وما حز في نفسي، أن رب الأسرة التي كنت أعمل لديها، اتهمني بأنني سرقت مبالغ مالية وأمتعة تعود لزوجته، ليكتشف في ما بعد أن شقيق زوجته هو الفاعل وأخرج من القضية بأعجوبة
سامحه الله، حرمني من رزقي وكاد يسجنني
ولم تكن الخادمات وحدهن ضحايا العنف والانحراف، فقد صرح رب أسرة لـ »المغربية« أنه اكتشف بالصدفة ما كانت تحيكه خادمة كان قد جلبها من البادية وأسكنها في منزله على أن تعتني بأطفاله وزوجته المريضة، قال الضحية كانت الخادمة تقدم لنا كل ليلة قبل النوم سوائل مختلفة شاي، قهوة،عصير

حسب أذواق كل فرد من الأسرة، وبها أقراص منومة، لتخلوا بعد ذلك بخليلها الذي كانت تدخله غرفتها وتغازله طوال الليل، مرت الأيام لأكتشف الأمر في ليلة تناولت فيها كأس قهوة في وقت متأخر، فسمعت كلامها مع شخص غريب، ولما خرجت فرت معه هاربة، لم أشأ أن أخبر السلطات الأمنية، لكنني عاودت الاتصال بها وعرفت تفاصيل الموضوع
وبين الأسر والخادمات تزداد المشاكل والإكراهات في ظل ترابط غير منظم ونوايا مختلفة تختلف من أسرة لأخرى ومن خادمة لأخرى، وتبقى كواليس العمل وطبيعتها مشحونة بكل المخاطر التي يمكن أن تروح ضحيتها الخادمة أو الأسرة، وما يقلق المتتبعين للشأن المحلي الوضع الاقتصادي المتدني الذي جعل الأسر المعوزة ترمي بفلذات أكبادها للشارع مقابل أجر استعصى استخلاصه بالكفاءة وسواعد الرجال، لتضيع الأكباد ويزداد جراح الأسرة

جريدة الصحراء المغربية

ان ظاهرة خدمة البيوت ظاهرة مؤلمة اتمنى ان تتم معالجتها من طرف الدولة بتحسين مستوى عيش المواطن

بالفعل هدا شئ محزن نتمنى ان تتقلص هده الظاهرة و اتمنى ايضا ان يغيير المخدمون اسلوب تعاملهم مع الخادمات المغلوبات على امرهن

الله يعطيك العافيه

» صاحب الجلالة الملك محمد السادس يحل بمالابو
» حداد: المغرب أنجز " ثورة توافقية " وفي أجواء هادئة
» تقدير كبير وامتنان بباماكو للعمل الإنساني الذي يقوم به جلالة الملك لفائدة مالي