ان ما يعرفه العالم العربي الاسلامي من انتفاضات او ثورات او فوضى مشروعة كانت او غير مشروعة او مطالبة بالحقوق المشروعة انما هي في الحقيقة ابتلاءات و امتحانات من الله عز و جل لعباده و هي فتن كقطع الليل المظلم و فساد في الارض بسب الذنوب و ما اقترفته ايدينا جميعا دون استثناء. هذه الفتن ابتلاءات من الله عز و جل ليبتلي من خلالها قلوب العباد و ايمانهم و ليمحص ما في قلوبهم جميعا سواء الحكام و انظمة الحكم او الشعوب و المحكومين و الثوار و المنتفضين و كذلك الاعلام و الشاهدين على هذه الفتن و المشاهدين و المتتبعين لما يحدث دون مشاركة الكل سواء في الامتحان و الابتلاء و قد علم الله العليم الحكيم ايمان كل واحد من العباد و اقام الحجة على كل واحد منا و ان كان سبحانه و هو الذي وسع كل شيء رحمة و علما و هو علام الغيوب العليم الخبير و ان كان قد علم احوال المخلوقات قبل ان يخلقهم.لقد كانت قناة الجزيرة وراء تسعير نيران كل الفتن و لكنها تكيل بأكثر من مكيال ركزت الجزيرة عملها و اشتغالها و اهتمامها كله على ليبيا و على اليمن و مصر و تونس لكن الجزيرة اغضت الطرف عن ما يجري في المغرب و مطالب المغاربة المشروعة في اسقاط النظام الملكي و اسقاط الفساد المالي و نهب و سرقة المال العام و مال الفقراء و المعطلين عن العمل في المغرب . وذلك لان محمد السادس اشترى بماله اقصد المال الذي سرقه من فقراء شعبه و معطليه اشترى بالجزيرة و ذمم الجزيرة و رؤساء الجزيرة و صحفييها و العاملين فيها لتغض الطرف عن ما يجري في المغرب. كذلك غضت الجزيرة الطرف عن الاوضاع في السعودية و البحرين و الجزائر و قطر طبعا. اما معمر القذافي فقد اغتالته يد الغدر نحسبه على خير وانا لا ازكيه و لا ازكي نفسي و لا ازكي احدا على الله تعالى . و لست هنا بصدد مدح العقيد المغتال معمر القذافي و لا انا هنا بصدد ذمه او الركض على دمه و اشلائه و لا التشفي لموته كما يفعل اولئك الجبناء عملاء امريكا و الغرب الصليبي و حلف الاطلسي الذين اسموا انفسهم ثوارا و يتحدثون بإسم الاسلام و بأسم الله عز و جل و الله جل اسمه منهم براء و الاسلام منهم و من عمالتهم لاعداء الاسلام من الصليبين براء. لا احد يجادل في مسألة ان يقوم ملك دولة ما او رئيس ما بتقتيل الابرياء من شعبه او سرقة اموالهم او تجويعهم او تضييق الخناق عليهم فيما يغضب الله عز و جل . و لذلك نقول نحن ضد ان يقوم القذافي بتقتيل الابرياء من شعبه او نهب المال العام و سرقة مال الشعب و تكديس الثروة . و نحن لسنا مع القذافي ان كان فعلا يبغض الحركات الاسلامية المباركة التي تمثل الصحوة الاسلامية المباركة و ما راج عن مواقفه السلبية منها و من السنة النبوية او بعض ما حسب على القذافي دون ان يقصده و لو ان معمر القذافي ليس بالذي يتبنى ذلك كله و تلك المواقف. و لكن من هم الذين قتلهم معمر القذافي و ما شأنهم .كما راج ما راج عن معمر القذافي موقفه السلبي من الحركات الاسلامية و الجماعات الاسلامية و الاخوان المسلمين و المد الاصولي و السلفية. لكن لا احد ينسى ان معمر القذافي كان من بين الابطال الذين واجهوا امريكا و الغرب الصليبي و عملائهم و الصهاينة و كان من بين الذين جاهدوا في سبيل الله و لو باللسان. لم يتصدى احد للعدوان الصهيوني على فلسطين و على قطاع غزة من الحكام العرب و لو بالكلام و لم يتصدى احد لسويسرا لما قررت منع بناء المساجد في بلادها من الحكام الا معمر القذافي. لقد كان العقيد معمر القذافي العربي ابن العروبة و الاسلام بطلا شجاعا شامخا و مات عزيزا شامخا بطلا و نحتسبه عند الله شهيدا. على الاقل معمر القذافي كان يقول كلمة الحق في كل مناسبة و من كل منبر عالمي و في كل محفل و كان يجهر بالحق صادحا به لا يخشى في الله لومة لائم و الله عز و جل مجازيه عن هذا و عن كل شيء ان احسانا او اساءة. الله علام الغيوب اعلم بمعمر القذافي و بالناس اجمعين و هو سبحانه اعلم بنا . انا لا ازكي معمر القذافي و لا ازكي نفسي و لا ازكي على الله تعالى احدا .كما انني لست اقصد استفزاز اعدئه و خاصة الجبناء منهم اي بعض و اقول بعض الثوار الجبناء الذين ظنوا انهم هزموا العالم هيهات هيهات. ان شاء الله لتدوسنكم اقدام الرجال الاشاوس بعز و كبرياء. و لولا ارادة الله في رحمة القذافي و ابتلاء ليبيا و عمالتكم لحلف الناتو و استعانتكم به و توليكم اليهود و النصارى لأبان الله عز و جل خوركم. رحم الله معمر القذافي و غفر لنا و له و اسكنه فسيح جناته و انزله منازل الشهداء و عوض المتضررين من ظلمه كل خير . و نجانا الله جميعا من كل بلاء و من سوء البلاء و جعلنا الله دائما سالمين هو السلام الرحمن الرحيم و اعاذنا الله من جميع الفتن ما ظهر منها و ما بطن .و حسبنا الله و نعم الوكيل. انا مستجير بالله رب العالمين و بقدسه و جلاله و عزته.