زين الهاربين...انزلاق تاريخي وعبرة للجميع.

إن المتتبع لما يجري في تونس يكاد يجزم أنها ظاهرة عابرة تخص المجتمع التونسي فحسب،لكن الواقع الملموس يؤكد غير ذالك،فانتفاضة تونس رد فعلي طبيعي لمجتمع عانى من ظلم الاستبداد على ديكتاتورية طاغية ،لن تقتصر على تونس فقط بل ستنتقل شرارتها إلى كل الشعوب المقيدة بأنظمة الظلم في العالم العربي الإسلامي .
فهذا الشاب الذي أضرم النار في نفسه ليس فقط لأن السلطة حجزت بضاعته، بل التراكمات التي عاشها طوال حياته من ظلم وإقصاء هي التي دفعته إلى إحراق نفسه ،فكان ذالك بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس. فهدا الشاب وأمثاله في الأوطان العربية كثيرين .
فحاكم قرطاجة استطاع أن يجمع كل الأجهزة المكونة للدولة في جهاز واحد متحكم في جل الميادين الحيوية لخدمة صورة تونس الوردية ،التي يتغنى بها حلفاؤه على مدى ثلاثة وعشرون سنة مضت ،فكان انتحار هدا الشاب كافيا ليبين للعالم أجمع أن نظام شين العابدين نظام هش وميت أصلا،يحتاج فقط لمن يعلن عن وفاته. فالشعب التونسي إذا صنع ملحمة خارجة عن المألوف في الدول العربة يجب أن نصفق لها عاليا،ومحمد البوعزيزي اسم سيظل راسخا في أدهان الجميع،وسدي بوزيد مدرسة لكل المؤمنين بالانعثاق من أنظمة الجور والاستبداد في الوطن العربي،و 14 يناير 2011 تاريخ كتب بدماء أحرار تونس ،يجب أن نحتفي به لأنه أسقط ديكتاتورا ظالما للإسلام والمسلمين ،لم يكن أحد يتوقع سقوطه بهذه السرعة،فهذه بداية كما وصفها البعض لسقوط أحجار الدومينو لن يكون بن علي الأول والآخر فيها.
ولكن حتى لا ننسى الأهم،نقول لإخواننا في تونس حداري ثم حداري فإن هناك من يريد الركوب على هذه الانتفاضة والالتفاف عليها ،فعليكم أن تكونوا متعقلين أكثر ،فالحكومة الحالية لا تمثل إلا ظل الرئيس الهارب ،وإن انتهى عهد بورقيبة بانقلاب أبيض فقد انتهى عهد بن علي بانقلاب أصفر، فاعملوا جاهدين حتى لا تذهب دماؤكم سدى،وترجع حليمة إلى عادتها القديمة. فطالبوا بإصلاحات دستورية شاملة، لوضع مشروع بديل متكامل، يطرح الأسس السليمة لنظام إسلامي تعددي ويتيح المجال لحوار وطني حول برنامج اقتصادية واجتماعية تستجيب لتطلعاتكم.
أما حال أغلب الدول العربية لا يبعد كثيرا عن حال تونس، فالجزائر وليبيا ومصر مثلا تحكمها أنظمة ديكتاتورية مورثة وقوة ناعمة تحصد الأخضر واليابس ،وتعطي صورة جميلة لصفيح ساخن سينفجر في أي وقت ،عكس المغرب الذي ينعم بنوع من الاستقرار،ولديه إجماع وطني والتفاف حول العرش ،الشيء الذي يعطي للمملكة قوة لا مثيل لها في دول شمال إفريقيا،ولكن لا يجب استغلال هذا المعطى من بعض المقربين من هرم السلطة من أجل توجيه الدولة إلى علمانية ظالمة، والخلط بين الإرهاب والإسلام،والتضييق على الأحزاب الإسلامية ،ومحاربة الإسلام بدل الفساد.
وأخيرا أقول بأنه لابد لكل جمهوريات الانقلابات الناعمة في الوطن العربي أن تنتهي سواء طال الزمن أم قصر،لأن هذه الشعوب نفد صبرها،فعلى هؤلاء الرؤساء أن يعتبروا من بنعلي قبل فوات الأوان ،وقبل أن يحلقوا بطائراتهم في الجو، طالبين من الدول الغربية النزول ولو لشحن قطرة وقود.
مبارك السمان

assalamo 3alaykom.inna ma 3arafatho acha9i9a touns,kana motawa3 fa assoura al 9atima limohajiri touns fi alkharij tadolo 3ala dalika.fatrahom modminina 3ala jami3i al mahdourat wa arlabohom lan yarji3a ila touns bi sifatin daima wa 9onsoliyatihim to3amilahom bi al aswe...fa3ala ikhwanana fi touns alla yafraho katiran fi hada al wa9t farobama sa yandamouna 3ala 3ahd ban 3ali.wa assalam